بيروت …… خلصت أحدث دراسة أجرتها شركة الاستشارات والتدقيق “إرنست آند يونغ” عن القطاع الفندقي في منطقة الشرق الأوسط، أن نسبة إشغال الفنادق في بيروت بلغت 61,5% في الشهرين الأولين من العام 2017، أي بارتفاع 56,3% في الفترة نفسها من العام 2016، وذلك مقارنةً بنسبة 62% في 14 سوقاً عربية. وسجّلت بيروت نسبة الإشغال الثامنة الأدنى في المنطقة في الشهرين الأولين من 2017، أي النسبة نفسها الي سجّلتها في الفترة عينها من العام الماضي، حيث بلغت نسبة إشغال فنادق العاصمة 55,7% في كانون الثاني و57% في شباط 2016.
وفي تفاصيل هذه الدراسة ايضا، بلغ معدل سعر الليلة في فنادق بيروت 140 دولارا في الشهرين الأولين من 2017، بما يضعها في المرتبة الثانية من حيث الفنادق الأقل غلاءً في المنطقة، بعد القاهرة مع 85 دولارا، فيما سجل معدّل سعر الغرفة الفنادقية في بيروت انخفاضا بنسبة 0,4%عن الفترة نفسها من 2016، ليمثل بذلك نسبة التراجع الأصغر بين كل أسواق المنطقة. وقد أتى معدّل سعر الغرفة في بيروت أدنى من المعدّل الإقليمي الذي بلغ 181,1 دولارا والذي انخفض بنسبة قدرها 4% عن الفترة نفسها من 2016.
كل التوقعات إيجابية لموسم الصيف، هذا ما يؤكده الأمين العام لاتحاد المؤسسات السياحية في لبنان جان بيروتي لـ”النهار”، مشيرا الى انطلاقة قوية للتحضيرات لاستقبال السياح والمغتربين في الاشهر المقبلة بعد عوده الاستقرار السياسي والأمني ورفع الحظر الخليجي عن لبنان. وبحسب بيروتي، شهد لبنان بين شهري كانون الثاني الفائت وشباط، إرتفاعا ملحوظا في عدد السياح الخليجيين، بعد قطيعة استمرت لسنوات، وعادت هذه الحركة لتسجل نسبا مرتفعة أيضا في الايام الماضية، حيث يلاحظ ارتفاع للحجوز من السياح الخليجيين في العديد من الفنادق اللبنانية. ويعتبر بيروتي ان الآمال ارتفعت بعد مشاركة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القمة العربية والكلمة التي ألقاها ولقيت ترحيبا خليجيا، مما يعيد العلاقات اللبنانية – الخليجية الى سابق عهدها، وينعكس إيجابا على الحركة السياحية في لبنان الذي يبقى مصدرا أساسيا للسياحة النوعية للخليجيين على كل المستويات .
وتعليقا على الخطة التي أطلقتها أخيرا وزارة السياحة لتحفيز السياح على زيارة لبنان بأسعار تشجيعية، إعتبر بيروتي ان هذه الخطة “أتت متأخرة، إذ بدأ تنفيذها مع بداية الموسم، مما يعني ان نتائجها لن تكون على الشكل المطلوب، وهذه الخطة لم تأتِ بمستوى المضاربة السياحية في المنطقة، مما يحتم العمل على وضع خطة طويلة الأمد، تستمر لمدة أطول وتعطي النتيجة المرجوّة. ويبقى القطاع على عتبة وعود كبيرة بالذهاب إلى مرحلة النهوض السياحي وفي اتجاه عوده العرب إلى لبنان، وهذه المعطيات أبلغها وزير السياحة أواديس كيدانيان للمؤسسات السياحية في الايام الماضية، وتوقع ارتفاعا ملحوظا في عدد السياح العرب عموما والخليجيين خصوصا بدءا من منتصف شهر نيسان الحالي. ورغم أن لبنان لا يستطيع منافسة الأسعار المخفضة في المنطقة بحسب بيروتي، الا انه يستطيع فرض وجوده عبر تقديم سياحة نوعية تعزز موقع لبنان على خريطة السياحة العالمية.
وأشارت الإحصاءات الصادرة عن وزارة السياحة الى ارتفاع ملحوظ في عدد السياح في شباط 2017 بنسبة 12.4%، مقارنةً بشباط 2016، ووصل عدد السياح الى 110052 مقارنة مع 105257 سائحا نهاية كانون الثاني 2017، بزيادة قاربت 13.11% مقارنة بأرقام شباط 2016 البالغة حينها 97298 سائحا. وقدّر تصدر السياح العرب لائحة القادمين الى لبنان خلال اول شهرين من العام الحالي مع نسبة 38% من مجموع السياح، ثم الأوروبيون بـ 33%، والأميركيون 20%، فالآسيويون 11%.
بدورها، لم تشر نقابة أصحاب الفنادق الى تراجع مستمر لإيرادات المؤسسات السياحية، وخصوصا الفندقية نتيجة العروض والحسوم التي تقدمها لجذب السياح والنزلاء، فيما لم تصل البلاد بعد الى المستويات المرجوة التي تعول عليها كنتيجة لعوده الاستقرار السياسي والامني وعوده المياه الى مجاريها في العلاقات اللبنانية – الخليجية، لتبقى الانظار شاخصة الى الاشهر المقبلة، وخصوصا فترة عيد الفصح، وهي أقرب عطلة تسمح للعديد من المغتربين بزيارة لبنان خلالها، بالاضافة الى الآمال الكبيرة المعقودة على فصل الصيف الذي يستغله السياح الخليجيون لتمضية فترة طويلة في ربوع لبنان.
ومن أهم التقارير التي شددت على أهمية دور القطاع السياحي اللبناني في الاقتصاد الكلي للبلاد، ما كشفه المجلس العالمي للسفر والسياحة عن ان المساهمة المباشرة لقطاع السياحة والسفر في الاقتصاد اللبناني ستصل الى 3,4 مليارات دولار عام 2017، بما يوازي 7,1% من الناتج المحلي الإجمالي، وان التوظيف المباشر في القطاع سيبلغ 123,800، بما يمثل 6,9% من مجموع العمالة في لبنان لهذا العام. وتوقّع أن ترتفع المساهمة المباشرة لهذا القطاع في الاقتصاد بنسبة حقيقية قدرها 2,9% في 2017، وأن ترتفع مساهمته المباشرة في التوظيف بنسبة 0,1% هذا العام.
وأضاف: “لكون قطاع السياحة والسفر متعلّقا بكل القطاعات الاقتصادية، فإن مفاعيله الفعلية المباشرة وغير المباشرة تكون أكبر، ولذلك يتوقّع أن يساهم القطاع ككل بقيمة 9,4 مليارات دولار، أو 19,5% من النشاط الاقتصادي اللبناني للعام 2017، متضمنا 338,200 وظيفة، وهو ما يمثُل 18,9% من مجموع التوظيف عام 2017. وتوقّع أن ترتفع مساهمة قطاع السياحة والسفر الأوسع في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة حقيقية قدرها 2,8% هذا العام، وأن تنخفض مساهمة القطاع الأوسع في التوظيف بنسبة 0,1% عام 2017.