تقوم تونس بجهود حثيثة من أجل زيادة عدد السياح. وتعمل وزارات السياحة والداخلية والخارجية على إعداد إجراءات جديدة بخصوص منح التأشيرة أهمها اعتماد شبكة الإنترنت في توفير تأشيرات إلكترونية للسياح الأجانب، وهو إجراء تعول عليه الحكومة التونسية لإنعاش السياحة ودعم الاقتصاد.
التأشيرة الإلكترونية
تونس ….. تعمل الحكومة التونسية على مشروع برنامج لمنح تأشيرة الدخول إلى تونس عبر الإنترنت.. وأكدت سلمى اللومي وزيرة السياحة التونسية، الجمعة أن الوزارة تعمل بتنسيق مع وزارتي الداخلية والخارجية وبشراكة مع المنظمة العالمية للسياحة على مشروع تأشيرة إلكترونية.
ومن المتوقع بدء العمل بالبرنامج مع بداية العام القادم على أقصى تقدير. ويتيح الإجراء الجديد للسياح الأجانب الحصول على تأشيرة عبر الإنترنت في مرحلة أولى ليتسلموها فعليا عند الوصول إلى تونس.
وقالت اللومي إن “التأشيرة الإلكترونية من شأنها دعم وتسهيل تدفق السياح على تونس”، موضحة أنه تم اتخاذ إجراءات خاصة “للتعامل مع السياح الذين تستقبلهم تونس للعلاج بدءا من وصولهم إلى المطار إلى حين انتهاء العلاج”.
وشددت اللومي على أن تونس تولي عناية خاصة بالسياحة الصحية والعلاجية، مشيرة إلى أن “بلادنا تعتبر الوجهة الثانية في العالم للعلاج بمياه البحر، بعد فرنسا”.
وتستعد الحكومة التونسية، مع اقتراب حلول فصل الصيف، إلى اتخاذ تدابير لازمة من أجل زيادة أعداد السياح. كما عمدت تونس إلى تفعيل الأساليب الدبلوماسية لإنجاح الموسم السياحي بما يدعم اقتصاد البلاد.
وأعلنت وزارة الخارجية التونسية الخميس أن مسؤولين كبار بحثوا مع بوريس جونسون وزير الخارجية البريطاني، خلال زيارته غير المعلنة إلى تونس، سبل رفع تحذير سفر وجهته بريطانيا لمواطنيها حول الذهاب إلى تونس.
ووعد جونسون بالنظر في مراجعة تحذير بريطانيا مواطنيها من السفر إلى تونس. وأشار إلى “آفاق كبيرة وفرص متاحة لتطوير علاقات التعاون مع تونس في المجالين الاقتصادي والمالي”، خاصة بعد استكمال مراحل انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وناقش خميس الجهيناوي وزير الخارجية التونسي مع جونسون تنفيذ تعهدات بريطانيا تجاه تونس في المؤتمر الدولي لدعم الاستثمار في تونس 2020، المنعقد في نوفمبر الماضي.
ودعا الجهيناوي جونسون إلى دعم الاستثمارات البريطانية في تونس، والاستفادة من تشجيع قانون الاستثمار الجديد لصالح رجال الأعمال الأجانب.
وبين الجهيناوي أهمية دعم أصدقاء تونس وشركائها، خاصة بريطانيا، لجهود انتعاش الاقتصاد وتنمية المناطق الداخلية، وخفض نسب البطالة في صفوف الشباب خريجي الجامعات.
وأكد جونسون أهمية توسيع الاستثمارات البريطانية في تونس وتنويعها، لتشمل قطاعات جديدة منها التكوين والتعليم وتكنولوجيات الاتصال والمالية.
وقال الجهيناوي “تونس تعد حاليا بفضل التنسيق والتعاون الأمني الوثيق مع شركائها، وخاصة المملكة المتحدة على نفس درجة الأمان لأكبر العواصم الأوروبية”.
والتقى جونسون وزيرة السياحة التونسية لبحث مسألة تحذير السفر البريطاني إلى تونس في ظل تحسن الوضع الأمني في البلاد، وتعزيز حماية المواقع السياحية والأثرية.
وأصدرت بريطانيا تحذير السفر إلى تونس منذ هجوم إرهابي على نزل في سوسة في يونيو عام 2015 خلف 38 قتيلا من السياح من بينهم 30 بريطانيا.
وأدى الهجوم وتحذير السفر إلى تقلص عدد السياح البريطانيين في تونس خلال العام 2016 بنسبة فاقت 90 بالمئة.
وأكد رئيس الطائفة اليهودية في جزيرة جربة التونسية بيريز الطرابلسي، الأربعاء، أن “تونس أكثر أمنا من إسرائيل” التي حذرت يهود العالم من زيارة تونس في إطار الزيارة السنوية ليهود العالم إلى معبد “الغريبة” (الحج اليهودي) بالجزيرة.
وقال الطرابلسي إن “تلك الدعوات المحذرة من زيارة تونس صادرة عن مسؤولين في إسرائيل لا يريدون الخير لتونس، مع أن الأخيرة تعتبر أكثر أمنا مقارنة بإسرائيل”.
وأضاف أن “ردنا على تلك الدعوات يكون من خلال ارتفاع عدد الوافدين هذا العام من اليهود على معبد الغريبة، والذي من المنتظر أن يشهد زيادة بنسبة 150 بالمئة مقارنة بالعام الماضي”.
ولفت الطرابلسي إلى “وجود أعداد كبيرة من اليهود ممن سيتوافدون على تونس من مختلف أنحاء العالم، قادمين من العاصمة الفرنسية باريس وكندا وحتى من إسرائيل، للمشاركة في احتفالات الغريبة”.
وفي وقت سابق، الأربعاء، حذر مكتب مكافحة الإرهاب في إسرائيل (حكومي)، مواطنيه من السفر إلى تونس، بدعوى أنها قد تشهد “هجمات إرهابية متنوعة في أماكن مختلفة من البلاد”.
كما دعا المكتب، في بيان نشرته القناة الإسرائيلية السابعة (مستقلة)، الإسرائيليين الموجودين حاليا في تونس إلى مغادرتها فورا.
وكثفت قوات الأمن والجيش في تونس عملياتها الاستباقية في إطار جهودها لمحاربة جماعات إرهابية تنشط خاصة بالجبال الغربية على الحدود مع الجزائر، كان آخرها عملية أمنية بسيدي بوزيد (وسط البلاد).
وأكدت مصادر حكومية، الأحد، مقتل “إرهابيين خطيرين” أحدهما يحمل جنسية أجنبية وهو أمير كتيبة عقبة ابن نافع إحدى الجماعات المتحصنة بجبال القصرين (الوسط الغربي). وقالت المصادر إن “المجموعة استغلت التحركات الاجتماعية ونزلت من جبال الشعانبي للالتحاق بعناصر متطرفة بسيدي بوزيد للتحضير لعمليات إرهابية خلال شهر رمضان”.
وصرحت اللومي، في وقت سابق، أن قطاع السياحة في تونس حقق معدلات نمو إيجابية خلال الربع الأول من العام الحالي، متعافيا من تداعيات الضربات الإرهابية التي هزت القطاع في العام 2015.
وقالت إن عدد السياح تطور بـ35 بالمئة في الربع الأول من 2017 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بفضل دعم الأسواق التقليدية.
نقلا عن العرب