جدة “المسلة” ….. “المعمار” هو مسجد عثماني يعد أحد أقدم مساجد مدينة جدة السعودية (غرب)، ويحتل المركز الثاني في قائمة المساجد الأثرية بالمملكة بعد مسجد الشافعي، صاحب القرون الثمانية، وهو يقع أيضا في قلب المنطقة الأثرية بجدة.
قبل نحو أربعة قرون ونصف القرن تم بناء هذا المسجد، وتعود تسميته إلى منشئ المسجد، “مصطفى معمار باشا”، أحد ولاة جدة العثمانيين.
ووفق مؤرخين، فإن هذا الوالي العثماني كان يواظب على الصلاة في هذا المسجد، ومنذ ذلك الحين تقام فيه صلاة التراويح.
وفي قمة محراب الصلاة بالمسجد محفور تاريخ الإنشاء، وهو بالتاريخ الهجري عام 1093، أي قبل نحو 440 عاما بحسب الاناضول.
وتشهد الأحجار البحرية التي بني بها المسجد على تاريخه القابع في القدم.
ومنذ العام الماضي، يخضع “المعمار” إلى أعمال ترميمية، ومن المقرر أن يعود إلى استقبال المصلين العام المقبل.
** تصميم عثماني
التصميم العثماني هو أبرز ما يميز الطراز العمراني لمسجد “المعمار”، من خلال الأسقف الخشبية والجدران.
ويشبه المسجد في سقوفه الخشبية وقناديله طراز تصميم الجامع النبوي الشريف في المدينة المنورة قبل ستين إلى سبعين عاما من تجديده.
ويزين جدران “المعمار” من الداخل حزام طويل محفور عليه آيات قرآنية، إضافة إلى القبة الخشبية الخضراء.
كما تميزه “المكبرية” الخشبية، التي كان يؤذن من فوقها ويردد المؤذن التكبيرات من خلف الإمام، كما الحال في الحرمين الشريفين.
** طريقان إلى المسجد
ويتميز المسجد بروعة واحتراف هندسة الوصول إليه، فيكون عبر طريقين، وفقا للجهات الجغرافية التي يأتي منها المصلون.
من يأتي من جهة المسجد الشرقية يكون عليه صعود الدرج، ومن يأتى من جهته الشمالية يصل مباشرة إلى باب مدخله.
وأسفرت أعمال تنقيب أثرية في المسجد أثناء الترميم عن اكتشاف بئر تاريخية كانت تغذيه بالمياه.
ويعتقد مختصون أن هذه البئر تم إنشاؤها مع “المعمار”، وهي على بعد خمسة أمتار من الجهة الشرقية من المسجد، ويبلغ قطرها 1.6 متر، وعمقها ثلاثة أمتار.
وكانت هذه البئر مطلية بالحجر المقطوع، المعروف محليا بـ”المنقبي”، وكان يستخرج من ساحل البحر الأحمر والبيئة المحيطة.
وترتبط البئر مع بركة مجاورة كانت تستخدم للوضوء، وما زالت أعمال التنقيب مستمرة بحثا عن عن مرافق محتملة أخرى ربما كانت مرتبطة بالمسجد.