مكة المكرمة “المسلة” …. أنشأت وزارة الحج والعمرة مراكز لخدمات الحجاج والمعتمرين في المنطقتين المركزيتين حول الحرم المكي الشريف والمسجد النبوي بصفة خاصة، وفي مختلف الأحياء التي يقطن فيها الحجاج في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة على وجه العموم، وذلك انطلاقا من إستراتيجية الوزارة في تقديم خدمات رفيعة ومتقدمة لضيوف الرحمن، من حجاج ومعتمرين وزوار لمسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وتعد هذه المراكز الخدمية الميدانية، التي تم تشييدها بشكل معماري وهندسي متميز، وتجهيزها وتزويدها بما يلزم من وسائل التقنية الحديثة، من أهم محطات خدمة الحجاج ، لما تمتلكه من شبكة مدربة من الكوادر البشرية والخدمات التقنية المزودة بأجهزة اتصالات سلكية ولا سلكية فعالة، ومنظومة حاسب آلي متطورة، مزودة ببرامج فعّالة، مع توفير قاعدة بيانات في شبكة الحاسب الآلي الموزعة في جميع هذه المراكز، والمرتبطة بالحاسب المركزي بالوزارة، التي تتيح معلومات كاملة عن الحاج وبشكل مفصل، وتحقق سهولة التعرف على موقع سكنه، ومن ثم توجيهه وإيصاله إليه، وذلك عن طريق الرجوع لمعلوماته في شبكة الحاسب الآلي، أو بواسطة قراءة السوار الإلكتروني الذكي الذي يطوق معصم كل حاج، بواسطة أجهزة “الباركود”، وكذلك عن طريق استخدام الخرائط الإرشادية والرقمية، وبالاستعانة بنظم المعلومات الجغرافية (GIS)، للاستدلال على مواقع الفنادق والدور السكنية بحسب واس.
وتمثل خدمات إرشاد التائهين، وإيصالهم إلى مقرات سكنهم المجاورة لهذه المراكز، من أبرز الخدمات وأهمها، وتمثل نحو 90% من إجمالي خدمات كل مركز من هذه المراكز، حيث أنه في هذه المراكز الحديثة والمتعددة، التي تقدم خدماتها على مدار الـ24 ساعة يومياً، يتم استقبال الحجاج التائهين وضيافتهم والترحيب بهم، وذلك بتقديم ماء زمزم المبارك والعصائر والتمور والحلوى لهم، وإهداؤهم بعض المطبوعات من مطويات وكتيبات إرشادية وتوجيهية بلغاتهم ريثما يتم التعرف على مواقع سكنهم، وتكثر حالات التيه بسبب أن كثيراً من حجاج البيت الحرام من العجزة وكبار السن، وكذلك نظراً لعدم إجادة بعضهم التحدث باللغة العربية، أو للازدحام الشديد، وما يعانونه من إرهاق وتعب نتيجة لرحلتهم الطويلة إلى مكة المكرمة، وتشابه معالم العاصمة المقدسة وطرقها وشوارعها، ولذا يعجزون عن الوصول إلى مقرات سكنهم بعد ذهابهم إلى الحرم المكي الشريف، لأداء مناسك الحج من طواف وسعي وخلافه، أو للصلاة.
وتأتي (الشكاوى) في المرتبة الثانية بعد عملية إرشاد التائهين، وأبرز هذه الشكاوى تتعلق بالخدمات، مثل سوء السكن، أو تردي النظافة فيه، أو بعده عن الحرم الشريف، وذلك من منطلق أن من أبرز مهام هذه المراكز أيضاً، استقبال الحجاج والرد على استفساراتهم، وتلقي شكاويهم وملاحظاتهم في جميع المجالات، وتوجيه الشكوى لجهة الاختصاص، حيث يتم استدعاء مندوب الجهة التي تشرف على خدمة الحاج، واتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة لمحاسبة من يثبت تقصيرهم منهم في أداء المهام المناطة بهم، ومعالجة ما يمكن معالجته بشكل فوري وعاجل، وحل ما قد يعترض ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين من صعوبات – ميدانياً – حيث وظّفت الوزارة عدداً من الشباب السعودي الذي يلم ببعض لغات شعوب العالم الإسلامي لسهولة التواصل معهم.
كما تقوم هذه المراكز الخدمية بتنفيذ برامج المراقبة والمتابعة الميدانية، والتواصل الفوري مع قيادات الوزارة وجميع أطراف منظومة الحج والعمرة لتمكين ضيوف الله الرحمن من أداء نسكهم بكل سهولة واطمئنان، كما يتم تقديم العديد من الخدمات الأخرى، ومنها خدمة الاستعلام الإلكتروني عن معلومات الحاج والمعتمر عن طريق اسمه، مثل: (جنسيته، وعمره، وتاريخ وصوله للمملكة، وتاريخ قدومه إلى مكة المكرمة أو المدينة المنورة، ومقر سكنه، واسم الشركة أو المؤسسة التي تقوم بتقديم خدماتها له)، هذا بالإضافة لتقديم العديد من الخدمات الأخرى، مثل استلام مفقودات الحجاج، مع قيام هذه المراكز بتقديم كثير من الخدمات الأخرى والمتعددة التي يحتاجها الحاج.
ولتفعيل العمل في هذه المراكز الخدمية الميدانية، حرصت وزارة الحج والعمرة على توفير جميع الأجهزة والآليات والمعدات التي تسهم في خدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين وزوار مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتحقيق راحتهم، حيث تم تخصيص أسطول سيارات نقل موحد من أحدث الموديلات وبأجود المواصفات، لنقل الحجاج التائهين من العجزة وكبار السن من هذه المراكز الى مقرات سكنهم خارج المنطقة المركزية، بالإضافة إلى توفير عدد من العربات الكهربائية “القولف”، لنقل الحجاج التائهين من هذه المراكز لمساكنهم الواقعة في المناطق المركزية، ويتم هذا بالتعاون والتنسيق التام بين وزارة الحج والعمرة، وكل من (الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام، وبعض الجهات الأمنية، ومؤسسات الطوافة الأهلية، وشركات ومؤسسات حجاج الداخل وحملات الحج، فيما يتعلق بحجاج الخارج والداخل)، وذلك بهدف تحقيق أهداف “الوزارة” وتجسيدها على أرض الواقع، وذلك بوصفها الجهة المختصة بتنفيذ سياسة الدولة فيما يتعلق بشؤون الحج والحجاج والمعتمرين والزوار، والجهاز الحكومي المحوري الذي يقوم بالتنسيق مع جميع الجهات والقطاعات الحكومية ذات العلاقة بأعمال الحج والعمرة والزيارة، وبوصف هذه الجهات والقطاعات، شركاء أساسيون وأصليون في تقديم الخدمات، ومن منطلق الحرص على تضافر الجهود، وتحقيق التكامل الخدمي بين الأجهزة والقطاعات الحكومية والأهلية العاملة في منظومة الحج، وذات العلاقة به.
وتتوزع المراكز في العاصمة المقدسة على النحو التالي : مركز رقم (1) بحي “الهجلة”، مركز (2) بحي “المسفلة”، بطريق إبراهيم الخليل ويعد من أهم هذه المراكز، وأكثرها كثافة من حيث أعداد الحجاج والمعتمرين الذين يستقبلهم، ويقدم لهم الخدمات، مركز رقم (3) بحي “أجياد السد”، مركز (4) بحي “أجياد المصافي”، مركز رقم (5) بحي “الغزة”، مركز (6) بالقرب من مقابر “المعلاة”، مركز رقم (7) بكدي، بموقع مواقف حجز السيارات بكدي. ويقوم بتشغيل هذه المراكز نحو (230) مرشداً، مزودين ب12 سيارة نقل موحدة ، وثلاث عربات كهربائية ” قولف”، ويعمل بكل مركز عدد (3) مشرفين، على مدار الساعة.