بقلم: جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
إنشاء مجلس أعلي للسياحة برئاسة رئيس الجمهورية خطوة مهمة سبق أن أثبتت نجاحها في إسبانيا أكبر دولة سياحية في العالم حيث أسست نهضتها علي وجود مجلس أعلي للسياحة بها كان يرأسه الرئيس الأسبق فرانكو .
من أهم مصاعب توفير المتطلبات والخدمات المطلوبة للسياحة.. صناعة الأمل.. أن القيام بهذه المهمة يحتاج إلي جهود كل الوزارات والأجهزة الحكومية.
علي هذا الاساس فإن مسئولية وسلطة وزارة السياحة تنحصر في جزئية الترويج والتسويق وما يتم تقديمه من جانب الشركات السياحية والفنادق سواء إعداد برامج أو إقامة بالفنادق..
وفقا لهذا الواقع فإن نجاح المنظومة السياحية بالشكل الذي يرضي السائح مرهون بأداء وقيام كل هذه الوزارات بواجباتها. إن أي خلل في اضطلاع هذه الوزارات بما هو مطلوب منها ينعكس علي الصورة السياحية العامة للدولة المصرية سلبا أو إيجابا.
من هنا فإنهم يقولون أن النهوض السياحي هو مسئولية كل الوزارات.
تحقيقا لإيجابية هذا المطلب كان لابد وفي إطار ما أصبح للسياحة من أهمية اقتصادية أن يكون هناك جهاز سيادي يتولي قيادته رأس الدولة بما يضمن أن تكون قراراته ملزمة لكل الوزارات.
في هذا الإطار وتمشيا مع ما تم إدراكه بالدليل الدامغ علي – لما للسياحة من أهمية- علي ضوء ما كشفت عنه أزمتنا الاقتصادية.. كان لابد من الترحيب بإنشاء المجلس الأعلي للسياحة برئاسة رئيس الجمهورية باعتباره خطوة حتمية لصالح التنمية السياحية.
ما أقدمت عليه الدولة المصرية ليس شيئا جديدا ولكنه نظام تبنته أسبانيا في بداية مسيرتها السياحية حيث كان يتولي رئاسة هذا المجلس الرئيس الأسبق فرانكو وهو ما فتح الطريق أمامها لتكون أكبر دولة سياحية في العالم.
>>>
الاجتماع الأول للمجلس الأعلي للسياحة في مصر عقد أمس الأول »الثلاثاء» برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي وحضور رئيس الوزراء وكل الوزراء المعنيين وذوي الصلة بالنشاط السياحي ومعهم وزير السياحة. أهمية هذا الاجتماع أنه يأتي ونحن علي أبواب انفراجة متوقعة بشأن استئناف السياح الروس لرحلاتهم إلي مصر قبل نهاية هذا الشهر ثم بعد ذلك.. السياح البريطانيون بإذن الله.
ولا يمكن الحديث عن المهام الجسام المنوطة بهذا المجلس وفاعليته دون الاشارة إلي التجربة الرائدة التي كان وراءها المرحوم الدكتور ممدوح البلتاجي وزير السياحة الأسبق »رحمه الله».
جري ذلك في سنوات ما قبل نهاية القرن الماضي عندما أقدم علي تشكيل مجلس أعلي للسياحة برئاسته وعضوية ممثلين عن كل الأجهزة الوزارية.
رغم الفارق بين المجلسين في السلطة والفاعلية إلا أنه كان لهذا المجلس دور في النهضة السياحية التي شهدتها مصر حتي نهاية ٢٠١٠ قبل ثورة ٢٥ يناير.
>>>
شيء جميل وطيب أن أول اجتماعات المجلس الأعلي للسياحة أضاف إطلالة تفاؤلية محورها عودة الحياة إلي السياحة.. صناعة الأمل والتي نتمني أن تساهم كل أجهزة الدولة في مساندتها ورعايتها كل في اختصاصه.
استهدافا لتأمين السياح المصريين والاجانب في جنوب سيناء اصدر الرئيس تعليماته باعداد دراسة شاملة حدد لها ثلاثة شهور لتطوير شبكة الطرق في جنوب سيناء لتجنب الحوادث التي أودت بحياة العشرات في الأونة الأخيرة.
تناول الاجتماع ضرورة اعطاء المزيد من الاهتمام والحرفية لعمليات التسويق والترويج للمقاصد السياحية وإبراز ما تتميز به هذه المقاصد من مقومات وإمكانات وتنوع. حرصا علي راحة العاملين في المنشآت السياحية تقرر ضرورة توفير الاسكان الاجتماعي لهم.
في بداية هذا الاجتماع استعرض وزير السياحة يحيي راشد المؤشرات السياحية عام ٢٠١٦ بالارقام والاحصائيات ونسبة الاشغال في الفنادق.
فيما يتعلق بالنتائج المستهدفة في العام الجديد تم بحث الاجراءات والسياسات اللازمة لنمو الحركة السياحية والتحديات والمعوقات التي تعوق تحقيق هذا الهدف وخطوات التغلب علي هذه المعوقات.
اتفق علي حتمية أن تكون هناك آليات للتنسيق بين الوزارات المختلفة لتنفيذ خطط التنمية وتفعيلها.
من بين ما تم مناقشته أيضا مدي إمكانية تطبيق السماوات المفتوحة لتشجيع حركة الطيران العارض إلي مصر وكذلك التوسع في نظام التأشيرات الالكترونية لتوسيع قاعدة التسويق تقرر إعطاء مزيد من الاهتمام والرعاية والتطوير لاجتذاب السياحة العلاجية والدينية لتعظيم عوائدها.
ليس هناك ما يقال عن هذا الاجتماع الاول للمجلس الاعلي للسياحة سوي علي بركة الله وربنا يطرح في قرارات هذا المجلس البركة .. بإذن الله.