بقلم : سعيد جمال الدين
رحم الله عمالقة السياحة أصحاب المبادىء والقيم والأخلاق .. أصحاب الضمير الواعى .. الذين تعلمنا منهم ومن خلال تعاملاتهم مع المسئولين الكبار بما فيهم رئيس الدولة، إنهم لا يخشون من ذو سلطان ولا جاه.. ولا يضعون فى حساباتهم إلا الخالق المعبود .. ولا يخشون فى ذكر الحق والحقيقة لومة لائم .. وكانوا أصحاب كلمة لا يريدون منها سوى الإصلاح ما أستطاعوا .. ولم يسعون إلى منصب .. ولم يكونوا فى يوماً ما من المنافين والافاقين .. والقائمة من هؤلاء العظماء كثيرون أمثال محمد نسيم ، وأحمد زكى عبد الحميد ، ومحمد لهيطة ، وفوزى سلومة ، وغيرهم ممن تركوا هذه الحياة بعدما غرسوا فينا كل المعانى الجميلة والصحيحة .. وربما يسأل البعض لماذا هذه المقدمة؟!
والإجابة .. إننا نرى فى هذا الزمان ,, للأسف الشديد مسئولين أقل ما يوصفون عنهم إنهم أشباه “رجال” .. فهم تحولوا من “الخبراء ” فى المهنة إلى خبراء فى فن ” اللوع ” ، و”الكذب” و ” النفاق ” و” مسح الجوخ ” .. فهم بلغة أولاد البلد ” يلحسون كلامهم ” بمجرد أن تظهر لهم ” العين الحمراء “..فهم للأسف الشدبد همهم الأول والأخير هو ” البقاء على الكرسى ” أطول مدة ممكنة .. وبالتالى فهم لديهم ” القدرة ” على أن يتنازلوا عن كل المبادىء والقيم والأخلاق ، وحتى عن ملايسهم حتى بما فيها ورقة “التوت “التى تحمى الباقى من “عوراتهم ” من أجل أن يظلون فى مناصبهم والذين إختارهم المسئولين لشغلها .
فلم يعد غريباً علينا ، أن نجد أحد ممن يطلقون عليه مسئول فى وزارة أو إتحاد أهلى أو جمعية مستثمرين .. يأخذ ” حبوب الشجاعة ” ويقوم بإطلاق التصريحات الصحفية ” العنترية ” و”الأفكار الإنتقادية ” التى من وجهه نظره – ” التى أصبحت فيما بعد لاقيمة لها ” – ويخرج علينا بها فى الصحف والمجلات والمواقع الألكترونية ” ليوجه سهام إنتقاداته لهذا وذاك ،ويظهر إنه صاحب فكر “سديد” و” وجينيس ” وعندما تنتهى مفعول هذه “الحبوب ” ويفيق من هذه الغيبوبة ،ومع أول “عين حمراء ” من أقل مسئول .. “يرجع فى كلامه “.. ليخرج علينا بعد “الإفاقة” بالبكاء و”العويل” بأنه لم يصرح بذلك ، وأن الصحفى لم ينقل الحقيقة كما هى ، وحتى لو كان هذه الحوار مسجل ، فإنه “يلف ويدور “على الصحف ويطلق البيانات من خلال مؤسسته أو هيئته أو إتحاده أو غرفته أو شركته أو أى جهة أخرى ، من أجل أن يكذب ما صرح به خلال فترة تناوله ” حبوب الشجاعة “!!.
لقد شاهدنا خلال الفترة الماضية مسئولين وقادة دول دائماً يلقون بالإتهامات على الصحافة والصحفيين والإعلاميين، بأنهم حرفوا تصريحاتهم، أو لم يتناولوها بالدقة التى يرونها من وجهة تظرهم ـ أو أن الترجمة تم تحريف مغزاها ومعناها _ .. وبالتالى تكون هذه هى الشماعات التى يخرج منها المسئولين من “زنقة ” كذبهم ، وتراجعهم عما أطلقوه من تصريحات كما قلنا من قبل ” عنترية “.. وللأسف إننا نجد من المواقع والصحف ووسائل الأعلام تنشر هذا التكذيب ،كوسيلة للتقرب من ذلك المسئول !!.
إننا نطالب كافة المسئولين تطبيق الحديث الشريف ” فلتقل خيراً أو تصمت ” بدلاً من نشر أكاذيبهم ، الذين يطلقونها فى جنح الليل ويرجعون فيها نهاراً ،أو العكس يصرحون بها نهاراً ويكذبونها ليلاً ، و” اللى مش قد كلامه ما يقولهوش “.
أظن الكلام واضح وصريح ولا يحتاج توضيح .. كفاكم كذباً وإفتراءً وعودوا إلى رشدكم يهديكم الله .. وتذكروا أن الله لن يرحم المنافقين والكذابين.. وتوبوا إلى الله توبة نصوحة لعل الله يغفر لكم ما أقترفتوه من ذنوب.
إنى إريد الإصلاح ما أستطعت وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وعلى الله العلى القدير قصد السبيل .