عزز المغرب جهوده لزيادة دور السياحة في النشاط الاقتصادي من خلال برنامج لاستقطاب السياح الصينيين خلال السنوات المقبلة.
ويسعى المغرب إلى أن يصبح الوجهة الأفريقية الأولى للصينيين بفضل ما يتمتع به من استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي في محاولة لجعل السياحة محورا أساسيا في برامج التنمية المستدامة.
الرباط … أكد عبدالرفيع زويتن المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة أن السوق الصينية أصبحت تحتل أولوية قصوى في البرامج السياحية المغربية باعتبارها إحدى أهم الأسواق الواعدة التي يمكن أن تحقق عوائد كبيرة للدولة.
وأشار إلى أن قرار إلغاء التأشيرة عن الصينيين الذي تم اتخاذه العام الماضي خلال زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى بكين كان له الأثر الكبير في ارتفاع عدد السياح القادمين من الصين رغم غياب الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين.
وأظهرت بيانات مرصد السياحة المغربي أن عدد السياح الصينيين قفز في العام الماضي بنسبة 767 بالمئة ليعزز خطط المغرب لاستقطاب أكثر من 100 ألف سائح صيني سنويا.
وأظهرت البيانات أن أعداد السياح القادمين من الأسواق الصاعدة ومن ضمنها الصين سجلت ارتفاعات كبيرة في الثلث الأول من العام الحالي، حيث زار البلاد أكثر من 3 ملايين شخص بزيادة قدرها 10 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وتوقع زويتن أن يسجل العدد الإجمالي للسياح خلال العام الحالي ارتفاعا بنسبة 6 بالمئة بعد أن بلغت أعدادهم في العام الماضي نحو 10.3 ملايين سائح.
وأكد المسؤول المغربي أن هذا النمو الذي يأتي في ظل أوضاع دولية صعبة، يمثل زيادة بأكثر من 600 ألف سائح وأن ذلك انعكس بشكل مباشر على توازنات الاقتصاد المحلي وعلى سوق العمل.
وأبرم المغرب العديد من الشراكات الاستراتيجية مع شركات طيران لتسهيل دخول السياح الصينيين للبلاد عبر أوروبا وخاصة فتح خط بين مطار شارل ديغول في باريس ومراكش، فضلا عن إقامـة شراكة وثيقة مع شركة الاتحاد للطيران لجذب أكثر من ألف وكالة صينية للأسفار لاستكشاف المغرب.
ومن أجل المساهمة في النهوض الاقتصادي والسياحي، وقّعت الخطوط الملكية المغربية اتفاقيات مع عدة جهات بالبلاد لتوفيرأسطول مخصص لربط مختلف المطارات الجهوية وتطوير النقل الجوي الداخلي وبرمجة رحلات بأسعار ثابتة وتفضيلية.
وستقوم الشركة العربية للطيران التي تعدّ ضمن شركات الطيران ذات التكلفة المنخفضة، بالربط بين مدينة فاس والعاصمة الإيطالية روما بواسطة رحلتين أسبوعيا بسعر 59 دولارا للرحلة.
وقال فيديريكو سكريببوني، المسؤول في شركة العربية للطيران، إن “افتتاح خط جوي جديد بداية من منتصف هذا الشهر يربط روما بفاس سيقرّب السياح الإيطاليين من إحدى أهم المدن السياحية المغربية”.
ويؤكد مرصد السياحة أن قطبي السياحة مراكش وأكادير شهدا ارتفاعا في عدد السياح بنسبة 20 و19 بالمئة على التوالي. وكان أداء جيدا، ولا سيما مدينتي فاس وطنجة بارتفاع بلغ على التوالي 36 و35 بالمئة.
ووقّع المغرب مع الصين في مايو العام الماضي، اتفاقية لتعزيز التعاون السياحي، خصوصا عبر تشجيع الأنشطة الترويجية من خلال توفير التسهيلات الضرورية بشكل متبادل، وتكوين المهنيين وتنظيم دورات تدريبية وتبادل الخبرات، والتنسيق بين وكالات الأسفار.
ودعا السفير الصيني في الرباط، سانشوزونغ، العاملين في السياحة المغربية إلى الاستفادة من الفرص التي تتيحها السوق السياحية الصينية ومن الإمكانيات الهائلة لها، باعتبار وأن الصينيين ينفقون أكثر خلال فترات إقامتهم بالخارج.
ويحتل المغرب وفق التقرير الأخير للمنتدى الاقتصادي العالمي لدافوس، لعام 2017 المرتبة العشرين ضمن الوجهات الأكثر أمانا في العالم بالنسبة إلى السياح.
ووفق بيانات صادرة عن كل من الأكاديمية السياحية وإدارة السياحة الوطنية في الصين، فإن المغرب تحول إلى أكثر الوجهات السياحية المطلوبة من قبل الصينيين.
وأشار رئيس جمعية الصين-المغرب للتنمية الاقتصادية، هي فانغ، أن الوفد الصيني المكوّن من وسائل إعلام صينية وممثلي وكالات أسفار لهـا أكثـر من ثلاثة عقود من التجربة في السياحة، والذي يقوم بزيارة للمغرب لغاية 16 يونيو الجاري “تكوّنت لديه صورة جيدة عن المغرب ومناخه الجميل”.
ورغم التقدّم الملموس لهذا النشاط السياحي، ما يزال أمام المغرب الكثير من العمل لمواكبة حاجيات هذه الفئة من السياح، التي لها متطلبات خاصة، مثل توفير مرشد سياحي يتحدث اللغة الصينية، وهو أمر نادر بالمغرب.
وقال فانغ، إن جمعيته التي تشكل منصة للتعاون في العديـد من القطاـعات الاقتصادية بأفريقيا “ترغب في توسيع تعـاونها مع المغرب في قطاع السياحة لا سيمـا في الاستثمار رفقة المؤسسات الفندقية الصينية في إنجاز أفلام وثائقية ترمي إلى التعريف بالمغرب”.
ويرى زويتن أن هناك نقاط التقاء كثيرة بين الثقافتين المغربية والصينية، سواء على مستوى العمران أو الأزياء أو الموسيقى، داعيا الصينيين إلى اغتنام قرار المغرب رفع إلغاء التأشيرة لفائدتهم من أجل زيارة البلاد والتعرّف أكثر على المحطة النهائية لطريق الحرير.
نقلا عن العرب