الخرطوم “المسلة” ….. أكد نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن ضرورة خروج الحكومة من قطاع السياحة لتكتفي باصدار التشريعات والقوانين ومعالجة تعدد الرسوم المفروضة علي السياحة ليتولي القطاع الخاص تطوير السياحة والترويج لها شريطة وجود قطاع خاص مقتدر ومؤهل يستطيع جذب وتمويل استثمارات كبيرة ودمج العدد الكبير من الوكالات في كيانات كبيرة تستطيع تحمل هذا التحدي.
جاء ذلك خلال مخاطبته امس بفندق روتانا ورشة تطوير قطاع السياحة بالولايات الخمس «الخرطوم،البحر الاحمر، الشمالية ، سنار ، نهر النيل» بحضور ولاة هذه الولايات ووزير الثقافة والاعلام والسياحة بولاية الخرطوم المشرف علي الورشة.
اطلس سياحى
وقطع حسبو بتبني ودعم رئاسة الجمهوربة لهذه الورشة، راهنا نجاح السياحة بتغيير مفاهيم العاملين فيها في الحكومة والقطاع الخاص بالعودة الي قيمنا وموروثاتنا التي تحترم السائح وتعتبره ضيفا عزيزا يتلقي معاملة حسنة ولا نفرض عليه سياسة الامر الواقع ،مستشهدا بعدد من الوقائع الطاردة للسواح موجها بتحويل التوصيات الي برامج عمل باشراك كل ولايات السودان وعلي وزارة السياحة الاتحادية اعداد اطلس سياحي واثري يوضح المعالم السياحية في البلاد ، هذا وكان نائب رئيس الجمهورية قد شهد توقيع البرتكول المشترك بين الولايات الخمس لتطوير قطاع السياحة.
من جانبه دعا والي البحر الاحمر أحمد علي حامد الي وضع خارطة طريق بجانب مصفوفة من أجل النهوض بالقطاع السياحي في البلاد ، مقرا بوجود تعقيدات تنفر السياح الاجانب من بينها الاجراءات الأمنية والهجرية المتعددة ، لافتا خلال مخاطبته ورشة تطوير قطاع السياحة في ولايات « الخرطوم ، والبحر الاحمر ، نهر النيل ، الشمالية وسنار» أمس بالخرطوم ، الي ضرورة التنسيق والتعاون ببن مختلف الاجهزة بالدولة.
مشكلات القطاع
وشدد حامد علي وضع معالجات لمشكلات القطاع السياحي من خلال رؤية موحدة برسم خارطة طريق ومصفوفة للتنفيذ تحدد مسؤوليات الولايات ، مضيفا ان البلاد تفتقد ملايين الدولارات بسبب القيود الحكومية ، كاشفا عن رفض بعض السفارات السودانية لطلبات السياحة بسبب التعقيدات الهجرية والأمنية وقال انها « هذه التعقيدات لا تطاق «.
وأقر والي ولاية الخرطوم الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين بان القطاع الخاص يعاني من عدم توفر البيئة والجو المناسبين مما جعله يعمل في مجالات السياحة الدينية والعلاجية لدول السعودية ومصر والاردن وتايلاند ، مطالبا بزيادة الميزانيات المخصصة لتنمية قطاع السياحة في البلاد ، مشيرا الي انعدام أقل المقومات بمناطق الجذب السياحي رغم امتلاك السودان لاقدم حضارة بشرية في العالم.
تطوير
وقال عبدالرحيم ان عدم توفر الارادة السياسة لتطوير وترقية السياحة السودانية يعتبر من اكبر التحديات ، حاثا علي ضرورة توفر العزم والارادة لجعل السياحة موردا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ، مبينا ان السياحة مازالت في الطور النظري رغم محاولات بلورة الجهد الحكومي .
مشددا علي ضرورة الصرف في بنيات القطاع السياحي في البلاد حتي تتدفق العائدات خلال المستقبل القريب ، وشدد علي اهمية رفع القيود والاجراءات الحكومية التي تعطل توافد السياح للبلاد بجانب تهيئة المناخ لوكالات السياحه المحليه لجذب السياح واصفا بانها تعمل علي تفويج السياح السودانيين للخارج دون الاستفاده منها بالداخل لعدم وجود البيئة المناسبة .
كاشفا عن صرف البلاد 350 مليون دولار للعلاج بالاردن حسب دراسة لبنك السودان المركزي ، مضيفا أن وزارة السياحة الاتحادية تعد خططا سنويا لتطوير السياحة الا أنها لاتحظي علي حد قوله بفلس واحد من الدولة ، حيث دعا الوالي الي تغيير النظرة السلبية للسياح الاجانب خاصة الخواجات وقال « ماكل خواجه ابيض جاسوس « .
ودعا وزير الثقافه والاعلام والسياحة بولاية الخرطوم محمد يوسف الدقير الي تنشيط الوعي السياحي وزيادة مساهمة القطاع في الاقتصاد الكلي.
فضلا عن رفع استثمارات القطاع الخاص في المجال، واضاف ان الورشة تهدف الي تطوير المنتج السياحي والبنيات الاساسية.
مشيرا الي ان الدراسات اكدت قدم الاثار والحضارة السودانية مشددا علي اهمية الاستغلال الامثل لذلك .
الولايات
وكشف ممثل الولايات الخمس والي البحر الاحمر علي أحمد عن معيقات كثيرة تعترض انطلاق السياحة بالبلاد.
داعيا لوجود رؤية واضحة لتطوير السياحة والاتفاق علي اهمية القطاع السياحي .
وقال وكيل وزارة السياحة جراهام عبدالقادر انابة عن الوزير ان البلاد تشهد هذه الايام وثبة نوعية في قطاع السياحة.
وان العالم اصبح الآن ينظر للسودان كمنبع للحضارة وتنوع الجواذب السياحية .
وبشر الوكيل بالاتفاقية التي وقعتها وزارته مع الصين وتوقع علي اثرها قدوم عدد كبير من السياح الصينيين.
علما بان هناك «120» مليون سائح صيني يزورون سنويا مناطق السياحة في مختلف دول العالم.
واعلن والي سنار الضو الماحي خلال الورشة في مداخلاته ان الدولة انفقت«50» مليون دولار .
علي المنشآت السياحية علي مشروع سنار عاصمة للثقافة الاسلامية.
وابدي والي ولاية الشمالية المهندس علي العوض تفاؤلا كبيرا بمستقبل السياحة في الشمالية، مستشهدا بزيادة عدد السواح الاجانب وتسهيل الاجراءات .
راهنا نجاح هذا التطور بتوفير الخدمات بالمناطق الاثرية.
ومنح الولايات صلاحيات استقبال السواح الذين يدخلون عبر حدود الولايات مع الدول المجاورة.
تجدر الاشارة ان الورشة استمعت لاوراق عمل عن واقع السياحة بالولايات قدمها مديرو السياحة بتلك الولايات.
فيما قطع مدير السياحة بوزارة السياحة الاتحادية بان الجواذب السياحية لن تقيم لوحدها سياحة.
انما اصبحت صناعة تحتاج الي اموال وتخطيط وبني تحتية.
كما قدم قطاع وكالات السفر والفنادق رؤيتهم حول المشاكل التي تواجه السياحة.
وقالوا لا نحتاج الي مؤتمرات انما ضرورة نزول المسئولين الي الارض لحل المشاكل التي تواجه السياحة.