اسطنبول ….. استعرض تقرير لصحيفة التايمز البريطانية التطور المتنامي الذي شهدته تركيا في الأعوام الأخيرة بمجال السياحة الحلال، والمنتجعات الخاصة للمسلمين الملتزمين على وجه الخصوص في ولاية أنطاليا جنوبي تركيا.
وتحدثّ التقرير، الذي أعدّته مراسلة الصحيفة في تركيا “حانا لوسيندا سميث”، عن الجهود الأخيرة التي تبذل لوضع اللمسات الأخيرة على منتجع خاص في أنطاليا سيفتتح هذا الصيف، حسبما أورد موقع “عربي21”.
وأشار التقرير إلى أنه تمت صيانة الحدائق، وطلاء أماكن اللعب الخاصة بالأطفال، وإقامة فنادق خاصة لخدمة المسلمين الملتزمين، بالإضافة إلى توفير أماكن سباحة خاصة للنساء ومساجد حسبما ذكرت ترك برس.
إحصاءات
ووفق إحصاءات منظمة السياحة العالمية شكلت السياحة الحلال 9% من إجمالي قطاع السياحة عام 2010، وبلغت قيمتها نحو 90 مليار دولار، وفي 2011 زادت قيمتها لتصل إلى 126.1 مليار دولار.
أي شكلت نسبة 12.3% من إجمالي دخل السياحة العالمية، ثم ارتفع هذا الرقم ليبلغ 140 مليار دولار عام 2013، أي 13% من إجمالي دخل السياحة العالمي، بحسب الإحصاءات ذاتها.
بينما توقع تقرير لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، نهاية العام 2016، أن يصل حجم إنفاق المسلمين على الأزياء عالميا إلى 368 مليار دولار في العام 2021، مقارنة مع نحو 243 مليار دولار، في العام الماضي.
وقالت سميث إن “سياحة الحلال”، تحولت بعد نمو بطيء، بشكل مطرد، إلى تجارة مزدهرة تدر سنويا 100 مليار جنيه إسترليني، وتحولت من شيء مخصص للأثرياء المسلمين، الذين يستطيعون دفع آلاف الجنيهات، والإقامة في فنادق تأخذ بعين الاعتبار الحساسيات الدينية، إلى أمر متاح للمسلمين كلهم، حيث يقضون أوقاتهم في الشمس ولأيام.
وأوضحت أنه في الرحلات السياحية، التي كانت عادة ما تجذب السياح الأوروبيين لأنطاليا، والفنادق التي توفر الشمس والكحول، أصبح الكثير منها يهتم بالسياحة الحلال، حيث أصبحت المنتجعات مثل غيرها من التي تعد غير حلال.
واستدركت بأن الفرق في هذه الجديدة هو عدم تقديم الكحول والمشروبات الروحية، وتوفر الطعام الحلال، وأماكن الصلاة التي يعلن عن مواعيدها من خلال مكبرات الصوت، بحسب “عربي21”.
ولفت التقرير إلى أن أهم ما يتوفر في هذه المنتجعات هو الأماكن المخصصة للسباحة للرجال وتلك المخصصة للنساء، حيث تم بناء ستائر بعلو 30 مترا لحماية الشاطئ المخصص للنساء.
وأفادت سميث بأن هناك قاعات خاصة للنساء، مثل المتوفرة في فندق الخمس نجوم “إدين بيتش”، حيث قال المسؤولون فيه إنهم لا يعارضون توفير مناطق مخصصة للنساء، مع أن القوارب السريعة التي قد تمر به ربما شاهدت النساء وهن بالبكيني.
واستدركت بأنه رغم ذلك، فإن الستائر، والحظر على استخدام الهواتف والكاميرات، ومنع دخول الأطفال فوق سن السادسة، كلها عوامل تسمح للنساء بالتشمّس بحرية على هذه الشواطئ.
ونقل التقرير عن فاطمة نيهدو (29 عاما) من بريستون في بريطانيا، التي جاءت لزيارة تركيا مع زوجها زكريا وأبنائها، قولها “هذه هي المرة الأولى التي نزور فيها، منذ أن كنا أطفالا، منتجع حلال”، في إشارة لمنتجع بيرا ألانيا.
وأضافت نيهدو أن العائلة عرفت عن الفندق من أصدقاء لها، مشيرة إلى أنها لم تكن تبحث عن منتجع حلال في البداية، لكنها أكدت أنها ستأتي إليه مرة أخرى.
وأوردت الكاتبة نقلا عن العائلة، قولها إن التطورات السياسية، وما تشهده تركيا من أحداث، لا يهمها، خاصة أنها كانت بعيدة على الشواطئ.
واستدركت بأن الهجمات الإرهابية والانقلاب الفاشل العام الماضي أثرا في السياحة، التي تعد مصدرا للدخل القومي، إلا أن السياحة الحلال تعوض عن هذه الخسائر، بعد أن خلت المصايف والمنتجعات من السياح الأجانب.
كما نقل التقرير عن أفق سيجين، التي أنشأت موقع “حلالبوكينغ.كوم”، قولها إن التجارة تضاعفت العام الماضي، وأضافت أن زبونا من أوكرانيا حجز جناحا خاصا لستة أسابيع في أغلى الفنادق، ودفع 31 ألف يورو.
ونوه التقرير إلى أن أحد سكان أنطاليا، التي تعد من المناطق المتحررة، قال إن سكان المنطقة شعروا بالقلق في البداية، لكن بعدما شعروا أن هناك إمكانية لتحقيق عوائد مالية، فإنهم غيروا موقفهم.
وذهبت سميث إلى أن هذا التحول يناسب الحزب الحاكم في تركيا، حيث افتتح أحمد داود أوغلو العام الماضي، عندما رئيسا للوزراء، مؤتمرا عن السياحة الحلال.
وختمت “التايمز” تقريرها بالإشارة إلى أن هذا القطاع جذب مستثمرين مهتمين به، مثل نمير غازي من ليستر، الذي أنشأ موقعا للسياحة الحلال، وقال إن العائلات الملتزمة عادة ما تسافر إلى دبي، لكنها تظل غير متاحة بسبب التكاليف.