بعد «نهر الجديدة» على C.N.N.. أهرامات في مرفأ بيروت
بيروت ….. باتت النفايات معلماً تراثياً جديداً في لبنان، حيث اتخذت أكياسها أشكالاً وألواناً متنوّعة، وتناولتها وسائل الإعلام الدولية مثل C.N.N وغيرها، لتلفت الرأي العام العالمي والدولي إلى «سياحة النفايات» التي تنتظرهم في المناطق اللبنانية، بدءاً من مرفأ بيروت الذي تتكدّس فيه النفايات على شكل أهرامات بيضاء في أكياس متراصة فوق بعضها البعض، لتثير إعجاب الناظرين إليها، لا سيما حين تبدأ القوارض تخرج من بينها، وتصبح مرتعاً غذائياً مهماً لها..
فيما تفوح الروائح العفنة والنتنة على مسافة أميال من حرم المرفأ، لتنشر ثقافة جديدة بدأت مسيرتها في «سياحة النفايات».. لتتواصل أهرامات النفايات في المرفأ مع نهر النفايات الأبيض، الذي نشرته وسائل الإعلام في منطقة الجديدة الواقعة عند مدخل العاصمة بيروت – قضاء المتن، حيث أكثر من 150 طنّاً من النفايات مصدرها منطقة الجديدة ومناطق أخرى، بين منازل المواطنين.. دون أنْ يغيب عن بالنا نهر بيروت – الكرنتينا، الذي سبحت فيه النفايات على مدى موسم الشتاء.. لتزيد من الأماكن التراثية الجديدة في لبنان!!!
إهرامات النفايات في مرفأ بيروت، التي كانت تنتظر رحلة تسفيرها إلى روسيا وحل خلافات المسؤولين حول مصيرها، لا تزال تنتظر جاثية على أرض المرفأ.. أشكال بيضاء وملطخة بالسواد الذي بدأ يخرج منها.. أشكال وألوان وروائح لا شك أنّها ستثير دهشة من سيسيحون حولها بفعل الغازات المتصاعدة منها..!
مشاهد «دراماتيكية» للمشهد اللبناني، وما آلت إليه أوضاع البلد بعد عزّ عاشه لبنان في السبعينات.. ها هي إهرامات النفايات باتت واجهة لبنان البحرية نحو العالم، تزيد من تعتيم الصورة.. وتطرح أكثر من علامة استفهام حول مصيرها والمطامر التي تستعد لاستقبالها.. ومصيرنا كمواطنين والبلدان التي تستعد لاستقبالنا، فيما لو استمرّت المسرحية المهزلة للمسؤولين.. والسيناريو المزعج الذي يتداولون فيه.. قبل أنْ يتوسْع ويكبر شكل النفايات في كل مكان من لبنان.
نقلا عن اللواء