اسطنبول …. توقع وزير الثقافة والسياحة التركي نابي أوجي أن يكون أداء قطاع السياحة أفضل في عامي 2017 و2018، وذلك في لقاء مع صحيفة ديلي صباح التركية عقب مشاركته في افتتاح الجناح التركي في النسخة الـ 51 للبورصة السياحية الدولية (ITB) بالعاصمة الألمانية برلين الأسبوع الماضي.
ديلي صباح: الأسبوع الماضي قمت بافتتاح الجناح التركي في (ITB)، وأجريت محادثات رسمية، كون ألمانيا سوقاً مهماً بالنسبة للسياحة التركية، ما هي ملاحظاتكم بهذا الصدد؟
نابي أوجي: لقد سنحت لي الفرصة للقاء العديد من ممثلي قطاع السياحة من بلدان مختلفة، خلال النسخة الـ 51 من أحد المعارض السياحية الأكثر أهمية، وكوني أصبحت وزيراً للثقافة والسياحة مؤخراً، فهذه المرة الأولى التي أزور فيها هذا المعرض، وقد لاحظت أن العديد من زوّار المعرض أكّدوا أن الإقبال على الجناح التركي هذا العام كان غير اعتيادي.
وعلى الرغم مما تمر به العلاقات الألمانية التركية من توتر في الوقت الراهن، إلا أني رأيت الكثير من المواطنين الألمانيين المهتمين بالجناح التركي، وقد تحدثت للعديد من وسائل الإعلام التركية والألمانية، والشخصيات البارزة في قطاع السياحة الألماني.
إن ألمانيا تُمثل سوقاً مهماً لشركات السياحة التركية، وكذلك الأمر فإن تركيا تمثل سوقاً هاماً بالنسبة لشركات السياحة الألمانية، ومنظمي الرحلات السياحية، لذا هنالك علاقة متبادلة، حيث نعتمد على بعضنا البعض، وبالتالي أعتقد أنه يجب علينا فهم بعضنا البعض أكثر.
ديلي صباح: كيف سيكون أداء قطاع السياحة التركي خلال عام 2017م؟
نابي أوجي: أعتقد أن أداء قطاع السياحة سيكون أفضل من العام الماضي خلال 2017 و2018م، وهناك إشارات إيجابية من الأسواق الروسية، والإنجليزية، وكذلك الألمانية.
إن من يرى حجم الاقبال على الجناح التركي في المعرض، يظن أن تركيا هي ضيف الشرف هذا العام.
نتوقع أن يكون عام 2017م أفضل من عام 2016م من حيث السياحة، إلا أنه علينا أن نكون واقعيين جداً، فلن يعود بغمضة عين إلى ما كان عليه قبل عام 2016م.
لقد أثّرت الخطابات السلبية، والتضليل حول تركيا بشكل سلبي على قطاع السياحة، لذا علينا أن نكون حذرين من هذا الأمر.
وكما حث الرئيس “رجب طيب أردوغان” فإننا ندعو مواطنينا في الخارج لزيارة تركيا برفقة جيرانهم، وأصدقائهم، علماً أنه ستكون هناك حوافز وخصومات لمواطنينا في الخارج الذين يقومون بهذا الأمر.
ديلي صباح: كيف تقيّمون التوترات الأخيرة في العلاقات التركية الألمانية؟
نابي أوجي: إن العلاقات بين تركيا وألمانيا ليست جديدة، بل تحمل بُعداً تاريخياً، لذلك فإنها ليست من العلاقات التي قد تتضرر جرّاء خلافٍ ما، ومع ذلك، علينا أن نكون حذرين من التصريحات الحادة الموجّة ضد الطرفين.
كما تعلمون، لقد عقد “مولود جاويش أوغلو” وزير الخارجية التركي محادثات مع نظيره الألماني، وقد أظهرت أجواءً تصالحية.
وبالنسبة للمستقبل فلست متشائماً حول العلاقات الألمانية التركية، حيث حظينا باهتمام مميز في المعرض، وتلقينا إشارات واضحة لتحسن علاقاتنا السياحية.
وأنا أقول هذا بناءً على تجربتنا مع روسيا، فبعد اسقاط الطائرة الروسية، عانت جميع علاقاتنا مع روسيا، حيث كانت فترة صعبة على رجال الأعمال الأتراك في روسيا، وحتى الطلاب، ومع ذلك، كنا قادرين فيما بعد على إنقاذ علاقتنا الثنائية، وها هي تعود للتحسن يوماً بعد يوم، لذا فإني أرى إمكانية كبيرة لتحسين العلاقات الثنائية بين تركيا وألمانيا بما يرضي الطرفين.
ديلي صباح: خلال زيارتك لبرلين، انضممت لاجتماع مشترك مع وزراء بلدان أخرى تعد جزءً من طريق الحرير، أخبرنا ما الذي تمت مناقشته؟
نابي أوجي: برنامج طريق الحرير هو مبادرة من منظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية (UNWTO) من أجل تنشيط السياحة في البلدان الواقعة على هذا الطريق، وتعمل عدة دول كالصين، والدول الأوروبية، على تنشيط طريق الحرير، وتحديد ما الذي يمكن الخروج منه بهذا الشأن، وتركيا تُعد الدولة الأكثر أهمية على طريق الحرير من حيث التاريخ والجغرافيا.
خلال الاجتماع تحدثنا عن أهمية طريق الحرير في التنمية المستدامة، والموضوع الرئيسي لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية هو دور السياحة في التنمية المستدامة، لهذا السبب كانت مشاريع طريق الحرير جزءًا مما تم مناقشته خلال الاجتماع.
شرحنا خلال الاجتماع ما أنجزناه حتى الآن من مشاريع طريق الحرير، بالاشتراك مع كل من أذربيجان، وقرغيزستان، وكازاخستان.
ديلي صباح: كيف تُقّيم انتقال تركيا إلى النظام الرئاسي في حال تم، وكيف سيؤثر على الثقافة والسياحة؟
ناجي أوجي: أولاً، أسمع العديد من رجال الأعمال العاملين في قطاع السياحة يشكون من بطء البيروقراطية، وكيف يواجهون صعوبات وعراقيل في كل منعطف، لذا كون السمة الرئيسية للنظام الرئاسي هي اتخاذ القرارات السريعة والفعّالة، فأعتقد أن قطاع السياحة سيكون أحد القطاعات التي ستستفيد بشكل واضح في حال تم الانتقال إلى النظام الرئاسي عُقب استفتاء 16 نيسان/ أبريل.
ديلي صباح: هناك مزاعم بأن الثقافة والفن ستزول في تركيا، وسوف تُدرج دار الأوبرا والبالية تحت مديرية الشؤون الدينية، ما هو ردكم على هذه المزاعم؟
لقد جاء على نمط هذه المزاعم حين كان “رجب طيب أردوغان” رئيساً لبلدية إسطنبول عام 1994م، حيث زعموا أنه عندما يأتي أردوغان سيتم إطلاق النار على الموظفات في البلدية، وسيتم إغلاق كل المطاعم التي تقدم الخمور، وسيكون على الرجال والنساء الجلوس بشكل منفصل في حافلات النقل، وما إلى ذلك من المزاعم التي لا صحة لها.
ولكن عندما تسلّم أردوغان رئاسة البلدية ما الذي حدث؟! لقد بدأت المياه تتدفق مرة أخرى من الصنابير في بيوت المواطنين، وانخفضت نسبة التلوث في هواء إسطنبول، وشهدت العديد من الإصلاحات، ومع ذلك لم تحدث أي من تلك الادعاءات الباطلة.
والآن يكررون اتهاماتهم، وادعاءاتهم، التي لا أساس لها، ولكنني سأرد ببعض الإحصاءات حول التطورات التي تحققت في مجال الثقافة والفنون خلال عهد حزب العدالة والتنمية:
ارتفع عدد المراكز الثقافية في تركيا من 42 في عام 2002م إلى 110 عام 2016م.
ارتفع عدد المتاحف من 93 إلى 198 متحفاً.
ارتفع عدد الزوّار من 7.4 مليون سنوياً إلى 17.3 مليون.
ارتفعت الميزانية المخصصة للحفريات الأثرية من 1.9 مليون ليرة تركية، إلى 27.5 مليون ليرة.
في حين تلقى 59 مسرحاً خاصاً الدعم من الدولة عام 2002م، ارتفع عدد المسارح الخاصة التي تتلقى دعمها من الدولة إلى 216 مسرحاً، وارتفعت ميزانية الدعم المالي للمسارح من 850 ألف ليرة عام 2002م إلى 5 مليون ليرة عام 2016م.
في حين كان هناك 9 مواقع تركية على قائمة التراث العالمي، ارتفعت لتصل إلى 16 موقعاً بحلول عام 2016م.
ارتفع عدد دور الأوبرا والباليه من 584 إلى 843.
يُذكر أن الجناح التركي في معرض البورصة السياحة الدولية في العاصمة الألمانية برلين حمل شعار “تركيا جميلة دائماً”، وقد أُقيم على امتداد 3000 متر مربع، تضمن نحو 129 شركة، مما يجعل منه الجناح الأكبر بالنسبة للدول المشاركة في المعرض.