أشار تقرير صادر عن شركة «ألافكو» حول الاقتصاد العالمي وسوق الطيران إلى أن النمو في حركة السفر العالمية سيتباطأ قليلا خلال العام 2017 وذلك نتيجة ارتفاع أسعار وقود الطائرات.
حيث ستتراجع حوافز الطلب على السفر ل شركات الطيران التي كانت ناتجة خلال العامين الماضيين عن تدني أسعار الوقود وبالتالي تدني أسعار تذاكر السفر.
بالرغم من ذلك، ستبقى معدلات حركة المسافرين ضمن المتوسط التاريخي، حيث من المرجح أن يساعد التحسن المتوقع في الاقتصاد العالمي خلال العام 2017 من تخفيف أثر ارتفاع أسعار الوقود.
هذا وقد تتراجع أرباح شركات الطيران عن المستويات القياسية التي حققتها خلال العامين الماضيين متأثرة بارتفاع التكاليف التشغيلية، إلا أن من المتوقع أن يبقى الأداء المالي لشركات الطيران قويا جدا مقارنة بالمعايير التاريخية بحسب الانباء.
وأشار التقرير الى ارتفاع أرباح شركات الطيران إلى مستويات قياسية خلال السنتين الماضيتين، من المتوقع أن تسجل الأرباح تراجعا في العام 2017.
ويتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي أن يبلغ مجموع أرباح شركات الطيران في العالم 30 مليار دولار هذا العام، مقارنة بأعلى مستوى له على الإطلاق والذي بلغ 36 مليار دولار في عام 2016.
وسوف ينتج تراجع الأرباح بشكل رئيسي نتيجة ارتفاع فاتورة الوقود.
وبالرغم من التوقعات بشأن تراجع الربحية خلال العام المقبل، إلا أن الأداء المالي لشركات الطيران سيبقى قويا مقارنة بالمعايير التاريخية.
الاقتصاد
وتوقع التقرير أن يشهد الاقتصاد العالمي تحسنا على مدى السنتين القادمتين، بعد أن سجل معدلات نمو متواضعة في العام الماضي.
وتفيد توقعات صندوق النقد الدولي بأن النشاط الاقتصادي العالمي سيتسارع ليصل إلى 3.4% في عام 2017 و3.6% في عام 2018، مقارنة بمعدل 3.1% في العام الماضي.
ومن المتوقع أن تستعيد اقتصادات الدول المتقدمة عافيتها على خلفية السياسات المالية التحفيزية المتوقعة في الولايات المتحدة.
فإن تهيؤ الإدارة الأميركية الجديدة لتبني سياسة اقتصادية توسعية سوف يوفر دفعة قوية للاقتصاد الأميركي على مدى السنتين القادمتين.
في حين يتوقع الاقتصاديون تباطؤ اقتصادات منطقة اليورو والمملكة المتحدة تحت وطأة الشعور بعدم اليقين على الصعيدين السياسي والاقتصادي في أعقاب «بريكست» .
وما ستكون عليها نتائج الانتخابات في عدد من الدول الأوروبية.
تقليص الإنتاج
واشار التقرير الى تحسن أسعار النفط خلال العام الماضي ليرتفع سعر البرميل إلى ما فوق 50 دولارا بحلول نهاية 2016.
فقد وصل سعر خام برنت في شهر ديسمبر الماضي إلى أعلى مستوى له منذ عام ونصف، كما واصل سعر النفط ارتفاعه في أوائل عام 2017 ليصل إلى 55 دولارا للبرميل في شهر يناير.
ولكن على الرغم من تحسن أسعار النفط على مدى السنة الماضية ككل، بلغ متوسط سعر برنت 44 دولارا للعام 2016، وهو أدنى متوسط سنوي منذ عام 2004.
وتتوقع وكالة الطاقة أن يستعيد سعر برميل النفط الخام عافيته جزئيا ليصل متوسط سعره 54 دولارا للبرميل في العام 2017.
بالاضافة الى ذلك فقد ارتفعت أسعار وقود الطائرات لتواكب حركة أسعار النفط.
ويتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) أن يبلغ متوسط أسعار وقود الطائرات 65 دولارا للبرميل خلال عام 2017، مرتفعا بذلك بنسبة 25% عن مستواه خلال العام الماضي.
بالرغم من ذلك، تتوقع «أياتا» أن ترتفع فاتورة وقود شركات الطيران بنسبة 4% فقط، مشيرة إلى أن أثر ارتفاع أسعار الوقود يقل نتيجة استراتيجية التحوط التي تنتهجها شركات الطيران بالنسبة لوقود الطائرات.
ومن المتوقع أن يستمر التباطؤ في نمو حركة السفر العالمية خلال العام 2017، إلا أن هذا النمو سيبقى ضمن متوسط المعدلات التي ظلت سائدة على مدى العقد الماضي.
بعد تراجع نمو حركة المسافرين إلى مستوى 5.9% في عام 2016، من المتوقع أن تشهد حركة السفر الجوي مزيدا من التباطؤ ليصل معدل نموها إلى 5.1% خلال السنة الحالية، إلا أنه سوف يبقى قريبا من متوسط المعدل التاريخي على مدى السنوات العشر الماضية والذي بلغ 5.3%.
ويشير الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) إلى أن تباطؤ الطلب على السفر الجوي سوف ينتج عن تراجع الحوافز المتمثلة بتدني أسعار الوقود وأسعار تذاكر السفر واتخاذها مسارا عكسيا.
ومع ذلك، ينبغي للتحسن المتوقع في الاقتصاد العالمي خلال العام 2017 أن يخفف من أثر ارتفاع أسعار الوقود.
ويتوقع أن يشمل تباطؤ نمو حركة السفر الجوي معظم مناطق العالم خلال العام 2017. إلا أن ستشهد كل من أوروبا وأمريكا اللاتينية تحسنا متواضعا يعكس تعافي حركة السفر التي تأثرت بالهجمات الإرهابية في أوروبا خلال العام الماضي بالإضافة إلى تحسن الأوضاع الاقتصادية في أميركا اللاتينية.