بقلم :جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
- ليس من تفسير لما يتعرض له المسافرون في مطار القاهرة عند السفر والوصول سوي أنه تجسيد للقصور والاهمال الذي يتركز في نقص وبطء اجهزة التفتيش الخاصة بالتأمين الذي يعد امراً حتمياً. •
علينا ان نعترف وفقا لمجريات الأمور في مبني مطار القاهرة الجديد أن هناك مشكلة خطيرة وحقيقية فيما يتعلق باجراءات السفر بالنسبة للركاب. هذا الامر اصبح يمثل معاناة وتذمراً علاوة علي ما قد يترتب عليه من مشادات ومشاحنات واعباء مالية علي الركاب ووظيفية علي شركات الطيران.
ما اتحدث عنه تحول إلي تداولات صحفية وإلكترونية علي التواصل الاجتماعي يسيء إلي صورة وسمعة بلدنا الذي يعاني اصلا من انحسار حركة السياحة والسفر. هذه الممارسات التي تتسم بالفوضي وعدم المسئولية تتكرر كل يوم بالنسبة للرحلات الجوية في فترة الذروة الصباحية المزدحمة باقلاع عشرات الرحلات. هذه المسرحية المأساوية متواصلة منذ عدة اسابيع علي مشهد من الجميع دون ان يهتم احد من المسئولين الذين يمتليء بهم المطار بالتحرك من اجل وضع حد لها.
> > >
هذا المسلسل اليومي الذي يعيشه المسافرون يبدأ من عند بوابة الدخول الخارجية حيث يقفون في طوابير طويلة ممتدة حتي اجهزة التفتيش الالكتروني واليدوي. ولأن الراكب مطالب وفقا لهذه الاجراءات بخلع الجاكت والبالطو والحذاء وحزام البنطلون واخلاء جيوبه ووضع كل هذا علي السير المتحرك للفحص الالكتروني فانه يحتاج علي الاقل ما بين خمس و١٠ دقائق للمرور الي داخل الصالة التي تقوده إلي مكتب شركة الطيران. انه يتجه بعد ذلك إلي الصالة الداخلية ليتكرر نفس المشهد قبل ان يسمح له بدخول الطائرة.
لا أحد بالطبع يعترض علي حتمية وطبيعة وضرورة هذه الاجراءات اللازمة لعملية التأمين للطائرة وبالتالي للراكب نفسه.. ولكن العقدة في هذه القضية تتركز في بطء الاجراءات سواء نتيجة عدم خبرة القائمين عليها أو نتيجة لقلة عدد المنافذ أو لعدم تشغيل ما هو متوافر منها بسبب عدم وجود موظفين يقومون بمتابعتها بينما الدولة تئن من كثرتهم.
> > >
هذا القصور وهذا الإهمال وعدم الاحساس بالمسئولية يؤدي إلي تكدس الركاب.. كل هذا محصلته تأخر اقلاع الطائرات لتضيف اعباء مالية علي شركات الطيران الي جانب عدم لحاق عدد من هؤلاء الركاب برحلاتهم وهو الأمر الذي يحملهم غرامات تأخير نتيجة تغيير مواعيد رحلاتهم. يضاف إلي ذلك ما قد يترتب علي تخلفهم عن مواعيد وصولهم لوجهتهم من تعطيل لاعمالهم.
ولا تقتصر هذه المعاناة التي يتعرض لها المسافرون من مطار القاهرة ولكنها تشمل وللأسف القادمين في فترة الذروة المسائية الذين يقفون صفوفا طويلة لانهاء اجراءات الجوازات. المشكلة هذه المرة لا تتعلق بقلة عدد المنافذ ولكنها -وهو الشيء المضحك- في عدم وجود ضباط وموظفين لتشغيل المنافذ الخالية المعطلة عن العمل.
بعد الجوازات تنتقل فصول هذه المسرحية السوداء إلي صالة استلام الحقائب لتبدأ مرحلة اخري من المعاناة بحثا عن »تروللي» لنقل الحقائب إلي الخارج وصولا إلي ساحة انتظار السيارات التي تعد مسافة غير قليلة مما يجعلها من أخطاء تقديم الخدمات بالمطار بالصورة التي تكفل راحة الركاب خاصة عند وصولهم.
> > >
بعد هذا السرد لتراجيديا السفر والوصول إلي مطار القاهرة هذه الأيام يتبادر إلي ذهن كل محب لهذا البلد التساؤل عما وراء هذا التناقض الذي يسيء إليها ويشوه صورته؟ ماذا يمنع توفير الاعداد اللازمة من منافذ التفتيش وتزويدها بالموظفين الاكفاء لسرعة اتخاذ الاجراءات. ولماذا لا تكون هناك اعداد كافية من ضباط وموظفي الجوازات وقت الذروة عند السفر والوصول؟ ان ما يحزنني ان هذه المسئولية منوطة بوزارة الداخلية التي أرجو من وزيرها اللواء مجدي عبدالغفار النظر بعين الاهتمام والرعاية لهذه القضية المأساوية.