موسكو ….. يبدو أن مدينة تدمر السورية، بتراثها التاريخي الذي لا يقدر بثمن، محكومة بأن تسجل بصمات كل من مروا بها، من غزاة أو عصابات إرهابية عابرة أو… «محررين».
وراقب العالم بفزع قيام تنظيم «داعش» بتدمير جزء من آثارها، خصوصاً المسرح القديم الذي شهد عرضاً موسيقياً ضخماً للأوركسترا الروسية ربيع العام الماضي، احتفالاً بـ «تحرير» المدينة أول مرة، قبل أن يستعيدها «داعش» و «ينتقم» من آثارها.
لكن إعادة السيطرة على تدمر في آذار (مارس) الماضي، والذي ساهمت فيه في شكل واسع القوات الخاصة الروسية، لم تنه كما ظهر لاحقاً، معاناة التراث التاريخي للمدينة.
وأسفر نشر صور أمس، التقطتها عدسة مصور وكالة «نوفوستي» الرسمية الروسية كيريل رومانوفسكي عن صدمة كبرى، إذ أظهرت كتابات باللغة الروسية حفرها الجنود الروس على الأعمدة وبقايا المنشآت التاريخية.
وتسربت الصور إلى صحيفة «آر بي كا» الرصينة، وأثارت جدلاً واسعاً على شبكات الإعلام الإلكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي.
وأظهرت الصور عبارات حفرت في الصخر على الأعمدة التاريخية، بينها كلمات «غروزني» (عاصمة الشيشان) و «نينا» (اسم فتاة) كما ظهرت عبارات لم يفهم معناها ويرجح أن تكون رموزاً خاصة لتشكيلات عسكرية، بينها «غاليتش كاليمات» و «سامارا 4157».
والمفارقة أن وكالة «نوفوستي» التي تجنبت نشر صور مراسلها أفردت خلال الأسبوعين الأخيرين مساحات لمقالات عدة تحدثت عن خطط لـ «إعادة إعمار وترميم آثار المدينة التي دمرها الإرهابيون» مؤكدة أن 80 في المئة من آثار المدينة «لم يطاوله تخريب داعش».