كتب د. عبد الرحيم ريحان
القاهرة “المسلة”…. كليوباترا قال عتها الشاعر بلوتارك أن سرها يكمن فى شفتيها وقال عنها بينى بأنها كالقيثارة العديدة الأوتار الكثيرة الأنغام والإيقاع والنبرات المثيرة وهى تتكلم بسبع لغات وقال سنيكا أنها الأنثى الخالدة الذى وجد فيها باحثى علم النفس والشعراء والفنانين أنشودته للتعبير عن مختلف نواحى الجمال ووصفها باسكال لو أن أنفها كان أصغر مما هى عليه لتغير وجه الأرض فى تلك الزمان ومدح مرسييه ذكائها وثقافتها وكشف شاعر يونانى جمالها من خلال حركات شفتيها ونبرات عينيها وقال عنها جانيميد إن لون عينيها الحالمتين يعكس زرقة ماء بحر الإسكندرية وعمقه فى هدوئه وثورته.
لغز الحضارة المصرية
كانت تكرم كبار ضيوفها بوضع حبات من اللؤلؤ النادر الذى يزينن صدرها فى كأس ضيفها العظيم والذى يفقد توازنه وقد فسّر الطبيب الإيطالى كارلو أنطونللو فى كتابه ” شئ فى فم كليوباترا ” بأنها كانت تعتمد على شئ خفى يجعل الرجال يتساقطون عند قدميها من أول لمسة من شفتيها هو أنها كانت تقبّل الجميع وترسل مع ريقها مخدرًا وكانت تسرف فى استخدام قبلاتها لكل من تريد أن تستولى على عقله وقلبه وكان ذلك بفعل مادة الهلوسة أو سائل الهلوسة التى تضعه فى أفواههم وذلك طبقًا لما جاء فى كتاب ” لغز الحضارة المصرية ” للدكتور سيد كريم.
عطر كليوباترا
وعن سر عطر كليوباترا بلسم الحب تحدث المؤرخون والكتاب وكانت تقوم بإهدائه فى آنية خاصة نقش عليه إسمها لضيوفها من كبار الزوار والحكام وقد أطلق عليه كتاب الرومان اسم بلسم الحب بعدما نسجوا حوله الكثير من الأساطير لما كان له من سحر خاص وتقوم بتحضيره فى معمل خاص ملحق بمعبد إيزيس ويحتفظ بسر صناعته كهنة معبد آمون وكانت زيوت صناعة ذلك العطر تستورد خصوصًا من جوديا بمنطقة أريحا وكان يطلق عليها أشجار البلسم المقدس وذلك طبقًا لما جاء فى كتاب ” لغز الحضارة المصرية ” للدكتور سيد كريم .
وقد حقق أنطونيو حلم كليوباترا بالإستيلاء على تلك الحدائق من زهور وزيوت عطرية وأخشاب معطرة للبخور وعملت كليوباترا على نقلها وزراعتها فى مصر فقامت بإنشاء حدائق البلسم الشهيرة فى المطرية وكانت تنقل إليها الأشجار الكبيرة النامية بواسطة السفن.
وصفها المؤرخون بأنها كانت مقدونية الصدر من خلال تماثيلها الذى قام مثالو الرومان بنحتها عند إقامتها فى روما بينما وصفها البعض بأنها كانت نحيلة فرعونية القوام من خلال صورها على جدران معبد كوم أمبو أو ممثلة فى شكل المعبودة إيزيس فى معابد فيلة ودندرة حيث قيل أن فنانى مصر القديمة اتخذوا من قوامها نموذجًا لهم وقد كان ملوك البطالسة فى ظاهرهم فراعنة وفى باطنهم مقدونيين وذوى ثقافة هلينية بحتة ولم يكن بينهم أحد يعرف اللغة المصرية القديمة سوى كليوباترا التى ختم بها عهد البطالسة وكانت تتكلم المصرية الديموطيقية كواحدة من أهل البلاد وقد تعلمت على يد كهنة آمون وهى طفلة فى التاسعة من عمرها واعتنقت الديانة المصرية وأتمت ثقافتها العالية فى العلوم الآداب والفلسفة على يد أساتذة مصريين من أكاديمية الميوسيين.
أنطونيو كان المحبوب الأول والأخير لكليوباترا وكذلك كانت لأنطونيو وكانت كليوباترا فى الرابعة عشرة من عمرها عندما أعجبت بالضابط الرومانى وقوامه العسكرى وجبهته العريضة وعينيه اللتين تعكسان زرقة البحر الذى وصل فوق أمواجه وقد وقع أنطونيو فى غرامها رغم صغر سنها وقد سحرته شخصيتها وكانت تظهر دائما برفقته فى زيارة معالم الإسكندرية وحضور أعيادها وحفلات القصر وقد تخلى أنطونيو عن مستقبله فى روما ليتبع ساحرة النيل إلى الإسكندرية ليستمتع بحبها ويكمل أسطورة غرامه وتزوجت من أنطونيو عام 40 ق. م . وتحقق حلمها فى أن تكون مصر عاصمة عالم الشرق والغرب بدلاً من روما وعاش أنطونيو مع كليوباترا عشر سنوات وكانت نهاية أسطورة الحب فى يوم 7 أغسطس عام 30 ق. م. عند هزيمة أنطونيو أمام أكتافيوس فى موقعة أكتيوم ليعود إلى الإسكندرية ويقتل نفسه بسيفه وتحتضن كليوباترا الكوبرا لتموت وهى فى كامل زينتها ويتوج رأسها التاج الملكى.