القاهرة “المسلة” المحر الاثرى ….. ألقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء بحثًا تحت عنوان ” طرق التجارة فى البحر الأحمر وتجارة الكارم عبر العصور الإسلامية” فى “المؤتمر الدولى الأول لمعهد الدراسات العليا للبردى والنقوش وفنون الترميم – جامعة عين شمس ” الذى انعقد فى الفترة من 28 إلى 30 مارس الجارى بدار الضيافة بجامعة عين شمس تحت رعاية الدكتور عبد الوهاب عزت رئيس الجامعة .
العلاق التجارية
وأكد الدكتور عبد الرحيم ريحان أن العلاقات التجارية بين الشرق والغرب عبر البحر الأحمر ساهمت فى تأمين طرق التقديس المسيحى إلى القدس وطريق الحج إلى مكة المكرمة وساهمت فى تأكيد مبدأ تسامح الأديان حيث يلتقى فى القدس المقدّسون المسيحيون مع الحجاج المسلمون القادمون من مكة بعد انتهاء موسم الحج يرغبون فى زيارة قبر الخليل إبراهيم فتتاح الفرصة للمبادلات التجارية بالقدس وفى يوم 15 سبتمبر من كل عام تقام فى القدس سوق كبيرة يتردد عليها عددًا كبيرًا من التجار من مختلف الأمم.
العرب
ويضيف د. ريحان أن العرب سيطروا على مفاتيح الطرق بين الشرق والغرب ونشأت مدن وموانئ تجارية تستقبل بضائع الشرق الثمينة وتقوم بتوزيعها على بقية أنحاء أوروبا مثل جنوة والبندقية وكانت مصر المعبر والموزع لتجارة الشرق والغرب عبر البحر الأحمر لخمس مناطق تجارية كبرى واستخدمت عدة طرق تجارية هامة فى تجارة البحر الأحمر عبر مصر طريق عيذاب – قوص فى الجنوب وعبر موانئ القلزم (السويس حاليًا) ومينائى الطور والفرما فى الشمال وكان لسيناء دور هام فى تجارة البحر الأحمر عبر ميناء الطور والفرما وكان للطريق البرى بين ميناء الطور ودير سانت كاترين دور هام فى حركة التجارة بين الشرق والغرب .
ويوضح د. ريحان أن العلاقات التجارية بين الشرق والغرب تحدت الحروب والتهديد الأمنى بقطع طرق التجارة والحج ولم تؤثر الحروب الصليبية على العلاقات التجارية بين المسلمين ودول أوروبا وساعدت روح التسامح فى العصر الفاطمى على أن ينتظم أرباب الحرف فى طوائف تجمعهم دون النظر إلى الاعتبارات الدينية وحققت التجارة مبدأ تسامح الأديان .
ويشير د. ريحان إلى أن سيطرة مصر على حركة التجارة بين الشرق والغرب فى العصر المملوكى أدى لتدفق ثروات طائلة ساهمت فى الإزدهار الإقتصادى كما ساهمت فى انتشار المنشئات الإسلامية المختلفة من منشئات دينية ومدنية وتجارية وكذلك فى توفير قاعدة مادية ضخمة للأعمال الحربية كما ساهمت العلاقات التجارية بين موانئ جدة وينبع والطور فى خدمة حجاج بيت الله الحرام وإنتقال شحنات القمح من مصر إلى الحجاز وعلاقات إجتماعية بين مصر وموانئ االجزيرة العربية فبعد سقوط دولة المماليك انتقلت العديد من الأسر العربية التجارية بمصر خصوصًا من صعيد مصر إلى ينبع واستوطنت بها .