في شاطئ سانت مارتن الكاريبي الشهير ، تقف جموع السائحين منذ زمن بعيد يرقبون تحليق الطائرات و يترقبون لحظات الوصول و المغادرة لتلك الطائرات .
يقبع مطار جوليانا الدولي الخطر ، بين جبل و شاطئ سانت مارتن ، ولا يفصل مدرج المطار و السياح المصطافين إلا طريق و سياج يتمسك به الكثير من السياح الراغبين في تجربة الشعور بقوة و تحدي قوة التيار أو العاصفة الهوائية الشديدة التي تنبعث من محركات الطائرات النفاثة .
في شاطئ سانت مارتن و على أسوار مطار جوليانا ، ألتقطت آلاف آلاف الصور و نقشت أجمل الذكريات ، وعلى رمال الشاطئ كانت على الدوام ، جموع السائحين تتراقص على أنغام و أزيز الطائرات القادمة ، و ترقب بأبصارها الراحلون ” طائرات و سياح من أرجاء العالم ” .
كان السياح يتلهفون للقاء كل طائرة بالسلام و السعادة و التحايا ، و كان بعضهم يستشعر السعادة في مواضع الخطر في تحد لعواصف الهواء المنبعث من الطائرات ، عند أسوار المطار ، الذي يفصلهم عنه طريق .
على سياج المدرج ، كانت من قديم و لا تزال تتعلق و تشتبك به ايادي السياح ” المغامرين ” ، في تحد صارخ لعواصف الطائرات و لافتات التنبيه للأخطار ، يقف الكثير منهم غير مبالين أحيانا يقاومون التيار و أحيانا يتطايرون و يسلمون و احيانا تكون المأساة و الفاجعة بسقوط مميت ، كما حدث قبل أيام ، عندما تطايرت و سقطت على رصيف من أسمنت ، سائحة فقيدة من نيوزيلاند .
إن ما حدث للسائحة أمر جلل و محزن ، لعائلتها و لأحبائها و لكل إنسان يحب الخير لأخيه الإنسان . و إن عائلة الففيدة قالت بأن ما فعلوه كان خطأ ، و إن لافتات التحذير من الخطر كانت واضحة ! . إن ما يقوم به الكثير من السياح باقترابهم و دخولهم المناطق الخطرة ، أمر محزن و غير مبرر و لا منطقي .
في هذه المناسبة أود أن أعرب عن تعاطفي العميق مع عائلة و أحباء السائحة الفقيدة ، و أتوجه إلى جموع السياح حول العالم ، برسالة مفادها ” إن الأخذ بتعليمات الأمان و السلامة ، في شاطئ سانت مارتن و في كل الأماكن ، أمرا في غاية الأهمية ، و أن يتنبهوا و يأخذوا النصائح ، مأخذ الجد ، و أن يتحلوا بروح المسؤولية ، لكي لا تكون نهاية الرحلات و الأيام السعيدة ، مآسي و أحزان و ندم.