دول الخليج أسواق واعدة ومهمة
دبى ….. أكد مسؤولون وخبراء في قطاع السياحة على مستوى المنطقة أن الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي تمثل أسواقاً واعدة ومهمة في رفد أعداد الزوار إلى بلدانهم، وتحقيق عوائد استثمارية على الناتج المحلي لدولهم، نظراً لما ينفقونه خلال زيارتهم إليها.
قال الخبراء إن قطاع السياحة لم يعد متقوقعاً على ذاته وطابعه التقليدي كما كان عليه في السابق، فباتت الحاجة إلى طرق جديدة وأخرى للتسويق والترويج السياحي مثل سياحة المغامرات التي ابتكرتها لبنان، والسياحة العلاجية والطبية التي تشتهر بها الأردن، والسياحة العائلية التي لجأت إليها المغرب لاستقطاب العائلات الخليجية إلى المملكة بحسب الخليج.
أكد أواديس كيدانيان وزير السياحة اللبناني أن لدى بلاده توجهاً جديداً في استقطاب الزوار الخليجيين، ويتمثل ذلك في سياحة المغامرات، نظراً لما يمتلكه لبنان من مقومات كبيرة تؤهله لأن يكون أرضاً خصبة في استقطاب أعداد أكبر من الزوار، وتتوفر فيه العديد من الأنشطة والفعاليات السنوية التي تتسم بروح المغامرة في الجبال والشواطئ والأرياف.
وأضاف أن لبنان يستعيد اليوم دوره العربي الكبير كسوق سياحي مهم في الشرق الأوسط وعلى الساحة العالمية، وبات الوضع السياسي والأمني المستتب عاملاً محفزاً في استقطاب السياح من كل أرجاء العالم.
وأشار كيدانيان إلى إطلاق مبادرة «visit Lebanon 2017» والتي ستتم خلالها دعوة 150 شركة سياحة وسفر من كل أرجاء العالم لزيارة بلاده، وتنظيم ورش عمل ولقاءات ثنائية مع نظيرتها اللبنانية، وخلق جسور وآليات عمل مشترك بين الجانبين، وقال إننا تفاجأنا بعد 3 أسابيع من انطلاق هذه المبادرة بأن حجم الطلبات التي تلقتها الوزارة بلغ أكثر من 850 شركة من 65 دولة حول العالم.
وأشار كيدانيان إلى أن معرض سوق السفر العربي 2017، يمثل فرصة كبيرة في التعريف والتسويق لقطاع السياحة في لبنان، وعقدت العديد من الاجتماعات واللقاءات مع العديد من الوفود الرسمية وممثلي الشركات والمؤسسات السياحية الخاصة للترويج والتسويق السياحي، وانطلاقاً من هذه اللقاءات، نحن على عتبة صيف واعد مليء بالفعاليات والزوار الخليجيين، ويمثل ذلك عودة قوية إلى خريطة السياحة العالمية، حيث تجاوزنا العديد من الصعوبات والمعيقات التي كانت تحول دون زيارة الخليجيين إلى لبنان في أوقات سابقة، وهذا يحتاج إلى تضافر الجهود مع شركائنا الخليجيين والعرب بشكل قوي.
وكشف عن ارتفاع عدد الزوار إلى لبنان خلال يناير/كانون الثاني وشباط/ فبراير الماضي بواقع 13%، متوقعاً أن تتجاوز أعدادهم حتى نهاية العام الجاري المليونين، فيما بلغ عددهم في 2016 حوالي 1.6 مليون زائر بارتفاع 11% عن 2015، فيما بلغت مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي للبنان 19%، وهي نسبة قوية نظراً لما يمتلكه لبنان من مقومات سياحية مثل المناخ المعتدل والخبرات المؤهلة والمأكولات الشهيرة.
وعن أثر تطبيق ضريبة القيمة المضافة التي استحدثتها الدولة اللبنانية في 2001-2002، قال كيدانيان إن لذلك عوائد إيجابية كبيرة جداً على الاقتصاد اللبناني وقطاع السياحة، ولم تتأثر أعداد الزوار تبعاً لتلك الضريبة، مع العلم أن كل زائر إلى لبنان كان يسترد قيمة الضريبة لحظة مغادرته الدولة.
من جهته، قال عبدالرزاق عصام عربيات، مدير عام هيئة تشجيع وتنشيط السياحة الأردنية: أعدت الهيئة خطة استراتيجية جديدة تتركز على الاهتمام بالسياحة العلاجية والطبية، فقد تم استحداث وحدة متخصصة في هذا المجال من قبل الدائرة، وهناك خطة مطروحة في هذا القطاع من خلال تسهيل القيود الحكومية على «الجنسيات المقيدة» لدخول المملكة من أجل العلاج والتداوي، وهنالك حملة تسويقية في المملكة وخارجها من أجل استقطاب أعداد أكبر من الزوار، ووقعنا اتفاقية مع إحدى منصات التسويق الإلكترونية للسياحة الطبية، من خلال ربط كل مقدمي الخدمة الطبية في الأردن وتسويقها خليجياً وأوروبياً وأمريكياً.
وأضاف أن مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة 14% وبقيمة 4 مليارات دينار أردني، ومن أبرز المشاريع التي تسوقها الهيئة، ناهيك عن المناطق السياحية التي تشتهر بأنها أماكن علاج مثل البحر الميت وحمامات ماعين وعفرا، فإننا نسوق لمجموعة من الفنادق التي يتم تأسيسها في عمان والعقبة «سانت ريجيس، وروتانا، وجي دبليو ماريوت، وفيرمونت جولف كوست»، ونحن بصدد التوجه لاستقطاب رحلات طيران منخفضة التكاليف إلى المملكة، حيث ندعم التوجهات العامة بنظام الطيران «تشارتر» إلى العقبة وعمان بقيمة 200 يورو للشخص الواحد كحد أدنى، على أن يقيم الزائر 4 – 14 ليلة فندقية في أراضي المملكة.
وأوضح عربيات أن أعداد الزوار في الربع الأول 2017 قد ارتفعت 16% مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، مدعومة بأعداد الزوار من الإمارات والسعودية والكويت، ونتوقع أن يرتفع الدخل السياحي 15 – 16%، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن أعداد الزوار إلى المملكة قد بلغ 1.5 مليون زائر في 2015، بينهم 25 ألف زائر من الإمارات.
بدوره، قال محمد شكير، المدير الإقليمي للشرق الأوسط في المكتب الإقليمي الوطني المغربي للسياحة، إن أعداد الزوار الإماراتيين إلى المغرب بلغت 18 ألف زائر خلال العام الماضي، ومن المنتظر أن يرتفع العدد خلال العام الجاري نظراً للحملات التسويقية والترويجية التي قامت بها الوزارة والشركات المغربية في دول مجلس التعاون والإمارات، خاصة لاستقطاب أعداد أكبر من الزوار، مع العلم أن الإمارات تحتل ثالث أكبر رافد سياحي بعدد الزوار على مستوى الدول العربية، بعد كل من السعودية ومصر.
وأضاف شكير: «جل اهتمامنا في هذا الوقت هو التركيز على السياحة العائلية، وتتوفر في المغرب العديد من المناطق والمدن الترفيهية والأماكن الجاذبة للسياح، والتي تحافظ على الخصوصية العائلية وتهم الزوار الخليجيين منهم، وتمثل العائلة محور اهتمامنا خلال المرحلة القادمة لما يحققه هذا النوع من السياحة، من عوائد قوية ودخل اقتصادي كبير على الناتج المحلي للمملكة، ولا ننسى الحملات السياحية المرتبطة بالشواطئ والجبال والسياحة الثقافية».