اعتمدت الحكومة خطة التنمية المستدامة لعام 2030، فالسياحة المستدامة هي السياحة التي يمارسها الزوار مع خلق تأثير إيجابي على كل من البيئة والمجتمع والإقتصاد لتلك الدول.
وقد أعلنت منظمة السياحة العالمية عن أهداف التنمية حيث تحتل السياحة المستدامة موقعاً راسخاً في خطتها والتي من أهم أهدافها الحد من الفقر بكافة أشكاله عن طريق تعزيز النمو الإقتصادي والتنمية على كافة المستويات، وتوفير الدخل عبر خلق فرص العمل، إضافة إلى تعزيز فرص التعليم والتدريب المهني مع ضمان التعليم الجيد والشامل والثقافة البنّاءة.
وأصبحت التنمية المستدامة موضوعاً غاية في الأهمية في السنوات الأخيرة حيث تشير التقديرات الى أنه وبحلول عام 2050 سيصل عدد سكان العالم الى 9 مليارات نسمة، الأمر الذي سينتج عنه حاجة ملحة لمعالجة التحديات التي تقف في طريق تحقيق التنمية المستدامة، أهمها خفض معدلات تلوث الهواء واستخدام الطاقة النظيفة، وصولاً الى ضمان موارد مائية نظيفة ومصادر غذائية صحية ومناسبة.
وما زال قطاع البناء يشهد تزايداً مستمراً وذلك بسبب الإنفجار السكاني وزيادة معدلات التحضر للعيش في المدن، الأمر الذي أدى الى زيادة في معدل انبعاثات الكربون والنفايات بكافة أشكالها والتي ثؤثر سلباً على كافة أشكال الحياة.
أما دور السياحة في تحقيق التنمية المستدامة فقد برز في عدة مواضيع منها انها مكنت المرأة بطرق متعددة من أهمها توفير الأعمال المدرة للدخل في الشركات السياحية والمنشآت الفندقية على اعتبار أن قطاع السياحة يعتبر من القطاعات التي تستحوذ فيها النساء العاملات ورائدات في الأعمال على أعلى الدرجات.
كذلك تعتبر السياحة من القوى التي لا يستهان بقدرتها بدفع عجلة النمو الإقتصادي العالمي، فهي تُتيح في الوقت الحالي فرصة عمل واحدة من أصل 11 فرصة عمل في جميع أنحاء العالم والتي من خلالها تمكن المجتمع وخاصة الفئات العمرية الشابة من كلا الجنسين من الإستفادة لتعزيز وتطوير مهاراتهم المهنية.
وتعتمد التنمية السياحية على جودة البنى التحتية العامة منها والمجهزة من القطاع الخاص، فضلا عن توفير بيئة مناسبة للإبتكار. خاصة في المجتمعات المحلية حيث تساهم بنسبة كبيرة من الفائدة لتلك المجتمعات وعلى كافة المستويات.
لذا يجب على القطاع السياحي ان يحفز بكافة الطرق الحكومة من أجل العمل على تحسين البنى التحتية وتحديث الصناعات بما يجعلها أكثر استدامة وكفاءة من حيث استخدامات الطاقة وبالتالي خفض الكلف التشغيلية مما يساعد في خفض اسعار وزيادة التنافسية وجذب عدد اكبر من السياح.
ويمكن للقطاع السياحي أن يلعب دوراً هاماً في الإسراع في تحقيق الإستدامة حيث أنه يعتمد حالياً على ممارسات الإستهلاك والإنتاج المستدامين وذلك من خلال دفع وتنفيذ برامج لرصد تأثيرات التنمية المستدامة على السياحة المستدامة التي توفر فرص العمل وتعزز الثقافة واستهلاك المنتجات المحلية.
نقلا عن الرأى