بقلم : د. عصام الطابوني
تدرات تتربع في صحراء الجنوب الغربي الليبي ، لا تزال، صامدة أمام قسوة الطبيعة تارة و عبث الإنسان تارة اخرى. تدرات فتحت قلبها للإنسان في ليبيا منذ العصور الحجرية ما قبل الميلاد بآلاف من السنين .
أكاكوس جبال صخرية و اخاديد لأنهار قديمة و كهوف للسكن و العمل و التعبد و للفن .
متدينون جدا ، هم سكان اكاكوس ، هذا ما تستوحيه و تنطق به مشاهد الحياة على جدران منقوشة في لب تدارات أكاكوس . أبقار و ثيران و جمال و فيلة ، رعي و رعية أحبت أكاكوس فرد اكاكوس لها الجميل بتخليد ذكراها ، فحفظ صورها نقوشا جميلة للأجيال المتعاقبة .
في ” تخرخوري ” ، و ملاجىء وادي “تشوينت” ، الحراريق وعين أهيد ، و” ان موهجاج ” ، وان تاموات ، كهوف “وان أميل” وكهف ” تاكظالت” وفي وسط سهل يمتد شمال وادي سيندار، وعلى طريق القوافل القديمة التي تتجه نحو وادي تشوينت، وتاكيسيت، يبرز موقع ” تان لالان ” ، في فيافي و قفار أكاكوس ، ألبوم نقوش و صور .
أكاكوس تبوح بما كشفه العلماء من بقايا دهون الألبان على أواني الفخار فيها ، و من بقايا أسماك ضمن تركيبات المواد العضوية للحيوانات المستأنسة المكتشفة بأكاكوس .
نقوش عديدة و فريدة منها ما يصور قطعان ماشية و رعي و أخرى تصور عملية حلب قطيع أبقار .و نقوش الحيوانات المتوحشة ، وتجمعات بشرية منقوشة ، ونقوش الإخصاب، و هناك نقوش تعبر عن رقصات وأشكال بشرية في وضع العبادة ، راكعة و الأيدي مرفوعة .ونقوش تصور لباس السكان وتصفيف الشعر و وعمليات الصيد .
المومياء السوداء العريقة ، ونقوش الإحتفالات .أشكالاً بشرية ، راقصة و وماشية وكتابات ، و شكلا بشرياً يفرد جناحيه و خريطة تاريخية على جدار تظهر تضاريس ومعالم وادي تشوينت الكبير.
أكاكوس تحفظ شئ من تاريخ الإنسان في ليبيا كما تخلد قصص و أساطير ، حكايات و روايات كل يفسرها على هواه .
ان نقوش أكاكوس ملحمة إنسانية في شكل فني بديع ، فيها سرد لما كان قبل آلاف السنين واقع عاشه الاجداد .