القاهرة "المسلة " المحرر الاثرى…. فى إطار العلاقات الثقافية والسياحية بين مصر واليابان يشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى أن اليابانيين يعشقون البحث ودراسة الآثار والتراث الشعبى بالدول الغنية بالآثار والتراث بالشرق الأوسط وعلى رأسها مصر وقد كانوا سباقين بالعمل الأثرى بسيناء منذ استردادها حيث بدأت بعثة الآثار اليابانية برئاسة الدكتور مؤتسو كاواتوكو التابعة لجامعة واسيدا اليابانية بالعمل بطور سيناء منذ عام 1985 بعد استرداد سيناء بثلاثة أعوام وقامت البعثة بالعمل فى البداية بمنطقة تل الكيلانى بطور سيناء تحت إشراف منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية.
ويؤكد د. ريحان أن عمل البعثة اليابانية بطور سيناء يعتبر مدرسة علمية لحفائر الآثار تتوفر فيها شروط بعثة الآثار المتكاملة التى تضم الآثارى والمهندس المعمارى المتخصص فى الآثار لرفع الموقع وإخصائى الترميم لترميم الأثر فور استخراجه وحفظه بالطريقة العلمية وعامل الحفائر الفنى ذو الخبرة الطويلة لاستخراج الأثر دون تدميره ويتم العمل برسم تخطيطات بالحاسب الآلى الثلاثى الأبعاد لرفع المواقع المكتشفة يوماً بيوم وتسجيل وتصوير اللقى الأثرية فى موقع اكتشافها يومياً فى كل طبقة يتم حفرها حيث يتم حفر الموقع أفقياً طبقة وراء أخرى وبناءاً على الخريطة اليومية للموقع يتم تحديد خطة اليوم الثانى وتسجيل اللقى الأثرية فور استخراجها حيث تدخل جميع القطع معمل للتسجيل والترميم لمدة ثلاث ساعات يومياً بعد انتهاء ميعاد الحفر ولا يتركوا أى شئ يعثر عليه مهما قلت قيمته المادية من كسر فخار عادى أو حبة فول أو قمح مثلاً أو خرزة صغيرة لا تتعدى 1مليمتر أو جزء من قماش بالى أو حصير وغيرها ويحفظ فى مخازن البعثة بالطور ويخضع للدراسة للاستفادة من دلالاتها التاريخية فى الكشف عن المعالم الحضارية للمواقع الأثرية المكتشفة أما العملات فيتم وضعها فى محاليل معينة لمدة أيام لإزالة طبقة الصدأ من عليها وتستخدم أحدث التقنيات فى أعمال الحفائر .
ويضيف د. ريحان بأن البعثة اليابانية كشفت من خلال حفائرها بمنطقة تل الكيلانى عن ميناء الطور القديم فى العصر المملوكى والذى استخدم لخدمة التجارة بين الشرق والغرب من جنوب شرق آسيا إلى أوروبا عبر سيناء منذ العصر المملوكى وحتى افتتاح قناة السويس 1896 وهى المنطقة المسجلة كأرض أثرية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1150لسنة 1996 بمساحة 500م طول ، 200م عرض وقد استخدم الميناء لتوصيل المؤن إلى دير سانت كاترين عبر طريق وادى حبران كما استخدم كطريق بحرى للحجاج المسلمين منذ عام 1885 إلى مكة المكرمة وطريق للمقدّسين المسيحيين القادمين من أوروبا عبر البحر المتوسط وعبر نهر النيل ثم برياً إلى ميناء القلزم (السويس) ومنه إلى ميناء الطور وعبره بريا بوادى حبران إلى دير سانت كاترين ومنه إلى القدس.
ويشير د. ريحان إلى العثور على لقى أثرية بتل الكيلانى بطور سيناء من منتجات جنوب شرق آسيا وشرق البحر المتوسط ومجموعة من الوثائق الهامة التى أكدت وجود حياة وعمل مشترك فى الميناء للمسلمين والمسيحيين والتى تجاورت منازلهم كما كشفت البعثة المصرية اليابانية المشتركة بمنطقة رأس راية التى تبعد 10كم جنوب مدينة طور سيناء التى بدأت عملها عام 1997 عن حصن مربع أضلاعه من 78 إلى 78.5م له سور يتخلله سبعة أبراج دفاعية بالإضافة لبرجى المدخل بالمنطقة المسجلة أرضاً أثرية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 3340 لسنة 1999 ولقد تأكد من خلال دراسة اللقى الأثرية التى عثر عليها برأس راية أنه أحد الموانئ الهامة التى تمثل مركزاً للعلاقات التجارية بين الشرق والغرب وأن الحصن بنى فى منتصف القرن السادس الميلادى فى نفس تاريخ بناء دير الوادى بطور سيناء وأعيد استخدامه فى العصر الإسلامى فى القرن التاسع الميلادى حيث عثر به على خزف ذى البريق المعدنى وأوانى زجاجية بزخرفة مصرية وبورسلين صينى أبيض من القرن التاسع والعاشر الميلاديين.
ويشير د. ريحان إلى تجربة رائدة قامت بها البعثة اليابانية بطور سيناء عام 2007 بقيامها بعمل معرض مؤقت للآثار المستخرجة من حفائر البعثة المصرية اليابانية الكويتية المشتركة فى ذلك الوقت وناتج حفائر البعثة اليابانية منذ عام 1985 بمنطقتى تل الكيلانى ورأس راية ودير الوادى بطور سيناء بقاعة متحفية بمقر البعثة بتل الكيلانى لمدة شهرين ونصف أغسطس وسبتمبر وأكتوبر 2007 شهد حضور محافظ جنوب سيناء فى ذلك الوقت اللواء هانى متولى والوزير المفوض للسفارة اليابانية ورئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية وحظى بنسبة حضور كبيرة من اليابانيين وأهالى طور سيناء وطلبة المدارس وتغطية إعلامية من الإعلام المصرى واليابانى والكويتى كما قامت بزيارة المواقع الأثرية بطور سيناء أثناء التجهيز للمعرض فى ذلك الوقت الشيخة حصة صباح السالم المشرف العام على دار الآثار الإسلامية بالكويت وتفقدت أعمال التجهيز والإعداد للعرض المتحفى .