بقلم: جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
هناك اتفاق عام بأن المنافسات الرياضية اصبحت مصدرا مهما للمتعة لقطاعات كبيرة من المواطنين في كل دول العالم. إنها وعلي هذا الأساس وبالتخطيط والتسويق تعد من أهم مصادر الجذب السياحي وهو وللأسف ما لا يتوافر لدينا في مصر.
كل الخبراء والعالمون بأمور التسويق والترويج السياحي الذي يستهدف تحقيق أعلي العوائد الاقتصادية يدركون ويؤمنون بما أصبحت تمثله الرياضة خاصة منافسات كرة القدم من اجتذاب لقطاع هائل من السياح هواة هذه اللعبة.
في هذا الاطار فإن مبادرة الاتحاد العربي لكرة القدم بالتنسيق مع الاتحاد المصري لاقامة دورة تنافسية للكرة تشارك فيها العديد من النوادي العربية البارزة.. هي بكل المقاييس خطوة مهمة تستحق التقدير والاشادة.
من ناحية أخري فإن الايجابية الاخوية التي وصلت إليها العلاقات المصرية العربية ساهمت وبشكل فعال في إقامة هذه المسابقة بمصر. تبدأ فعاليات المباريات التي يشارك فيها أشهر النوادي العربية بعد غد »السبت».
رغم ما كان من »لت وعجن» والتصريحات التي تتسم بعدم المسئولية فقد تأكد مشاركة قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك. هذه المنافسة الكروية العربية سوف تكون لمصلحة الترابط الشعبي العربي وحركة السياحة العربية التي تتصاعد خلال موسم الصيف.
> > >
لايقتصر ما تجنيه السياحة من عوائد علي اقامة المنافسات الرياضية خاصة الشعبية مثل كرة القدم.. وإنما هناك أنشطة أخري مهمة في هذا المجال يمكن التركيز عليها. يأتي في مقدمة هذه الأنشطة اقامة معسكرات التدريب والإعداد للفرق الرياضية سواء العربية أو الأجنبية.
بوادر استفادة السياحة المصرية من هذا النشاط تمثلت في اقدام بعض النوادي العربية خاصة السعودية علي تنظيم معسكرات لفرقها الكروية في مصر استعدادا للموسم الرياضي الجديد الذي يبدأ بعد اجازة الصيف. تشجيع اقامة هذه المعسكرات يتطلب توفير الملاعب والمتطلبات الاخري اللازمة إلي جانب فنادق الاقامة وفق برامج عالية المستوي يتم الترويج لها. لا يخفي علي أحد أن العائد من وراء هذه النوعية السياحية يساوي ٥ أضعاف ما تحققه الأنشطة السياحية الأخري.
> > >
تعظيم الاستثمار السياحي للأنشطة الرياضية ليس جديدا حيث أنه يشهد تنافسا بين الدول علي جذب اقامة المسابقات الدولية علي أرضها. يأتي ذلك بعد أن ثبت يقينا ما يتحقق من ورائها من عوائد اقتصادية تشمل جميع المجالات.
كم أتمني أن يكون هناك اهتمام حقيقي وحرص فاعل بهذا الأمر من جانب وزارة السياحة والشركات السياحية المصرية حتي لو تطلب الأمر الاستعانة بالخبرات الدولية المتوافرة. إن كل المقومات والامكانات من كل النواحي مهيأة تماما لأن تكون مصر مركزا لاقامة مباريات ومعسكرات كرة القدم وكل الأنشطة الرياضية الأخري.
هل لدينا من يسمع ويفهم ولديه الرغبة في خدمة السياحة والدولة. ان الترويج للسياحة باعتباره قاطرة للاقتصاد لايتم بالكلام والتصريحات. وانما تحقيق ذلك يتطلب الخبرة وبعد النظر وتوافر ملكة الخلق والتجديد.