سيدة الأرضين
القاهرة “المسلة” المحرر الاثرى ….. أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان بمناسبة اليوم العالمى للمرأة الذى يوافق 8 مارس من كل عام أن المرأة فى مصر القديمة حظيت بمكانة متفردة فى تاريخ العالم القديم فكانت الملكة وهناك ملكتان إعتليا عرش مصر كحكام هما “حاتشبسوت” في الأسرة الثامنة عشر و”تاوسرت” فى الأسرة التاسعة عشر وقد حملت ملكات الدولة الحديثة ألقابًا عديدة ذات طابع سياسى مثل “سيدة الأرضين” وهو اللقب المناظر للقب الملك “سيد الأرضين” فى إشارة إلى نفوذ الملك الممتد على مصر العليا والسفلى وحملت المرأة ألقابًا عظيمة فى مصر القديمة مثل “طاهرة اليدين” “العظيمة فى القصر” “سيدة الحب” “سيدة الجمال” “عظيمة البهجة” وقد بلغ عدد ملكات الدولة الحديثة 60 ملكة .
اكتشاف معدن النحاس
ويضيف د. ريحان أن المرأة المصرية كان لها الفضل فى اكتشاف معدن النحاس وكان قدماء المصريين يرسلون بعثات وحملات للتعدين لاستخراج الفيروز من سيناء وكانت المرأة ترافق زوجها فى الرحلة وكن النساء يقمن بإعداد الطعام على مواقد بدائية عبارة عن حفرة فى الأرض الجافة توضع بها قطع الأخشاب وفروع الأشجار للوقود قبل اكتشاف الفحم النباتى وقد لاحظن النساء البريق المعدنى الأصفريلمع وسط رماد النار بعد خمودها وقد كانت بعض مكونات النحاس بسيناء على شكل رواسب فى الطبقات السطحية من الأرض وبذلك بدأت عمليات اكتشاف النحاس .
ويشير د. ريحان إلى أن المرأة فى مصر القديمة كان لها مكانة مميزة سواءً كانت أم أو زوجة وكان لها الكثير من الحقوق القانونية فاقت ما تمتعت به النساء فى الحضارات القديمة من حضارات العراق القديم وشبه الجزيرة العربية وبلاد الشام وبلاد اليونان والرومان فقد كانت تتلقى المهر من زوجها عند الزواج وكانت لها ذمتها المالية وممتلكاتها الخاصة كما كان من حقها الطلاق إذا ما فشلت الحياة الزوجية .
معابد
ويوضح د. ريحان أن الملك رمسيس الثانى خلّد إسم زوجته نفرتارى فى التاريخ ببناء المعبد الصغير على بعد مائة متر شمال شرق معبد رمسيس الثانى وارتبط اسمها بأشهر المعابد فى مصر وهو معبد أبو سمبل وبه تمثال الملكة نفرتارى وهى ترتدى فستان طويل شفاف وتضع على رأسها التاج الحتحورى المميز الذى يتكون من الريشتين و بينهما قرص الشمس واكتشفت مقبرة نفرتارى بمنطقة البر الغربى بمدينة الأقصر عام 1904 على يد بعثة إيطالية برئاسة الأثرى الشهير “سكياباريللي ” وصورت نفرتارى بمقبرتها تضع على رأسها تاجًا من الذهب على هيئة طائر الرحمة «نخبت» وقد تزينت الملكة بالكثير من الحلى من أقراط وأساور وعقود .
جمال
وينوه د. ريحان إلى أن المراة المصرية القديمة إهتمت بجمالها بشكل غير مسبوق فى تاريخ الحضارة الإنسانية وكان لكل سيدة صندوق مخصص لمواد وأدوات التجميل الخاصة بها تضع به كل ما يخصها من مساحيق الوجه والكحل وأمشاط الشعر ودبابيس الشعر لتزيين الشعر وتثبيت التسريحات المختلفة التى تفننت المرأة المصرية القديمة في صنعها وأوانى العطور المختلفة الأحجام والأشكال والمحتوى وذلك حتى تخرج فى أجمل مظهر يميزها عن الشعوب الأخرى وقد بلغت أهمية التجميل والجمال فى مصر القديمة درجة أن عقود الزواج والطلاق نصت على أن يدفع الزوج لزوجته راتبًا شهريًا خاصًا بزينتها وتجميلها وأنشئت بمصر القديمة دور لصناعة مساحيق التجميل بمدينة منف.