بغداد – فراس الكرباسي
بعثت مؤسسة الامام الشيرازي العالمية في واشنطن، الاحد، ثلاث رسائل مهمة الى علماء الامّة ومفكريها واصحاب الاقلام الحرة والرسالة الثانية لعموم المسلمين والرسالة الثالثة الى حكام البلاد الاسلامية، وتأتي هذه الرسائل الثلاث بمناسبة عيد الفطر المبارك.
وجاء في بيان المؤسسة، انّ “مؤسسة الامام الشيرازي اذ تنتهز فرصة حلول عيد الفطر المُبارك الذي جعله الله تعالى للمسلمين عيدا ولمحمد صلى الله عليه واله ذخرا وشَرفاً ومزيدا، تود ان تُشيرُ الى القضايا التالية وتبعث بشأنها ثلاث رسائل”.
واشنطن
واضاف البيان “الرسالة الاولى موجهة الى علماء الامّة ومفكريها والى اصحاب الاقلام الحرة وانّ نشر علوم مدرسة اهل البيت عليهم السلام في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ الامّة التي يُتَّهم دينها بالعنف والارهابِ جرَّاء الجرائِم البشِعة التي يرتكبها الارهابيّون ضد الانسانيّة في كل مكان وباسم الدِّين الحنيف وباسم رسول الله صلى الله عليه وإله وانّ نشر علوم هذه المدرسة الحقة التي تمثل الاسلام المحمدي الأَصيل واجب ديني وأخلاقي وتاريخي مهم جدا، لإعادة الروح الى القيم السّماوية الحقيقيَّة والى التَّاريخ الحقيقيِّ للمسلمين والذي لا يمكن ان نجده الّا في هذه المدرسة وأئمتها ورموزها وسيرتهم ومسيرتهم وكما قال المرجع الديني اية الله العظمى السيد صادق الشيرازي ان هذا القرن هو قرن أمير المؤمنين عليه السلام”.
واكدت المؤسسة على انه ينبغي ان “يهتم الجميع بنشر ثقافة مدرسته عليه السلام وبيان اسلوب حكومته وكيفية استيعابه للموافق والمخالف، واعطائه الحرية للمعارضة السياسية و تقديم العون للجميع، حتى انه لا سجين سياسي واحد في دولته، ولا كبت للحريات العامة، ولا فقر في المجتمع”.
بينما كانت الرسالة الثَّانية موجهة الى المسلمين كافة، “فما تمر به الامّة من فقر مدقع ومشاكل سياسية وكبت الحريات من جهة، واحتراب طائِفيٌّ وتجييش عنصري ضدَّ بعضها والذي سالت بسببهِ دماء وانتُهكت أعراض ودُمرت مدن وحضارات ومدنية وتاريخ من جهة اخرى، يبعث على الاسف والاسى، فهل هذه هي أمةٍ محمد صلى الله عليه وآله وهل هذه هي الامّة التي أرادَ ان يبنيها رسول الله صلى الله عليه وآله”.
وتابعت الرسالة “للأسف الشّديد فلقد اضاع المسلمون روح القران الكريم التي تتجلّى في الآيات الكريمةِ التي يسميها المرجع الراحل الامام الشيرازي قدس سِرُّه بآيات البِناء الحضاري ومنها قوله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} وقولهُ تعالى {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}”.
وشددت المؤسسة على انه “ينبغي العودة الى هذه الآيات لأحيائها في نفوس الامّة لتتمكن من اعادة صياغة شخصيتها بين امم العالم من جديد، لتعود سيدة نفسها تتعامل مع الامم الاخرى”.
واما الرسالة الثَّالثة فقد وجهت الى حكام البلاد الاسلاميّة، ونصها “الى متى تظلّ شعوبِنا ضحيَّة الصّراعات السّياسية التي تجيِّش من اجلها اموال البلاد الاسلاميّة فتبددها في حروب عبثيّة لم تنتج الّا الدّمار والخراب والتخلُّف والمرض؟! فيما تعيش أغلبية شعوبِنا تحت خط الفقر، وبلادنا عالة على الاخرين تستورد منهم كل شيء ولا تنتج شيئا حتَّى تحوَّلت الامّة بكاملها الى أمة مستهلكة؟!”.
وطالبت المؤسسة بانّنا “ندعو حكام بلاد المسلمين الى تحكيم المصالح العليا للأمة لاعادة النَّظر في السّياسات العامة المتبعة! بِما يضمن ستة امور وهي احترام حقوق الانسان ومبدأ تكافُؤ الفُرص والعدالة والمساواة والغاء كافة انواع التّمييز والامر الرابع هو خلق فرص العمل خاصَّةً للنشء الجديد واعادة النَّظر في المناهج التّعليمية والتربويّة بما يُحقِّق ثقافة السّلم والتَّعايش للقضاءِ على ظاهرة العُنف والارهاب التي مصدرها الكراهيّة والغاء الاخر واخيرا خلق الارضيّة اللّازمة والمناسبة لتحقيق المشاركة الحقيقيَّة للمجتمع في الشّأن العام، وفِي عمليَّات الإعمار والبناء والاستثمار والتّنمية المستدامة”.