بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
ما كان أحد يتوقع هذه الزيادة في أسعار تذاكر طيران رحلات الحج هذا العام. نعم.. نحن نقدر تداعيات إنخفاض سعر الجنيه بعد تحرير سعر الصرف.. ولكن الحجاج ما كانوا ينتظرون أن تصل الأسعار إلي هذه القيمة.
كان من الطبيعي الشعور بالمفاجأة والصدمة والدهشة من هذه الأسعار غير المتوقعة لتذاكر الحج. إنها وبالزيادات التي بلغت أكثر من أسعار العام الماضي بنسبة 40٪ تعد عبئا ثقيلا علي حجاج بيت الله خاصة الطبقات التي تكافح وتوفر من قوتها لاداء هذه الفريضة الدينية.
ما كان متوقعا أن تكون هناك زيادة في الأسعار بهذه القيمة.. لكن وعلي ضوء انخفاض سعر الجنيه بعد تحرير سعر الصرف فإن المسئولين في مصر للطيران يقولون أن الأسعار الجديدة أقل مما كان يجب أن تكون عليه. أكدوا أن نسبتها أقل مما طرأ من ارتفاعات علي أسعار خدمات الحج التي يتم تقديمها للحجاج في المملكة العربية السعودية.
كان يجب أن يوضع في الاعتبار عند تقدير القيمة علي أساس سعر الدولار أن جانبا كبيرا من الخدمات التي تقدمها مصر للطيران لا يتم تمويله بالعملات الأجنبية. إن الإقدام علي هذه الزيادة وبهذا القدر يدخل في إطار التجاوزمن وجهة نظر الحجاج والشركات السياحية المنظمة لبرنامج الحج.
> > >
كما هو معروف فإن مرتبات العاملين الذين يتجاوزون الـ ٣٠ ألف موظف وعامل يتم دفعها بالجنيه المصري وهو ما يمثل العبء الأساسي وأسباب العجز في موازنة المؤسسة. في نفس الوقت فإن نسبة العاملين الذين يتقاضون أجورهم بالدولار في المحطات الخارجية لا تتجاوز ٣٪ من هذا العدد.
في نفس الوقت لابد وأن يوضع في الحسبان قيمة الخدمات التي تحصل عليها الشركة في المطارات الخارجية ويتم دفعها بالعملات الأجنبية. حول هذا الشأن أيضا فإنه لا يمكن إنكار أن جانبا كبيرا من إنفاق المؤسسة علي تسيير أعمالها وخدماتها يتم في الخارج بالعملات الأجنبية المقيَّمة بالأسعار الجديدة للجنيه.. رغم كل هذا فانه ليس من الانصاف تحميل تذاكر السفر للحج هذه الزيادات.
وفقا لهذه المعادلة فإنه من الممكن إعادة النظر في هذه الأسعار بما يسمح للمؤسسة بالربح المعقول دون تحميلها أي خسائر. بالطبع فإنه كان من الضروري أن يدخل ضمن عملية تقدير أسعار تذاكر الحج خلو معظم الرحلات التي تنقل الحجاج بين القاهرة وجدة خلال هذا الموسم من الركاب. في هذا الشأن كان يمكن مع الاهتمام بالتسويق والترويج استثمار وعرض هذه المقاعد الخالية بأسعار تنافسية لاغراء وجذب المزيد من السياح والسعوديين لقضاء أجازاتهم بمصر.
> > >
كلنا كمصريين نعتز بمصر للطيران والمسئوليات التي تقوم بها في عمليات النقل الجوي حاملة علم مصر.. كما أننا نقدر أيضا ظروف اعتمادها علي مواردها الخاصة للقيام بهذه المهام إلي جانب برامج دعم وتمويل تجديد أسطولها. في هذا الإطار أيضا لابد من الاعتراف بالمشاكل التي واجهتها مصر للطيران بعد ثور ٢٥ يناير نتيجة حالةالفوضي وعدم الإنضباط وما ترتب عليها من إنحسار لحركة السفر وهو ما كان محصلته خسائر فادحة لها.
رغم كل هذا فإنني أناشد وزير الطيران شريف فتحي ورئيس مصر للطيران القابضة صفوت مسلم ورئيس شركة الخطوط كابتن شريف عزت إعادة النظر في أسعار الحج لهذا العام وعمل ما يمكن للتخفيف عن حجاج بيت الله.
تقييم هذه التطورات المحيطة بحركة أداء فريضة الحج تشير إلي أنه سيترتب علي تعاظم التكلفة والمعاناة تراجع اعداد الحجاج بنسبة لا تقل عن ٣٠٪. استعادة الحركة لجانب من عافتيها أصبح مرهون بتحسن قيمة الجنيه المصري وهو الأمر الذي يمكن أن يتحقق ويلحق بموسم الحج العام القادم باذن الله.