كتب د. عبد الرحيم ريحان
القاهرة “المسلة” ….. المتاحف لها دور تثقيفى تعليمى يساهم فى تعزيز قيمة الإنتماء القومى والوطنى وتربية جيل واعى بقيمة بلده وحضارتها وتاريخها العظيم ولها دور فى التنوير الثقافى للحفاظ على موروثات الوطن الحضارية وتحويل الآثار لمادة للتنمية تسهم فى التنشيط السياحى وفتح فرص عمل جديدة.
وهناك حاجة ماسة لمساهمة الحكومة ورجال الأعمال المخلصين بسيناء فى تمويل استكمال متحف شرم الشيخ المقام على مساحة 52 فدان ومن المتوقع أن يضم سبعة آلاف قطعة أثرية من الآثار المكتشفة بسيناء وقطع أثرية من انحاء الجمهورية تمتد منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى نهاية أسرة محمد على..
كما سيكون للمتحف له دور تثقيفى تنويرى لوجود مسرح وسينما وقاعات عرض للمنتجات السيناوية وقاعة كبرى للمؤتمرات ومكتبات للكبار والصغار وموقع مخصص للبازارات والخدمات السياحية وقد انتهت المرحلة الأولى لإنشاء المتحف وشملت إنشاء مبنى المتحف والمباني الإدارية وعدد 26 بازار منها 19 بازارلعرض المنتجات السيناوية وتشمل المرحلة الثانية التشطيبات الداخلية والتأمين وتنسيق العرض المتحفى والحديقة المتحفية.
معارض مؤقتة لعرض آثار سيناء
وهناك تجربة رائدة فى سيناء لعمل معارض مؤقتة لعرض آثار سيناء والمنتجات السيناوية بمدن سيناء المختلفة لإتاحة الفرصة لأهل سيناء وكل المصريين التعرف على حضارتهم والإسهام فى تنشيط السياحة المحلية والعربية والعالمية لسيناء وهناك تجارب سابقة لذلك حين أقامت البعثة الأثرية اليابانية بالتعاون مع البعثة الأثرية الكويتية ومنطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية معرضًا مؤقتًا لآثار جنوب سيناء بمنطقة تل الكيلانى الأثرية بطور سيناء فى صيف عام 2007 لمدة شهرين تحت إشراف منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية وكنت مفتش الآثار المرافق لهذا المعرض وقمت أنا والزملاء بمنطقة آثار طور سيناء وعنهم الأستاذ أيمن الفرماوى باختيار القطع مع أفراد البعثة اليابانية والكويتية وكان يرأس الجانب اليابانى الدكتور مؤتسو كاواتوكو والجانب الكويتى الآثارى سلطان الدويش والجانب المصرى الآثارى عبد الرحيم ريحان وقمنا بإعادة توثيق وتسجيل القطع المختارة فى دفتر خاص بالمعرض.
ولاقى المعرض نجاحًا هائلًا على المستوى المحلى والعربى والعالمى وحظى بزيارة المشرف العام علي دار الآثار الإسلامية في الكويت الشيخة حصة صباح السالم والسيد جوانيتش تاكاهارا الوزير المفوض للسفارة اليابانية بالقاهرة فى ذلك الوقت وكبار الشخصيات بسيناء وطلبة المدارس وأهالى طور سيناء وقد عرض به 475 قطعة أثرية من أجمل القطع المستخرجة من طور سيناء شملت عملات وأطباق كاملة من الخزف ذو البريق المعدنى الفاطمى ومسارج الزيت المستخدمة فى الإضاءة فى العصر الإسلامى وقنينات زجاجية لحفظ العطور والسوائل الطبية وكثير من الأوانى الصينية مثل البورسلين والسيلادون الصينى وفخار مستورد من إيطاليا وأسبانيا وقبرص مما يؤكد اهمية ميناء الطور القديم كجسر للتواصل التجارى والثقافى بين الشرق والغرب .
ويجب إتباع أحدث النظم العالمية فى متحف شرم الشيخ ومعارض الآثار المؤقتة بسيناء لتصبح معاهد علمية وذلك بتطوير نظم العرض المتحفى بحيث تشمل كل فاترينة عرض قصة الأثر كاملة وخرائط توضيحية لموقع الكشف الأثرى وصورة للموقع وطريقة الكشف وشاشة عرض صغيرة داخل الفترينة تشرح مراحل العمل الأثرى لكشف هذا الأثر ورسم توضيحى لكيفية صناعة القطعة المعروضة وكيفية استعمالها والربط بين الماضى والحاضر بعمل ماكيت كامل لمشهد تصويرى للأثر المعروض سواء كانت معركة حربية ، رحلة حج عبر درب الحج القديم وطرق صناعة المنتجات الخزفية والزجاجية والمعدنية المستخرجة من حفائر الآثار واستمرارية المنتج حتى الآن وطرق رسم الأيقونات والفنون المسيحية فى موقع مثل سانت كاترين وماكيتات كاملة من الخشب للمساجد والقلاع والقصور والأديرة والكنائس للتعرف على الطرز المعمارية والفنية بها وتزويد المتحف بعدد من أجهزة الكمبيوتر تعمل باللمس لعرض أى معلومات خاصة بالقطع المعروضة وشاشات عرض كبيرة لعرض أفلام وثائقية عن مصر وأقطار العالم وتزويد المتحف بخرائط تفصيلية للقاعات توزع مجاناً ضمن رسم الدخول مع شرح مختصر للمعروضات وتوفير الكتيبات السياحية عن الاكتشافات الأثرية والمناطق المستخرجة منها القطع المعروضة الخاصة بالمتحف .
إنشاء مدارس ومعاهد للتربية المتحفية
واطالب بإنشاء مدارس ومعاهد للتربية المتحفية بشرم الشيخ ودهب وسانت كاترين وطور سيناء ونويبع وطابا بالتعاون بين وزارة الآثار والوزارات المعنية يحاضر بها الآثاريون ولها شهادات معترف بها لتخريج أجيال من أبناء سيناء تتكفل بالدفاع عن الآثار وحمايتها ونشر الوعى الأثرى والسياحى لكيفية التعامل مع ضيوف سيناء من كل الجنسيات وكيفية الحفاظ على الآثار من السرقة والتعدى والحرائق فى وقت الخطار والتعريف بأهمية الآثار والخسارة الفادحة فى حالة فقدانه لأن ضياع مبنى حديث يعوض بإعادة بنائه أما ضياع الآثار فلا يعوضه شئ لأن كل أثر يعبر عن جزء من تاريخ وهوية الشعب وبضياعه تضيع الهوية وويمحى معها دليل مادى على عظم الحضارة المصرية وبفقدان الدليل المادى الملموس وهو الأثر يصبح تاريخنا وحضارتنا فى مهب الريح فيسهل تزوير التاريخ حين تضيع الأدلة المادية على صدق أحداثه.
كما أطالب بعودة خروج مقتنيات دير سانت كاترين من أيقونات ومخطوطات وتحف فنية فى معارض خارجية كما كانت قبل ذلك وكانت هذه المعارض خير وسيلة للدعاية لكل آثار سيناء وقد سافرت مقتنيات دير سانت كاترين إلى اليونان وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وأسبانيا .
سيناء.jpg">
