Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

انطلاقة واعدة للمعرض الـ٤٣ للكتاب… حركة ناشطة في ظلال الترفيه الثقافي

انطلاقة واعدة للمعرض الـ٤٣ للكتاب... حركة ناشطة في ظلال الترفيه الثقافي

 

 

 

طرابلس …. في اليومين الأولين لمعرض الكتاب السنوي في دورته الثالثة والأربعين الذي رعاه رئيس الحكومة سعد الحريري، والذي دأبت الرابطة الثقافية على إقامته سنوياً، شهد المعرض حركة إقبال ناشطة من رواد المطالعة، ومحبي الثقافة.

 

 وقد نحا المعرض باتجاه ثقافي عام، أكثر مما هو معرض للكتاب، وحصري للمطالعة، ومن هذا المنطلق، يفضل منظموه توسيع مشاركته لمختلف مظاهر الحياة المرتبطة بطريقة أو بأخرى، بالثقافة، والكتاب.

 

 وإذا عرفت الثقافة بـ “معرفة شيء من كل شيء، وكل شيء من شيء”، فهي تصح على معرض كتاب طرابلس الذي يقدم فضاء سنوياً متنوعاً، فيه الكتاب، والمطالعة، وفيه المتعة، والترفيه، والتنوع المتعدد الألوان والمشارب، ليشكل على مدى أسبوعين تقريباً، تظاهرة فيها كل ما يحتاجه المرء للخروج من ضغوط الحياة، إلى عالم متعدد الوجوه، ومتغير الأهواء حسبما ذكرت النهار.

 

 لذلك، ينقسم المعرض سنوياً بين كتاب، ودور نشر، ومحبي المطالعة، من جهة، مع أجنحة مختلفة المشارب، فيها التعريف بالجامعات، مثلاً، والمعرض الفني التشكيلي، وتنوعات كثيرة مثل شركاء ضد المخدرات. وتحضر القدس في جناح هيئة نصرة الأقصى، حاملة عبارات السلام للقدس: “لاجلك يا مدينة السلام اصلي”، وجناح للأسير يحيى سكاف، وأجنحة تعريف بعلوم تكنولوجية حديثة كالروبوتات، ولا عجب أن تتزين بعض الأجنحة بزينة الأعياد، من بالونات ملونة، ومزركشات تضفي فرحاً على المشهد العام.

 

 قطاع واسع من الرواد يرتاح للتنوع، وللمناخات الترفيهية التي يقدمها المعرض، والبعض يرى فيها خروجاً عن أصول معارض الكتب، وابتعاداً عن أهدافها الثقافية، بينما يوافق آخرون على المعرض كظاهرة توفيقية بين الكتاب والثقافة من جهة، والترفيه من جهة أخرى، شريطة ارتباط المعروضات والأنشطة بطريقة من الطرق بالثقافة، وعدم خروج الممارسات الجارية خلال المعرض عن لياقات الثقافة، ومتطلباتها وشروطها.

 

 تبرير التنوع فرضته الظروف الأمنية أولاً، والصعوبات التي تواجه المطالعة ثانياً، ومن ضمنها الأثمان المطلوبة لاقتناء الكتاب، واستعداد دور النشر للاشتراك في ظروف اقتصادية وتسويقية ضاغطة، ثالثاً، عوامل أخرى كالدعم المطلوب لإقامة المعرض.

 

 منظم المعرض- رئيس الرابطة الثقافية في طرابلس رامز فري عرض للإشكاليات المرافقة لإقامة المعرض، وبدءا، تحدث عن أن “المعرض احتل مساحة أكبر هذا العام”، وقال:”تمكنا من إشراك بعض دور النشر والمكتبات، أكثر من السنوات السابقة، ولا يزال أكثر العارضين يشاركوننا المعرض ككل عام، ونستمر في تقسيم المعرض عدة أقسام، من دور نشر ومكتبات ومؤسسات تربوية وجامعية وهيئات ثقافية واجتماعية، وإعلامية”.

 

 ولفت الى إن “عدد العارضين الرئيسيين هم 12 عارضاً ككتب، وكل عارض منهم يشرك معه عشرات دور النشر اللبنانية والعربية، فمثلاً مكتبة السلام تشارك بمئة دار من خارج المدينة، وكذلك باقي المكتبات والدور الطرابلسية تقيم نوعاً من التشبيك مع دور النشر في بيروت”.

 

 

 

 عن التواصل مع دور النشر للعودة إلى طرابلس كالسابق، قال: “هناك سعي حثيث لهذه الغاية، ولكن هذا الموضوع دونه عقبات وهي التكاليف المطلوبة للمشاركة، والمكوث في المدينة في فنادق عالية التكاليف، أو الانتقال من خارجها إليها، ولذلك تفضل الدور البيع بالواسطة دون تحمل أعباء كبيرة، وتحقيق الأرباح المرجوة كما هي بهذه الطريقة”.

 

 وعرض لـ “الأعباء الكبيرة على أصحاب الدور، فهناك إيجارات المشاركة، والإقامة، والموظفون، والمصاريف لأسبوعين. ومن هنا نلاحظ أن المعرض في الشكل شمالي، مع مشاركات محدودة من بيروت، لكن العدد الكبير من الدور تشارك عبر توكيلات، وبالتشبيك مع الدور والمكتبات المحلية، مع التأكيد أن كل الدور موجودة، واي كتاب متوافر”.

 

 وأكد أن “المعرض يتميز بالأنشطة المواكبة فلم تكن القاعة متوافرة في العام السابق، وجهزنا نحن قاعة رديفة للمؤتمرات والنشاطات التي تصل إلى 22 نشاطاً، وتوقيع لخمسة وأربعين كتاباً جديداً. وهو عدد كبير، ويؤشر إلى اهتمام متزايد للناس بالكتاب”.

 

 كثيرون يعتقدون أن هذا المعرض ضرورة لطرابلس، ورغم الدعم المطلوب له، فقد حقق مشاركة أكثر من مئة مؤسسة، بحسب فري، الذي لاحظ حضورا كثيفا أكثر مما توقعنا، ورغم رداءة الطقس، فقد ارتاد المعرض المئات من المواطنين حضروا قبل الدوام، مما يؤشر إلى أنه يعطي متنفساً للمدينة، ويحرك العجلة الاقتصادية فيها، ولو لفترة زمنية محددة، فتنظيم المعرض بحد ذاته، يستلزم العمل مع العديد من المؤسسات بمختلف القطاعات”.

 

 يتوقع فري أن يفوق الحضور الخمسين ألفاً هذا العام، وذلك بحسب مراقبته للحضور في بدايات المعرض، بينما زاد عدد الحاضرين عن الخمسين ألفاً العام المنصرم، كما قال. 

 

 من الأجنحة ما هو مخصص للجامعات، مثل جامعة العزم التي مثلها في المعرض الدكتور فؤاد شويفاتي – مدير القبول وشؤون الطلاب – فأثنى على المعرض، وأهمية إقامته سنوياً، وعرض برامج الجامعة، متحدثاً عن “منح تقدمها للطلاب وفق علاماته، ويمكن أن تصل إلى مئة في المئة في حالات التفوق في الشهادات الرسمية”.

 

 ناريمان الجمل- صاحبة صالون ناريمان الثقافي – شارك صالونها للمرة الأولى في المعرض، قالت: “هناك تقاطع بين المعرض والصالون، ومن الطبيعي أن نتشارك الاهتمامات، ويسعدني أن يكون الصالون ضمن الكتاب والتواقيع والكتب المختلفة”. ورأت إن “المعرض ضرورة للمدينة”، لاحظة “تجدداً في الكتب، ودور نشر أوسع خلافاً للسابق”، مردفة: “يسرني هذا الإقبال على المعرض”.

 

 الكاتب طلال الشتوي يمثل دار الفارابي، قال: “احببت المشاركة بجناح “بعدك على بالي”، ودار الفارابي يشارك للسنة الثالثة في المعرض، وفيه جديد الدار. وهناك مشكلة يتفق عليها الجميع في نظرتهم لمعرض طرابلس كواحد من أهم المعارض اللبنانية، فبسبب الأحداث شهد تراجعاً كبيراً، ولكن نلاحظ أنه يستعيد دوره عاماً بعد عام، لكن يبقى أن على دور النشر اللبنانية أن تبادر، كما الفارابي، إلى العودة إلى طرابلس، فالمدينة والمعرض يستحقان اهتماماً أكبر من قبل الدور”.

 

 في جناح فلسطين، مسؤولة اتحاد المرأة في طرابلس ابتسام مرعي قالت: “نشارك كل سنة في المعرض، ونبرز التراث الفلسطيني، والأشغال اليدوية، وكل مظاهر التراث الذي نتمسك به وهو يحفظ هويتنا، والمعرض يتيح لنا الفرصة كل عام، وهذا أمر مهم بالنسبة لنا”.

 

 الدكتور محمد علم الدين – استاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، لاحظ أن “المعرض جيد على المستوى التنظيمي، وفيه تطور على المستوى اللوجستي والإداري، وهناك اختلاف عن السابق، ويبدو أنه في اليوم الثاني، نلاحظ حركة لافتة على المستوى الداخلي، من الزوار”، لافتاً إلى أن “معارض الكتاب، في كل المجتمعات تعاني من توافر قراء الكتاب، ونلاحظ أن أجنحة المعرض غالبها جمعيات، ومؤسسات تربوية، وجمعيات مدنية، وهذا ليس أمرا خاطئا، لكن يجب أن لا يطغى هذا الجانب على المعرض”.

 

 في يومه الثاني، شهد المعرض توقيع كتاب “الرؤيا المستقبلية للموانيء البحرية” لمؤلفه الدكتور أحمد تامر، مدير عام مرفأ طرابلس، يعرض فيه تطورات الموانئ، وضروراتها الحديثة، والعوامل الخارجية المؤثرة على ميناء طرابلس.

 

 كما شهد اليوم الثاني ندوة حول كتاب “اللامركزية الإدارية” لمؤلفه الدكتور وليد الأيوبي، واحتفالاً أحيا ذكرى امرأة السلام الدكتورة منى حداد يكن، إضافة إلى إطلاق “جامعة الجنان” و”جمعية رحمة للعالمين” مبادرة “نساء للسلام”.

 

 يستمر المعرض حتى ٢٣ الجاري.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله