Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

الوعي بالتراث العمراني والمحافظة عليه… تجربة ذاتية محاضرة لـ د.الهذلول

د.الهذلول: معايشة التراث والارتباط به أهم عناصر تعزيز التوعية بأهميته وقيمته

 

 

الرياض “المسلة” …… أكد الدكتور صالح بن على الهذلول، عضو هيئة التدريس بكلية العمارة والتخطيط جامعة الملك سعود ان معايشة التراث والارتباط به يعد من أهم عناصر تعزيز التوعية بأهمية التراث وتعزيز قيمته.

 

وأشار إلى أن المحافظة على التراث العمراني لا ترتكز فقط على الارتباط العاطفي بالمكان والتعلق به، وإنما تقوم أيضاً على الجانب العملي مع الَمعلَم التراثي والتفاعل معه، بما يمكن من معايشة تفاصيل ذلك المكان ودلالته التاريخية والحضارية، الأمر الذي يعزز قيمة الإرث الحضاري ويسهم في تنمية الوعي بأهميته عبر المراحل المختلفة.

 

واستعرض الدكتور صالح الهذلول في محاضراته التي جاءت بعنوان: الوعي بالتراث العمراني والمحافظة عليه… تجربة ذاتية، والتي نظمها مركز التراث العمراني الوطني بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالتعاون مع الجمعية السعودية لعلوم العمران، والجمعية السعودية للمحافظة على التراث، وشعبة التراث العمراني في الهيئة السعودية للمهندسين، ومؤسسة التراث الخيرية، وكرسي الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني، يوم الأربعاء 7 شعبان 1438هـ الموافق 3/5/207م بمقر الجمعية السعودية للمحافظة على التراث بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي، استعرض تجربته الذاتية مع التراث العمراني، وبدايات اهتمامه به كإرث يشكِّل مع عناصر التراث الوطني الأخرى،  هوية المملكة العربية السعودية وحضارتها.

 

وقال الهذلول إن  بدايتي مع حب التراث العمراني تعود إلى أيام طفولتي حيث إني نشأت في بيت من الطين، تشكلت فيه ذكرياتي وتفاصيل حياتي الباكرة، لافتاً إلى حال التراث العمراني ،وقتها، والتحول الكبير الذي طرأ عليه في حقبة الستينيات من القرن الميلادي المنصرم وحتى وقتنا الحاضر، وقال أذكر في تلك الفترة، تجرتبي ومشاهداتي  في عدد من المواقع التراثية منها مزرعة سمحة بالقصيم والتي  أسسها صاحبها عبدالرحمن بن محمد السلامة في عام 1314هـ وقام بتسبيل الماء فيها، مبيناً  أن “سمحة كانت مورداً  ومصدر ماء لسكان تلك المنطقة، بل يأتي إليها المصلون (5) مرات في اليوم للوضوء تمهيداً لأداء صلواتهم، وعايشت كيف أن سمحة طرأت عليها التحولات بدخول شبكة المياه والتمدد العمراني، وتطرق الدكتور صالح إلى بقية تجاربه مع جميع البيوت الطينية القديمة التي عاش فيها والحديثة التي يعيش فيها حالياً، مشيراً إلى أن معايشة التراث والارتباط به يعد من أهم عناصر تعزيز التوعية بأهمية التراث وتعزيز قيمته، ومن ثم المحافظة عليه وتوظيفه في المجالات كافة، مستعرضاً عدداً من الصور والنماذج لهذه الأمكنة التي شكلت منصة انطلاقه نحو حب التراث والاهتمام به، لافتاً إلى أن تلك الفترة أثَّرث في انتمائه للتراث وأسهمت في توجيه بوصلته الدراسية في الجامعة ودرجة الماجستير والدكتوراة، وفي حياته العملية بعدد من مؤسسات الدولة.

 

واستعرض الدكتور صالح الهذلول سلسلة من جهوده العلمية والمنجهية الرامية إلى العناية بالتراث العمراني، من بحوث وأوراق عمل وندوات و محاضرات وورش عمل  وكتب ومقالات وغيرها من المطبوعات التي تعزز مفهوم العناية والحفاظ على التراث العمراني عموماً ومعرفة هوية العمارة العربية والإسلامية على وجه الخصوص.

 

 لافتاً إلى تجربته العملية في عدد من المواقع التراثي بالمملكة بما فيها المدينة المنورة وتوسعة الحرم النبوي الشريف ومكة المكرمة وغيرها، وتحدث عن القيمة التراثية لهذه المعالم مطالبا الدارسين وأساتذة الجماعة بتعزيزها في المناهج، وقال: على الرغم من القيمة التراثية للمساجد إلا أن عدد منها طالته عمليات الهدم دون التوثيق لها ودراستها معزياً ذلك لتدافع رجال الخير من أجل إعمار بيوت الله،  إذ يقومون بهدم المساجد الطينية ويبنون على أرضها مساجد مسلحة بمواد حديثة تشمل الإسمنت والسراميك وغيرها، مستدركا أن ذلك كان يتم قبل إنشاء  المؤسسات التي تعنى بهذا الإرث الثقافي مثل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ومؤسسة التراث الخيرية وعدد من الجامعات.

 

كما قال الهذلول اتضح وبعد سلسلة تجارب مع منجهية الحفاظ على التراث العمراني وسعينا لتعزيز قيم ومبادئي العمارة الإسلامية والعربية، صعوبة التعاقد مع استشاريين أجانب ثم نطلب منهم ربط العمارة بقيمنا ومبادئنا النابعة من عقيدتنا وموروثنا الحضاري وخصوصيته.

 

جدير بالذكر أن المحاضرة حظيت بمشاركة واسعة من المختصين والمسؤولين في مجال التراث العمراني وأساتذة الجامعات والطلاب لا سيما معلمات وطالبات جامعة الملك سعود قسم العمارة والتخيط، مما حقق أهداف المحاضرة في تعزيز الوعي بأهمية التراث وترسيخ قيم ومبادئ العمارة الإسلامية والعربية.

 

وفي ختام المحاضرة شكر الدكتور محسن بن فرحان القرني ، مستشار مركز التراث العمراني الوطني، الحضور على مشاركتهم القيمة، مثمناً جهود  دكتور الهذلول على  شمول محاضرته وما تضمنته من محاور تكاملت جميعها في عملية المحافظة على التراث الحضاري وتطويره وتوظيفه بما يحقق رؤية الدولة في جعل التراث مورداً اقتصادياً يسهم في رفد التنمية المتوازنة والاقصاد الوطني، لافتاً إلى جهود الهيئة ومبادراتها في الحفاظ على التراث العمراني ومشروعاته المختلفة التي يجسدها برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري والذي تنفذه الهيئة حالياً بالتعاون مع شركائها في مؤسسات الدولة المختلفة، لافتاً  إلى أن مركز التراث العمراني الوطني درج على تنظيم المحاضرات الثقافية شهرياً تماشياً مع رؤيته في التوعية بالتراث العمراني والمحافظة على التراث الحضاري في مناطق المملكة كافة.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله