بقلم: جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
وسط غيوم الإرهاب وهمومه يتحتم علي العالم وكل شعوب الدنيا رفع سلاح التحدي لعدم الاستسلام لأهدافه الإجرامية. في إطار هذه المعركة فإنه يجب علي العالم ألا يتوقف عن السفر والسياحةز
ما يشغل المجتمع السياحي حاليا ويزيد همومه.. ما يمكن أن يحدث من انعكاسات سلبية لحركة السياحة الوافدة التي كانت قد بدأت تشم نفسها في الشهور الثلاثة الأخيرة. الجميع يضعون أيديهم علي قلوبهم بعد حادثتي الكنيستين الإرهابيتين التي راح ضحيتهما العشرات من الشهداء والمصابين.
الطبيعي وعلي ضوء الدعوات لوحدة العالم ضد الارهاب.. عدم الاستسلام لاهدافه أوالخضوع لما يسعي إليه.. بإلحاق الاضرار بالدول التي يعد النشاط السياحي محورا لتنميتها الاقتصادية والاجتماعية. من المؤكد أن استمرار الحركة السياحية مع زيادة اجراءات تأمينها وتقديم التسهيلات في مصر إلي جانب توافر الدعم والمساندة الدولية الصادقتين يعد من أمضي الاسلحة لمقاومة الارهاب والتصدي له حتي القضاء عليه . في هذا الاطار أصبح ضروريا أن تتبني شعوب العالم دعوة موحدة تشارك فيها كل الدول تحمل شعار »معا ضد الارهاب». اعتقد أن تحركا دوليا بهذا الشكل سوف يؤدي إلي استمرار انطلاق صناعة السفر والسياحة وبالتالي عدم تحقيق الارهاب لأهدافه.
>>>
اتصالا بهذه القضية فإنني كنت قد اعددت »رحلة» هذا الاسبوع حول دور مباريات كرة القدم في تنشيط الحركة السياحية. يأتي ذلك علي أساس أن نسبة كبيرة من شعوب العالم ومنها العرب والمصريون.. تحرص بحكم العشق والهواية علي مشاهدة ومتابعة مباريات كرة القدم العالمية والمحلية. يجري ذلك وسط اجواء من الاندماج المزاجي مع فعالياتها التنافسية القائمة علي الروح الرياضية. هذا القطاع من البشر يمثل مئات الملايين منتشرين في كل بقاع العالم.
هذه الحقيقة تعني أن جاذبية الساحرة المستديرة تتخطي في شعبيتها كل الحدود وهو ما يعد عاملا مهما لصالح السياحة.. صناعة الأمل. ليس أدل علي هذه الحقيقة من زحف مئات الألوف وراء المباريات التنافسية بين قمم فرق العالم الكروية لمشاهدة مبارياتها. في ضوء هذه العلاقة المتنامية.. تحول لاعبو كرة القدم المميزون إلي نجوم لامعين علي مستوي العالم.
في هذا الاطار تولي الدول أهمية كبيرة علي اجتذاب إقامة المسابقات والمباريات الكروية. وفي إطار البحث عن انشطة سياحية يمكن أن تعوض ما نعاني منه.. فإنه يتحتم ومن خلال القطاعين الرسمي والخاص السياحي العمل مع أجهزة الرياضة علي تبني وتشجيع إقامة مسابقات ومباريات كرة القدم واستضافة نجومها بما يؤدي إلي جني الثمار.
>>>
إن ما يؤكد هذه الحقيقة.. تلك النجاحات الدعائية التي صاحبت زيارة بطل كرة القدم الارجنتيني »ميسي» نجم نادي برشلونة الاسباني.. يضاف إلي ذلك زيارة لاعب كرة القدم العالمي ونجم فريق مانشستر الانجليزي السابق »ريان جينجز» الذي أتي إلي مصر ضمن بعثة لاتحاد الكرة الاوروبية في جولة استمرت ثلاثة أيام مصاحبة لكأس الابطال لهذا العام.
ان تسليط الاعلام العالمي الأضواء علي جولة هذه البعثة التي تم اختيار مصر لتكون محطتها الوحيدة في الشرق الاوسط وافريقيا تمثل أضخم دعاية اعلانية وسياحية لمصر.. انها تعكس علي ارض الواقع مكانة مصر الفريدة في عالم السياحة وهو ما يعد سدا منيعا ضد الدعايات المغرضة التي ليس من هدف لها سوي الاضرار بالسياحة والاقتصاد المصري.
في هذا الإطار وعلي ضوء هذا الانجاز الذي يصب في صالح السياحة المصرية تبرز أهمية الاتفاق الذي توصل إليه اتحاد الكرة المصري مع الاتحاد العربي لكرة القدم بشأن تنظيم إقامة البطولة العربية لكرة القدم التي تقام في مصر في يوليو واغسطس القادمين أي خلال موسم السياحة الصيفية. من المؤكد أن التوصل لهذا الاتفاق يمثل إضافة هائلة غير قابلة للمنافسة لجذب المزيد من حركة السياحة العربية إلي مصر.. كم أرجو من وزير السياحة يحيي راشد ومن الأجهزة والمنظمات السياحية المصرية أن يكون تشجيع ورعاية هذه الانشطة ضمن استراتيجيتها التسويقية والترويجية للسياحة.