Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

الإعلام كما يراه التربويون

 

 

كتب :عامر محمد الضبياني

 

 

اتسمت العلاقات القائمة بين المؤسسة التربوية ووسائل الاتصال بشيء من التصادم ووضعت وسائل الإعلام في قفص الاتهام ولم يكن أغلب رجال التربية ينظرون بعين راضية إلى تعامل التلميذ مع وسائل الإعلام.

 

كما كانت صورة الثقافة التي تروجها وسائل الإعلام سلبية بالنسبة لأغلب المربين الذين يعتبرون هذه الثقافة سطحية ومبتذلة.

 

بالرغم ان دور المؤسسة الإعلامية لا يقل قيمة عن دور المؤسسة التربوية في التنشئة الاجتماعية للفرد، إلى جانب المؤسسة العائلية. فالوقت الذي يقضيه الطفل أو الشاب في تعامله مع وسائل الإعلام لا يقل أهمية عن الوقت الذي يقضيه في المدرسة، كما أن التعلم عبر وسائل الإعلام يقوم في جوهره على ترابط عضوي بين التعلم والترويح عن النفس.

 

لذلك فإن المدرسة ووسائل الإعلام يخدمان نفس الأغراض التربوية. (الراجحي, 2014، 12). ولعل الجدل القائم حول العلاقة بين التربية والإعلام ليس بالجديد، وقد أوضحت الدراسات والندوات التي تناولت هذه العلاقة أن هناك كثيراً من جوانب المقاربة والمفارقة بينهما، وأن التطور التكنولوجي فرض مظهراً مهماً من مظاهر التكامل بين الإعلام والتربية، وأن الإعلام قد أصبح محوراً من محاور العملية التعليمية، وتم إدراج الإعلام التربوي ضمن التخصصات التربوية المنتشرة في المؤسسات التربوية كمحاولة جادة لتوظيف وسائل الإعلام والإستفادة منها في العملية التعليمية والتربوية. (حمدان، 2004، 18).

 

ولو جئنا لننظر لعلاقة التعليم بالإعلام لوجدنا التعليم والإعلام أصلا عملية تفاهم، وعملية التفاهم هي العملية الاجتماعية الواسعة التي تبنى عليها المجتمعات، إذ لا يمكن أن يعيش فرد معزولا دون أن يتفاهم مع من معه بشأن هذا العمل ويتعاطف معه فيه, فالإعلام في الوقت الراهن أكثر أثرا من التعليم على تربية الفرد، كون جمهور التعليم محددا بالمتعلمين بمؤسسات التعليم، وجمهور الإعلام هو كافة أفراد المجتمع. (الجابر، 1986، 117).

 

والتعليم والإعلام وجهان لعملة واحدة، ويهدف كل منهما إلى تغيير سلوك الفرد، فبينما يهدف التعليم إلى تغيير سلوك فئة محددة من أفراد المجتمع (الطلبة) إلى الأفضل، نجد الإعلام يهدف إلى تغيير سلوك كل أفراد المجتمع، فالإعلام أكثر اتساعا وأعمق خبرة من التعليم وأشمل منه استيعابا للحقائق والمعارف والخبرات العامة والتربوية، ولا يلتزم بمنهج محدد أو مقررات دراسية معروفة مسبقا كما هو الحال في التعليم, وهو عامل أساس في انتشار التعليم وتطوره من جانب، والنمو الاقتصادي والتقدم الحضاري من جانب آخر. (الغنام، 1982، 121).

 

 

فيما تعتبر العلاقة بين الاتصال والإعلام، علاقة الجزء بالكل فالإعلام، وسيلة من وسائل الاتصال وكذلك التعليم والاتصال بمستوياته وأنواعه وسائل من وسائل التربية، فقد أجمع أهل العلم والاختصاص أن عملية الاتصال رافقت الإنسان من لحظة تكوينه وشكلها الله سبحانه وتعالى وجعلها جوهرا مهما في حياته، وفي تمكنه من نسج علاقات ومد جسور البقاء، والاستمرار، والتعامل مع أسباب هذه الحياة ومعطياتها ومتطلبات الدور الإنساني والرسالة التي خلق الله الإنسان لأجلها، وهو عملية تتم بين طرفين أو أكثر ينتج عنها تفاعل، واستجابة في مستويات الاتصال الشخصي والجمعي، وعملية يتم فيها نقل الأفكار عبر اللفظ والرمز، وغيره كما أنه تفاعل معرفي علمي اجتماعي سياسي تعليمي ثقافي وعلاقات عامة. (الذيفاني، 2006، 11-13).

 

فالاتصال تتعدد وسائله منها اتصال جماهيري وهو الذي يتم بين مصدر وملايين من البشر، واتصال ذاتي  وشخصي واتصال تربوي وهو الأهم في تغيير السلوك الاجتماعي للإفراد، فالإنسان في العصر الحديث يقضي نحو 70% من ساعات نشاطه في عملية اتصال لفظي متحدثا أو مستمعا أو قارئا أو كاتبا، وبعبارة أخرى فإن كل فرد منا يقضي ما بين 10-11 ساعة يوميا يمارس فيها الاتصال اللفظي. (رستي، 1971، 43).

 

 الاتصال عملية اجتماعية

 

 

والاتصال عملية اجتماعية مهمة لا يمكن أن تعيش بدونها أية جماعة إنسانية أو منظمة اجتماعية فهو ضرورة نفسية واجتماعية واقتصادية وسياسية وتنموية ودينية.. الخ، والاتصال في الإعلام اتصال جماهيري والاتصال في التعليم اتصال تعليمي والاتصالان هما اتصال تربوي. (الجواد، 1982، 229)

 

وإذا ما وقفنا بين علاقة التربية نفسها بالإعلام نجد بعض التربويين لم يضعوا بشكل قاطع حدودا فاصلة بين كلمتي التربية والتعليم، وبين الإعلام والاتصال ونجدهم يستخدمون التربية بمعنى التعليم، والإعلام بمعنى الاتصال…

 

 ولكن الحقيقة التي يجمع عليها الأغلبية كما جاء في (المليكي، 2015، 14) أن هناك فروقا واضحة وجلية، بين تلك المفاهيم منها أن التربية أعم وأشمل في مفهومها ورسالتها، وأن هذا الشمول يمتد ليحتوي بين جنباته التعليم والإعلام وهي علاقة الكل بالجزء، فالبيئة الإنسانية بكل تفاصيلها ومكوناتها هي مجال التربية، والشخصية الإنسانية بكل جوانبها هي هدف التربية وميدانها، ليتحقق بها الاستقامة والتوازن، فالتربية في معانيها وأبعادها أكثر دقة ودلالة على استمراريتها في استهدافها للسلوك الإنساني…

 

 ولا تتوقف عند حد زمني معين، ولا تتموضع في مؤسسة بعينها قدر تحركها من الولادة إلى الوفاة، وفي كل مفاصل الحياة الإنسانية الفردية والاجتماعية وما يتصل بهما مكانا وغاية، سعيا وراء تشكيل الشخصية وتأصيل الهوية عند الفرد والمجتمع على حد سواء في مستوياتها وحلقات انتمائها ودوائرها المختلفة هدفا وغاية، فالتعليم والإعلام يشكلان أهم أدوات التربية ووسائلها في تبليغ رسالتها وبلوغ أهدافها. (الذيفاني، 2006، 44-46).

 

بالإضافة الى أن بين الإعلام والتربية أرضية مشتركة ووشائج قوية، فالتربية في جوهرها عملية اتصال، والإعلام بجوهره ومظهره عملية اتصال، فالتربية إذا في بعض جوانبها عملية إعلامية والإعلام في بعض جوانبه عملية تربوية. (البدر، 1989، 91) والتربية تقوم كذلك بتوجيه الأفراد نحو النمو بشكل يتماشى مع الخط الذي ارتضته الأمة لنفسها. (حويحاني، 1972، 7) فيما يهدف الإعلام والتربية إلى خدمة المجتمع وتنويره بما هو أصلح، وكلاهما إن أحسن استخدامهما يهدف إلى المحافظة على القيم والمبادئ التي ندين بها ونعمل على تثبتها والمحافظة عليها، وعلى ثقافة المجتمع و شخصيته من أن تذوب في الثقافات الواردة من الخارج، وكلاهما يحاول إيجاد حلول للمشكلات التي تواجه المجتمع من غير التضحية بما هو ثمين من موروثاته، وكلاهما يهدف إلى استمرارية التعليم من أجل إيجاد أجواء مثمرة للعيش في إطار المجتمع الواحد، ومن حيث العناصر فعناصر التربية هي نفسها عناصر الإعلام والمتمثلة، بالمرسل – الرسالة – المستقبل – تفسير الرسالة – الاستجابة. (البدر، 1991، 37).

 

فيما تتميز وسائل الإعلام بسرعة تجاوبها مع المستجدات العلمية والتكنولوجية، وهذا الأمر لا يتوافر للتربية، كما تتوافر في وسائل الإعلام عدة مميزات أخرى لا يتمتع بها غيرها من الوسائط التربوية، فهي تقدم خبرات ثقافية متنوعة، ونماذج سلوكية، وطرق معيشة قطاعات عريضة من أفراد المجتمع، إضافة إلى أنها تنقل إلى الأفراد خبرات ليست في مجال تفاعلاتهم البيئية والاجتماعية المباشرة.

 

ويعكس الإعلام كذلك الثقافة العامة للمجتمع جنباً إلى جنب مع الثقافات الفرعية للفئات الاجتماعية المختلفة من خلال ما تنقله وسائله المتعددة إلى جمهوره العريض من موضوعات ومعلومات وأفكار وأخبار ومواقف من مختلف جوانب الحياة، بينما تقتصر الثقافة المدرسية على المقررات الدراسية التي تستمد أصولها من التراث الثقافي للمجتمع والبنية الأساسية للحقل المعرفي الذي يتعلمه الطلاب.

 

بالإضافة الى انه يتيح لجمهوره فرصاً واسعة للترفيه والترويح والمتعة وهذا ما لا توفره التربية لطلابها، فكثيراً ما تعاني التربية من المناهج الجامدة التي لا تلبي اهتمامات الطلبة أو تشبع ميولهم واحتياجاتهم، وكثيراً ما تكون طرق التدريس قائمة على الإلقاء، وكثيراً ما تكون الاختبارات مثيرة للرعب والخوف من نتائجها.

 

 

ويقدم الإعلام الخدمة الاخبارية التي تستهدف التنوير والتبصير والاقناع لتحقيق التكيف والتفاهم المشترك بين الأفراد، وتهتم التربية بنقل التراث الثقافي والحضاري بعد تنقيته إلى الأجيال المتعاقبة وتنمية مهاراتهم وقدراتهم العقلية.

 

والدافعية في التربية والتعلم واضحة، بينما يختفي الوضوح في الدافعية للاعلام. وتتميز التربية عن الاعلام في الصلة المباشرة المتبادلة بين المتعلم والمعلم بينما تختفي هذه العلاقة في المؤسسات الاعلامية. ويتميز الإعلام كذلك بسرعة انتشاره وتأثيره في تشكيل عقول الجماهير من خلال وسائل الاقناع المباشرة وغير المباشرة، ومن خلال الحوار الفعال، وجودة تقنية المؤثرات الصوتية والحركية، ومرونة البرامج وتنوعها لإرضاء جميع الأذواق ومختلف المستويات الثقافية ومختلف الفئات العمرية، ونقل الخبرات المباشرة الحية من أي مكان في المعمورة. ..

 

وهذا يصعب تنفيذه على الوسائط التربوية أو تحمل مسؤوليته. يينما تتميز التربية بأنها تؤثر في تنمية الإنسان تنمية متزنة متكاملة جسمياً وعقلياً وخلقياً ووجدانياً وعقائدياً واجتماعياً وثقافياً حتى تنمو شخصيته إلى أقصى قدر تسمح به قدراته، كما تساعد التربية في اكساب الطلاب والطالبات المفاهيم والاتجاهات والقيم والمعلومات والمهارات التي تساعدهم على التعايش مع الآخرين، وتكوين علاقات اجتماعية وطيدة معهم قائمة على الفهم والاحترام والثقة، وهذا ما تستطيع أن تقوم به وسائل الإعلام باعتبارها وسائل تربوية غير مقصودة لا تستطيع المتابعة أو تعديل السلوك.

 

 

ويمكننا القول بأن حزمة المصطلحات السابقة “الإعلام، التعليم، الإتصال، التربية” تحلق جميعها في فضاء واحد وتهبط ببرامجها وأنشطتها على واقع واحد، بما فيها من تداخل وعلاقة عضوية جعلتها سلسة مكونة من حلقات تفضي إلى بعضها ولا تحقق بحال من الأحوال فصلا وتناقضا في المعاني والدلالات, فالتربية هي التنمية الشاملة للإنسان منذ ولادته حتى مماته، والتعليم هو وسيلة من وسائل التربية…

 

أما العلاقة بين الاتصال والإعلام فهي علاقة وثيقة، إذ أن الإعلام عنصر مهم من عناصر الاتصال، ولا يمكن لوسائل الاتصال أن تحقق أهدافها بعيدا عن الإعلام، فالإعلام والتعليم يقومان على الاتصال ويعتمدان على عناصره، وهما وسائل مهمة من وسائل التربية، وعنصران من عناصر النظام الاجتماعي ويوجد بينهما تشابه  في الأدوار والوظائف فالتعليم يؤدي وظيفة تربوية لتحقيق أهداف اجتماعية، والإعلام أيضا يؤدي وظيفة تربوية تعليمية تثقيفية وكلاهما من وظائف المؤسسات الاجتماعية والتربوية. (المليكي، 2015، 15).

 

 

وحول اهمية وسائل الإعلام يقول (الدناني، 2007، 33) “ان التطورات العلمية الواسعة التي برزت في مجال وسائل الإعلام الحديثة خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين اتاحت المجال للمعلومات بالتدفق بشكل كبير، فتضاعفت أهميتها في كل مستويات الحياة لكل الدول والمؤسسات وبشكل غير مسبوق في التاريخ الإنساني”.

 

ويوصي (العزعزي، 2006، 209-210) بقيام مؤسسات التعليم الأساسي والثانوي والجامعي بدور أكبر سواء بإدخال مادة التربية على وسائل الإعلام في مفردات المناهج الدراسية، او من خلال التوعية بكيفية إستخدام هذه الوسائل، والتلفزيون على وجه الخصوص.

 

ومن هنا نجد ان الإعلام ووسائله المختلفة يعتبرها التربويون أدوات من أدوات التربية ولا يقل دورها عن دور المؤسسات التعليمية في غرس القيم والتعاليم الإسلامية والمثل العليا وتنمية الوعي بها وحمايتها، ونشر الوعي التربوي على مستوى القطاعات التربوية المختلفة وعلى مستوى المجتمع بشكل عام والأسرة بشكل خاص، وإبراز دور المؤسسات التربوية في تشكيل السلوك الاجتماعي المرغوب.

 

فالإعلام كما يرى (سعد, 1987، 143) ” الوسيلة التي يتم من خلالها تزويد الناشئة بالمعلومات الصادقة والحقائق السليمة التي تعتمد على الصدق والأمانة لتسمو بعواطفهم، ومشاعرهم وترقي بمستواهم الثقافي والفكري، وتنمي فيهم القيم الروحية والاجتماعية لبناء الشخصية المتكاملة للناشئة لتحقيق الأهداف التربوية”.

 

 

ولأن سائل الإعلام تشكل بحكم طبيعتها وتفاعل الإنسان معها أداة من أدوات التربية كونها تعكس جوانب متعددة من ثقافة المجتمع العامة ولاسيما أن مصادر المعلومات لم تعد مقتصرة على الأسرة أو المدرسة فحسب بل أصبحت وسائل الإعلام من المؤسسات التي يتلقى منها الطفل أضعاف ما يتلقاه في مدرسته أو من أسرته …

 

كما أصبح لها دور في تنشئة الجيل تنشئة اجتماعية انطلاقاً من أهميتها التأثيرية في نمو الأفراد وتطورهم المعرفي والسلوكي. الأمر الذي جعلنا بحاجة إلى إعلام تربوي هادف يسهم في التثقيف الأخلاقي والاجتماعي والإنساني إلى جانب التثقيف التربوي والتعليمي وبحاجة إلى الاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة وتوظيفها في خدمة العملية التربوية، خاصة أن دور المؤسسة الإعلامية لا يقل أهمية عن دور المؤسسة التربوية في التنشئة الاجتماعية وأن التعليم عبر وسائل الإعلام يعتمد في جوهره على ترابط عضوي بين التعلم والترويح عن النفس بما يخلق حالة من التكامل بين أهداف المؤسسة التربوية والمؤسسة الإعلامية…

 

 فظهر ما يسمى بمصطلح الإعلام التربوى كأول مره عندما بدأت المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم تستخدمه فى أواخر السبعينات، وبدأت العديد من الدول المتقدمة والنامية في تفعيله وتطويره للإستفادة منه لقدرته على توظيف وسائل الإعلام المتعددة والبرامج المتنوعة والتقنية الحديثة لخدمة العملية التعليمية والتربوية. فليس الإعلام بالشي السيء كما يراه البعض، بل هو وسيلة هامة في نظر التربويون هادفة وناحجة لو حسن إستخدامها وتوظيفها بما يحقق الأهداف التربوية والتعليمية المنشودة.

 

المراجع

1 – المليكي، حمود محسن قاسم، (2015)، الإعلام التربوي، الطبعة الأولى، مكتبة الأوائل للنشر والتوزيع، ذمار، اليمن.

2 –  الذيفاني، عبد الله أحمد، (2006)، الإعلام التربوي، الطبعة الأولى، مركز التأهيل والتطوير التربوي، جامعة تعز، اليمن.

3 – الدناني، عبدالملك ردمان، (2007)، مجالات البحوث الإعلامية الجامعية، بحث منشور بالمجلة العلمية لكلية التربية، المجلد الأول، كلية التربية، جامعة ذمار، اليمن.

4 – العزعزي، وديع سعيد، (2006)، الانعكاسات الثقافية للأفلام الأجنبية في الفنوات الفضائية على الشباب الجامعي، دراسة منشوره بالمجلة العلمية لكلية التربية، المجلد الأول، كلية التربية، جامعة ذمار، اليمن.

5 – حمدان، محمد، (2004)، العلاقة بين الإعلام والتربية في الوطن العربي، ورقة مقدمة إلى ندوة معهد الصحافة وعلوم الأخبار، تونس، تونس.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله