بقلم:جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
كم اتمني أن يتوقف قطاع الأعمال السياحي عن النحيب »والولولة» علي ما فات وأن يعملوا في المرحلة القادمة علي تطوير منشآتهم استعدادا لعودة السياحة بإذن الله هذا لن يتحقق إلا بتصفية النفوس والتلاقي والتعاون.
أرجو أن تصدق التصريحات الروسية والتوقعات الصحفية التي تتحدث عن استئناف رحلات الطيران الروسي إلي مصر في الإسبوع الأخير من شهر فبراير الحالي. في هذا الشأن فإن الامانة تقتضي ان يحسب الفضل في هذا التطور الايجابي لاصحابه بما قدموه من جهد.
يأتي في مقدمة هذه الجوقة البارزة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي اهتم بهذه المشكلة وهو ماجعله يستثمر علاقته واتصالاته مع الرئيس الروسي بوتين في الدعوة لايجاد حل لها. يأتي بعد ذلك وزير الطيران شريف فتحي الذي كلف بملف التفاوض الفني مع الجانب الروسي فيما يتعلق بمتطلبات تأمين المطارات المصرية تجنبا لتكرار ما يشاع عن حادثة سقوط الطائرة الروسية بعد اقلاعها من شرم الشيخ.
كل التقارير والنتائج تقول انه قام بهذه المهمة علي احسن وجه من خلال المفاوضات التي اجراها في موسكو وفي القاهرة مع الوفود الروسية التي تابعت هذه القضية رغم ما يثار من معوقات تستند الي بعض الحجج والمبررات الواهية.
كل مراحل هذا المسلسل قوبلت بالمتابعة والترقب من جانب الدولة وكل العاملين في القطاع السياحي. كانت آخر مراحله تلك الزيارة التي قام وفد روسي علي مستوي عال.
صاحب توقيت هذه الزيارة تحديد وكالة »سيبونيك» الروسية يوم ٢٣ فبراير لاستئناف أولي رحلات الطيران الروسي الي القاهرة كبداية ليتبعها بعد ذلك تسيير الرحلات إلي المقاصد السياحية الشاطئية المصرية.
لا يمكن تناول اصحاب الفضل في انهاء ازمة توقف رحلات طيران روسيا وبالتالي سياحها دون الاشادة بتجاوب وزير الداخلية مجدي عبدالغفار. ساهم تفهمه لابعاد الازمة في تسريع وتطوير الاجراءات الامنية في مطاراتنا. جري ذلك بالدعم والتأييد وبعقل مفتوح وفكر متجدد. وضع في اعتباره مصلحة مصر قبل اي شيء آخر.
- • •
لا يخفي علي أحد أهمية عودة السياحة الروسية إلي مصر ليساهم عائدها في دعم ومساندة اجراءات الاصلاح الاقتصادي التي محورها الاساسي توافر العملات الاجنبية اللازمة لسد احتياجات الاستيراد خاصة مستلزمات الانتاج ودعم قيمة الجنيه المصري.
ان الانحسار السياحي الذي عانت منه مصر بشكل عام علي مدي السنوات الست الماضية اكد واثبت للجميع خاصة بعض المسئولين في دولتنا.. ان هذه الصناعة اصبحت ركيزة وقاطرة اقتصادية وفقا لمقولة المرحوم ممدوح البلتاجي وزير السياحة الاسبق. »رحمة الله».
كلنا نعلم أن أعداد السياح الذين كانوا يزورون مصر وصلوا إلي الذروة عام ٢٠١٠ حوالي (١٥ مليون سائح). هذا الرقم كان يمكن ان يتضاعف لو لم تكن تداعيات ثورة ٢٥ يناير وابداء المسئولين ايمانهم بالسلوك والتعامل الصحيح مع متطلباتها واحتياجاتها. انهم لم يدركوا سوي بعد الازمة الاقتصادية التي نعيشها حاليا في ظل غياب الحركة السياحية.. أهمية هذه الصناعة ودورها المهم اقتصاديا.
في الآونة الأخيرة ووفقا للتطور الذي تشهده العلاقات المصرية الامريكية في ظل رئاسة ترامب لما أبداه من عدم توافقه مع سياسة التآمر التي تبناها سلفه »اوباما» ضد مصر.. فانه من المتوقع ان تقدم بريطانيا علي الغاء الحظر المفروض علي رحلات سياحها إلي مصر. يأتي ذلك علي اساس توافق سياستها مع السياسة الامريكية.
- • •
علي ضوء هذه التطورات كم اتمني أن يتوقف قطاع الأعمال السياحي عن الولولة والنحيب علي ما فات الذي قد يكون لهم حق فيه. عليهم أن يتفرغوا في المرحلة القادمة علي التلاقي والتوافق والتعاون من اجل تضميد جراح الصناعة وبالتالي اعداد وتطوير منشآتهم الفندقية والسياحية لاستقبال عودة الحياة.
كما هو معروف ومعلن فإن اعداداً غير قليلة من فنادق شرم الشيخ والغردقة كانت قد اغلقت ابوابها وقامت بتسريح عمالتها لمواجهة انحسار الحركة السياحية التي كانت تعتمد علي السياح الروس والبريطانيين (٤ ملايين سائح).
من ناحية اخري ومع الوضع في الاعتبار انتهاء حالة الارتباك التي كانت تسود قطاع السياحة نتيجة اشاعات التعديل الوزاري مثله مثل كل القطاعات في الدولة.. إن ما اتمناه.. دخولنا مرحلة الاستقرار.
مطلوب التركيز علي حملات الترويج والتسويق وفتح الاسواق الجديدة إلي جانب تنمية الاسواق التقليدية.