القاهرة – المحرر الاثرى – فى احتفالية كبرى بقاعة أحمد كمال بمقر وزارة الآثار بالزمالك ،أعلن الدكتور خالد العنانى وزير الآثار مساء الثلاثاء ، اكتشاف جديد خاص بمخطوط بالمبسست المحفوظ بمكتبة دير سانت كاترين فى حضور وزير الاتصالات والسياسات الرقمية اليونانى نيكوس بآبار (Nikos Papa)، ووزير الثقافة المصرى الكاتب الصحفى حلمى النمنم ،ووزير الاتصالات المصرى المهندس ياسر القاضى ،ووزير السياحة يحيى راشد ،واللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، والمطران دميانوس مطران دير سانت كاترين، وسفير اليونان بالقاهرة مايكل ديارنيسيس (Michael C. Diamessis)، والسفير القبرصى بالقاهرة شاريس ماريتسيس Charis Moritsis)) ،ومجموعة من سفراء الدول الأجنبية ،و المعاهد الأثرية الأجنبية ،ورجال الدين.
اهمية الكشف
وأكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى، وأحد فريق البحث الذى قام بإعداد التقرير العلمى للمخطوط عن وزارة الآثار ،أن أهمية اكتشاف كتابات مخطوط بالمبسست المحفوظ بمكتبة دير سانت كاترين، أنها تلقى الضوء على أقدم مخطوطات الدير، ومنها هذا الإنجيل بالترجمة السريانية، وهى أقدم نسخة معروفة للإنجيل باللغة السريانية.
ويظن أنها مترجمة عن أصل يونانى فى القرن الثانى الميلادى ،ويجذب أنظار العالم لأهمية مكتبة دير سانت كاترين والذى يتم تطوير قاعاتها حاليًا .
الثانية عالميا
ويضيف د. ريحان أن مكتبة دير سانت كاترين هى الثانية على مستوى العالم بعد مكتبة الفاتيكان، من حيث أهمية وقدم مخطوطاتها حيث تحوى ستة آلاف مخطوط ،بالإضافة لألف كتاب حديث منها 2319 مخطوط يونانى، 284 مخطوط لاتينى، 600 مخطوط عربى، 86 مخطوط جورجيانى، بالإضافة إلى المخطوطات السوريانية، القبطية، الأثيوبية، السلافية الأمهرية، الأرمينية، الإنجليزية، الفرنسية والبولندية.
القرن الرابع
وهى مخطوطات دينية، تاريخية، جغرافية وفلسفية ، وأقدم هذه المخطوطات يعود للقرن الرابع الميلادى، وبعض هذه المخطوطات كتبت فى سيناء، وبعضها من فلسطين وسوريا واليونان وإيطاليا، وبعضها يحمل أسماء الناسخين دون الإشارة لمكان مثل سليمان الشماس نوجورج ونيكولاس فى القرن الثانى عشر ،والثالث عشر الميلادى، وبالمكتبة ألف وثيقة تحمل تطور الخط العربى الديوانى بين القرن الثانى عشر والتاسع عشر الميلادى.
ويشير د. ريحان لأقدم ثلاثة مخطوطات بالمكتبة والتى تؤكد تلاقى الأديان والحضارات على أرض مصر، وهى التوراة اليونانية المعروفة باسم كودكس سيناتيكوس، وهى نسخة خطية غير تامة من التوراة اليونانية، كتبها أسبيوس أسقف قيصرية عام 331م تنفيذًا لأمر الإمبراطور قسطنطين ثم أهداها جستنيان للدير عام 560م، واكتشفها فى الدير تشيندروف (الروسى الجنسية وفى بعض المراجع الألمانى الجنسية) عام 1869م فى عهد المطران كالستراتس.
عودة المخطوط
وحملها إلى بطرسبورج، وعرضها على إسكندر الثانى قيصر روسيا فاشتراها من الدير بثمانية آلاف فرنك وطبع منها عدة نسخ، وأرسل للدير نسخة وظل الأصل عنده حتى عام 1923م حين باعتها الحكومـــة الروسية للمتحف البريطانى مقابل مائة ألف جنيه استرلينى، وقد تقدم د. ريحان رسميًا بمذكرة علمية لوزارة الآثار لعودة هذا المخطوط الهام من روسيا وألمانيا.
ويتابع د. ريحان أن المخطوط الثانى هو المخطوط موضع الاكتشاف وهو الإنجيل باللغة السريانية ،والمخطوط الثالث هى العهدة النبوية ،وهو كتاب العهد الذى كتب للدير فى عهد نبى الله محمد عليه الصلاة والسلام، وكان الأصل محفوظًا فى الدير إلى أن فتح السلطان سليم مصر 1517م فأخذ الأصل، وأعطاهم نسخة معتمدة منه مع ترجمتها بالتركية.
وفى المكتبة الآن عدة نسخ منها بعضها على رق غزال وبعضها على ورق متين وبعضها فى دفتر خاص، وهو العهد الذى يؤمّن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الكتاب على أموالهم وأنفسهم وممتلكاتهم ، وقد تقدم د. ريحان أيضَا رسميًا بمذكرة علمية لوزارة الآثار لعودة هذه العهدة من تركيا.
ملتقى الحجاج
ويضيف د. ريحان أن احتفالية وزارة الآثار باكتشاف المخطوط تؤكد أهمية دير سانت كاترين أشهر أديرة العالم محط أنظار العالم، وملتقى المقدّسين المسيحيين فى طريق رحلتهم المقدسة إلى القدس عبر سيناء ،والحجاج المسلمين فى طريقهم البحرى إلى جدة عبر ميناء طور سيناء ،حيث يتوجه الحاج المسلم مع المقدّس المسيحى فى نفس الباخرة من ميناء السويس إلى ميناء طور سيناء ،ومنها بريًا عبر وادى حبران (الوادى الذى عبره نبى الله موسى من قبل ليتلقى ألواح الشريعة) إلى دير سانت كاترين.
وترك الحجاج المسلمون كتاباتهم فى محراب الجامع الفاطمى داخل الدير الذى بنى فى عهد الخليفة الآمر بأحكام الله 500هـ 1106م ،وترك المقدّسون المسيحيون كتاباتهم وذكرياتهم على الجبال بالمنطقة ،وبعد زيارة الأماكن المقدسة بالوادى المقدس طوى يكمل المقدس المسيحى سيره إلى القدس، ويعود الحاج المسلم عبر وادى حبران إلى ميناء طور سيناء ،ومنها إلى جدة ومنها إلى مكة المكرمة .
ويتابع بأن هذا الكشف يؤكد مدى التعاون والتنسيق بين الجهات المختلفة بمنطقة دير سانت كاترين من إدارة الدير والمنطقة الأثرية ،ومجلس المدينة والجهات الأمنية، ووزارة البيئة والسياحة، وكل الجهات لتطوير دير سانت كاترين وتأمينه كأهم أديرة العالم ،وأهم المزارات للسياحة الروحية فى مصر والعالم.