اليمن – تقرير : معين الصيادي
على مدار أكثر من عامين، واليمن تتعرض لعدوان تقوم به قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، مصحوباً بحضر (بري- بحري – جوي)، تكبدت على إثره كافة القطاعات الاقتصادية بينها قطاع السياحة اليمنية والقطاعات المرتبطة به، خسائر فادحة، قدّرت حجم خسائرها خلال عامين بأكثر من (6,477) ستة مليارات وأربعمائة وسبعة وسبعين مليون دولار، بالإضافة إلى تدمير تنوع ما بين (جزئي – وكلي) لأكثر من (85) مدينة أثرية ومعلما تاريخيا، وتوقفت جميع شركات الطيران (عدا شركة طيران اليمنية برحلات محدودة جدا) وأغلقت الوكالات السياحية والموانئ بالإضافة إلى تدمير أكثر من (206) منشأة سياحية في معظم المحافظات اليمنية وفقا لما تمكنا من الحصول عليه من معلومات نظراً لصعوبة الدخول إلى بعض المحافظات لتحديد حجم الأضرار.
وقد قدّرت حجم الخسائر المالية لقطاع السياحة على مدار العامين الماضيين بأكثر من (4,5) مليار دولار، بينما تكبد مجلس الترويج السياحي خسائر قدّرت بأكثر من (9) مليون دولار.
كما أن العدوان السعودي والمصحوب بحضر بري وبحري وجوي أدى إلى إيقاف كافة الرحلات إلى اليمن، بالإضافة إلى تدمير معظم المطارات والموانئ اليمنية وخروجها عن الخدمة, هذا وكشفت الدراسة التي قامت بها وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي- حول تقييم الأضرار وحجم الدمار الذي لحق بالقطاع السياحي والخدمات المرتبطة بهذه الصناعة خلال العامين المنصرمين بالتنسيق مع المركز اليمني للاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية- كشفت عن تسجيل تراجع كبير جدا في رحلات شركات الطيران العاملة في الجمهورية اليمنية من (223) رحلة أسبوعيا إلى (17) رحلة أسبوعيا، بواقع (14) رحلة أسبوعية لطيران اليمنية بدلا من (102) رحلة، بينما تراجعت رحلات طيران السعيدة من (55) رحلة إلى (3) رحلات أسبوعية، أما بالنسبة لكل من شركات الطيران العربية والأجنبية، ورحلات الهبوط الفني، فقد سجلت (صفر) رحلة بعد أن كانت الرحلات الأسبوعية لكل منها تتفاوت ما بين (52) و (14) رحلة.
وعلى سبيل المثال فإن شركة طيران اليمنية منذ الشهر الأول للعدوان تكبدت خسائر بلغت أكثر من (12) مليون دولار – حسب تصريح مصدر مسؤول في شركة طيران اليمنية نشرته صحيفة السياحة في نوفمبر 2015م – أي أن حجم خسائر شركة طيران اليمنية خلال العامين بلغت ما يقارب من (288) مليون دولار؛وتظل هذا الأرقام قابلة للزيادة في ظل استمرار العدوان السعودي الأمريكي على اليمن.
وتكبدت الوكالات السياحية جراء هذا العدوان خسائر بلغت أكثر من (1,2) مليار دولار، وقد كانت حينها على وشك استقدام مجموعات سياحية من كل من روسيا وبلدان شرق آسيا، وشرق أوروبا. بينما بلغت حجم خسائر الفنادق السياحية (480) مليون دولار.
ناهيك عن الأضرار المختلفة في البنية التحتية, والمتمثلة في دمار للمباني والمرافق والموانئ, والطائرات التي استهدفت بشكل مباشر، ويشار إلى أن حجم خسائر قطاع السياحة في تزايد مستمر مع استمرار العدوان السعودي الأمريكي الذي تقوده السعودية على بلادنا اليمن,وتماديه في التدمير والخراب والانتقام الحضاري والتاريخي من اليمن أرضا وإنسانا.
ضحايا مدنية
أكثر من عامين، أي أكثر من (700) يوم، واليمن (أرضاً وإنساناً) يتعرض لأبشع عدوان تحالفت به (17) دولة بقيادة المملكة العربية السعودية، وبدعم لوجستي أمريكي وإسرائيلي، صاحبه حضر (بري وبحري وجوي)، منذ الأيام الأولى للعدوان ان لم يكن منذ ساعاته الأولى، استهدف البنية التحتية للبلاد بمختلف أنواعها ومقدّراتها الاقتصادية والإنسانية والثقافية والتاريخية وغيرها، من بينها القطاع السياحي، ملحقا بها أضرار وخسائر قدّرت بمئات مليارات الدولارات ، بالإضافة الى نزوح مئات الأسر اليمنية، وتسريح آلاف الموظفين من وظائفهم وأعمالهم، وسقوط أكثر من (32749) ضحية مدنية تنوعت ما بين قتيل وجريح بينها أكثر من (5100) طفل و (3900) امرأة – حسب إحصائية أجراها المركز القانوني للحقوق والتنمية في اليمن- وغير ذلك من الأضرار والخسائر والضحايا التي تتزايد من يوم إلى آخر في ظل استمرار العدوان..الخ
أعلى نسبة انخفاض
القطاع السياحي في اليمن… واحد من تلك القطاعات الاقتصادية التي استهدفها العدوان خلال العامين المنصرمين مصحوبا بالحضر (بري وبحري وجوي)، بصورة ممنهجة وحاقدة، وبشكل مباشر وغير مباشر، الحق أضراراً بأكثر من (206) منشأة سياحية، و(85) مدينة تاريخية ومعلما أثريا، في مختلف المناطق اليمنية، حيث سجل هذا القطاع خلال العامين المنصرمين أعلى نسبة انخفاض لم يشهدها من قبل – حسب تقارير عدد من المنظمات المحلية والدولية.
أضرار تدميرية
منشأت أمانة العاصمة صنعاء كان لها نصيب من ذلك – حسب دراسة حديثة قامت بها وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي ، حول (تقييم الأضرار وحجم الدمار الذي لحق بالقطاع السياحي في أمانة العاصمة صنعاء)، والتي تمت بالتنسيق مع المركز اليمني للاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية، بهدف الاستفادة من تقنية الاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات، في متابعة صور الأقمار الصناعية عالية الدقة، ومعالجتها ومقارنة التغيير فيها لفترات زمنية مختلفة – كشفت عن تضرر قرابة (135) منشأة تقدم خدمات متنوعة متعلقة بالنشاط السياحي، تضم خدمات الإيواء المكونة من (فندق – مدينة سياحية – حمام سياحي – استراحة – منتجع)، وأماكن الأكل والشراب المكونة من (مطعم – كافيه)، ومواقع الترفيه وتشمل (حديقة – استراحة – منتزه – قاعة مناسبات)، كذلك أيضاً الأماكن التعليمية والتي تشمل (مراكز ومعاهد تدريب سياحية)، وخدمات النقل (وكالة سياحية – تأجير سيارات)، حيث تنوعت أضرارها التدميرية ما بين خفيف ومتوسط وحاد وكلي.
محصلة النشاط السياحي
حركة السياحة الدولية الوافدة من مختلف أقاليم ودول العالم إلى اليمن هي الأخرى سجلت تراجعا كبيرا خلال العام 2015م، وصل إلى حوالى (398494) سائحا، بانخفاض كبير بلغ حوالى (-819.033) سائحا مقارنة بالعام 2014م، حيث بلغت نسبة الانخفاض (-67%)، وما تبقى من النسبة وهي حوالى 33% تمثل محصلة للنشاط السياحي الذي تحقق في الربع الأول من العام 2015م – حسب تقرير رسمي لوزارة السياحة.
خسائر السفريات والسياحة
إلى ذلك بلغ حجم خسائر الإيرادات السنوية لقطاع السفريات والسياحة وغيرها من الخدمات المرتبطة به، فقد تأثرت بنسبة كبيرة تراوحت ما بين (75 – 99)%، حيث انخفض معدل الإيرادات السنوية لقطاع السفريات والسياحة مسجلا خسارة بلغت قرابة (86400000) مليون دولار، في حين كانت تبلغ إيراداته السنوية (96000000) مليون دولار، اي بنسبة انخفاض بلغت 90%، كما بلغت نسبة انخفاض قطاع الشحن الجوي 90%، بخسارة بلغت قرابة (10800000) مليون دولار، بعد ان كان معدل إيراده السنوي يبلغ (12000000) مليون دولار، وبلغت نسبة انخفاض إيرادات أنظمة الحجز الآلي 95% بخسائر بلغت (6840000) مليون دولار، في الوقت الذي كان يبلغ إيرادها السنوي (7200000) مليون دولار، بينما سجلت إيرادات مقدمي حقوق الامتياز والأسواق الحرة أعلى نسبة انخفاض في هذه القطاعات بلغت 99%، بخسائر بلغت (12375000) مليون دولار، بعد ان كانت تسجل إيراداتها السنوية (12500000) مليون دولار.
أما بالنسبة لمعدل انخفاض إيرادات القطاعات المرتبطة بشكل مباشر بقطاع السفريات والسياحة فقد بلغ ما يقارب 75% بخسائر بلغت (15000000) مليون دولار، بدلا من كونها كانت تسجل إيراداً سنويا يبلغ ما يقارب (20000000) مليون دولار، وبهذا بلغ إجمالي الخسائر الأولية السنوية لهذه القطاعات قرابة (131415000) مليون دولار – حسب تقرير صادر عن وزارة النقل في أكتوبر 2016م.
هذا وتظل الخسائر في تزايد مستمر في ظل استمرار العدوان السعودي الامريكي على اليمن بكل وحشية ، بالمقابل تظل الضحايا البشرية في ظل ارتفاع متزايد، هو أيضا حال التحدي والإصرار والصمود اليمني الذي لن تثنيه عنجهية وغرور وتجبر طغاة العدوان..