المنتدى الوزاري لـ “السياحة العالمية” على هامش “سوق السفر العربي”
المهيرى : القطاع السياحي في الدولة يوفر نحو 617 ألف فرصة عمل
دبي “المسلة”….. عقد ” المنتدى الوزاري لمنظمة السياحة العالمية ” و ” ملتقى سوق السفر العربي” ـ الذي تنظمه وزارة الاقتصاد بالتعاون مع المنظمة ـ إجتماعا لهما في دبي اليوم برعاية سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد لبحث سبل تعزيز مساهمة السياحة في النمو والتنوع الاقتصادي الشامل والمستدام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
شارك في فاعليات المنتدى ـ الذي عقد على هامش معرض ومؤتمر سوق السفر العربي “الملتقى 2017” ـ الذي بدأ فاعلياته في دبي امس ـ عدد من وزراء السياحة في بعض دول المنطقة الأعضاء في المنظمة من أبرزها مصر والأردن ولبنان وتونس.
كما حضره محمد خميس المهيري وكيل وزارة بوزارة الاقتصاد مستشار الوزير لشؤون السياحة و الدكتور طالب الرفاعي أمين عام منظمة السياحة العالمية وعدد من وكلاء ومسؤولي القطاع السياحي في بعض الدول العربية إلى جانب ممثلين عن مؤسسات ومنشآت القطاع الخاص السياحي.
وركزت نقاشات المنتدى على الآليات والسبل الكفيلة بتعظيم استفادة دول المنطقة من الأداء اللافت والنمو المطرد الذي تشهده قطاعاتها السياحية لا سيما في ظل الاهتمام المتزايد الذي تبديه حكومات دول المنطقة بتنمية هذا القطاع بحيث يسهم في الدفع قدما بمسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في مختلف هذه الدول.
المهيري
و استعرض المهيري ـ في كلمة ألقاها في افتتاح المنتدى بالنيابة عن المنصوري ـ أبرز إحصاءات ومؤشرات النمو غير المسبوق التي حققتها دولة الإمارات في المجال السياحي في ظل توجيهات القيادة الرشيدة بضرورة توظيف المقومات السياحية القوية للدولة لتعظيم دور القطاع في التنمية وبناء القدرات البشرية ورفد الاقتصاد الوطني بإيرادات مستدامة ومتنامية وذلك في إطار استراتيجية حكومية متكاملة تهدف لتعزيز تنافسية الدولة لتكون ضمن أفضل المقاصد السياحية المستدامة وتعمل بصورة مستمرة على تنمية السياحة عبر تطوير منتجاتها وتحسين جودتها.
وأفاد بأن نسبة المساهمة الإجمالية للقطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي لعام /2016/ ـ بحسب تقرير مجلس السياحة والسفر العالمي ـ بلغت أكثر من /12.1/ في المائة وتوقع أن تزيد هذه النسبة بمعدل /4.9/ في المائة خلال السنوات العشر المقبلة .
و قال الهيري إن القطاع السياحي في الدولة يوفر نحو /617 / ألف فرصة عمل في مختلف إماراتها إذ تمثل ما نسبته /10.4/ في المائة من إجمالي قوة العمل ومن المتوقع أن تزيد هذه المساهمة بنسبة /1.8/ في المائة خلال العام الحالي.
و أضاف إن إجمالي الاستثمارات السياحية في دولة الإمارات بلغ /26.2/ مليار درهم أي ما نسبته سبعة في المائة من إجمالي الاستثمارات بالدولة في العام الماضي ومن المتوقع أن تصل إلى /74.5/ مليار درهم بحلول عام /2027/.
و أوضح المهيري أن عدد زوار دولة الإمارات في العام الماضي حقق نموا نسبته /5.5/ في المائة مقارنة بالعام السابق له إذ وصل إلى /24.8/ مليون زائر أنفقوا نحو /110/ مليارات درهم وتوقع أن يرتفع هذا الإنفاق إلى /113.4/ مليار درهم خلال العام الحالي.
و نوه إن التوقعات تشير أيضا إلى ارتفاع أعداد زوار دولة الإمارات إلى /31.45/ مليون زائر في عام /2027/ بحجم إنفاق يبلغ قيمته /184/ مليار درهم .
و ذكر المهيري أن استضافة دولة الإمارات للمنتدى الوزاري لمنظمة السياحة العالمية في إطار احتفالات العالم بإعلان الأمم المتحدة /2017/ لتكون السنة الدولية للسياحة المستدامة في سبيل التنمية يعكس حرصها الأكيد على أن تكون جزءا فاعلا من الجهود العالمية لترسيخ مبادئ السياحة الخضراء والمستدامة وإقامة شراكات ناجحة على المستويين الحكومي والخاص في هذا المجال وتكريس السياحة لتكون قاطرة حيوية لتحقيق أهداف “التنمية المستدامة 2030”.
وأوضح أن القطاع السياحي في دولة الإمارات العربية المتحدة يمثل منذ مطلع القرن الحالي أحد أبرز محاور الاهتمام والتركيز ضمن الرؤى والسياسات التنموية التي تتبناها الدولة باعتباره ركنا من أركان التنوع الاقتصادي والاستدامة وقاطرة رئيسة نحو مرحلة “ما بعد النفط” .. مشيرا إلى ما تتمتع به الدولة من مقومات سياحية متميزة وجاذبة في مقدمتها التنوع الطبيعي والموروث الثقافي الغني والبنية التحتية المتطورة والداعمة للسياحة مثل شبكات ومرافق النقل الجوي والبحري والبري المتطورة وقطاع طيران قوي وناقلات وطنية عملاقة ومنافسة عالميا واستخدام واسع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات فضلا عن سلسلة رائدة من الفنادق والمرافق السياحية الراقية في ظل حالة راسخة من الأمن والاستقرار وثقافة الانفتاح والعيش السلمي.
و أكد المهيري أن السياحة أثبتت نفسها كإحدى الركائز الرئيسة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في مختلف الدول وأن هذا القطاع لا يزال يشهد نموا متزايدا عاما بعد عام وتدخل في نطاقه كل فترة مدن ومقاصد سياحية جديدة ومتميزة إذ باتت تساهم بنحو /10/ في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وتستحوذ على أكثر من تسعة في المائة من القوى العاملة في العالم وعلى /30/ في المائة من صادرات الخدمات وسبعة في المائة من إجمالي الصادرات العالمية.
و أوضح أن هذه الأرقام تقدم دليلا واضحا حول الإمكانات الضخمة التي ينطوي عليها القطاع السياحي وقدرته على أن يكون محركا قويا ومستداما لجهود التنمية والتطوير.
و لفت المهيري إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تمثل إحدى الوجهات المؤهلة لتكون ضمن المقاصد السياحية الرائدة في العالم نظرا إلى عوامل الجذب والمقومات السياحية الهائلة التي تمتلكها من تاريخ وآثار وتنوع طبيعي وغنى ثقافي وحضاري وكفاءات بشرية وبنى تحتية متطورة وموقع استراتيجي يتوسط العالم.
و أشار إلى أن النمو السياحي في مرحلته الجديدة حاليا تتطلب تعاونا أكبر لضمان الاستفادة المثلى من الفرص التي يقدمها هذا القطاع وتفعيل العمل الجاد وتوطيد الشراكة وتبادل الخبرات والمعارف على المستويين الحكومي والخاص بين الدول للتغلب على أي تحديات تواجه مساعيها لتطوير قطاعاتها السياحية وتعزيز تنافسيتها وتعظيم قدرتها على المساهمة في مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة لبلدانها.
و وصف “المنتدى الوزاري لمنظمة السياحة العالمية وملتقى سوق السفر العربي” بأنه منصة مهمة لبحث أفضل السبل والوسائل لقطف ثمار النمو السياحي ليصب في خدمة أهدافنا التنموية.
طالب الرفاعي
و قال الدكتور طالب الرفاعي في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية إن السياحة العالمية نمت في العام الماضي بنسبة 3.9 في المائة على الرغم من التحديات العالمية وهو ما يثبت المرونة العالية التي تتمتع بها السياحة كمحرك من محركات التنمية وتوليد الفرص الوظيفية وتعزيز الاستدامة.
و نبه إلى أن تجاوز تحديات النمو السياحي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يحتاج إلى تعزيز الحوار والتعاون لتحقيق قطاع سفر آمن وسلس وإدارة أفضل للأزمات لحماية المقاصد السياحية ودمج السياحة ضمن أجندات التنمية المستدامة.
التنمية السياحية
وتضمنت فاعليات المنتدى حلقة نقاش موسعة تناولت عددا من المحاور المتعلقة بالتنمية السياحية مثل تمكين صناع القرار من اتخاذ قرارات قائمة على الحقائق والقياس الدقيق لمساهمة السياحة في النمو الاقتصادي الحالي والمستقبلي وتعزيز مساهمة السياحة الداخلية والدولية وخاصة البينية في التنمية المستدامة والانتقال نحو الاقتصاد الأخضر والتحديات والفرص أمام ضمان الاستثمار في السياحة وتعزيز قدرة السياحة على الصمود في وجه الأزمات والاستثمار في الابتكارات المعتمدة على التكنولوجيا بغية تعزيز الأداء وتحسين التنافسية ووضع سياسات لتعزيز خلق فرص العمل وتشجيع ريادة الأعمال في القطاع.
وشارك في الحلقة النقاشية عدد من كبار المتحدثين منهم الشيخ خالد بن حمود آل خليفة المدير التنفيذي لهيئة السياحة والمعارض في البحرين ومعالي محمد يحيى راشد وزير السياحة المصري ومعالي لينا مظهر عناب وزيرة السياحة والآثار الأردنية ومعالي أفيديس كيدانيان وزير السياحة اللبناني ومعالي سلمى اللومي الرقيق وزيرة السياحة والصناعات التقليدية التونسية وميثاء بنت سيف المحروقية وكيلة وزارة السياحة العمانية وهيثم مطر الرئيس التنفيذي لهيئة التنمية السياحية برأس الخيمة إلى جانب مستشار منظمة السياحة العالمية لشؤون الابتكار والتكنولوجيا وممثلين عن طيران الإمارات والاتحاد للطيران ومجموعة الخرافي ومجموعة الطيار وكلية “JSF” للسفر والسياحة وإدارة صناعة السياحة بشركة غوغل للشرق الأوسط.