كتب د.عبدالرحيم ريحان
رئيس المنظمة العربية الأوروبية للبيئة
القاهرة “المسلة” ….. أكد المهندس إبراهيم عبد الغفار جمجوم رئيس المنظمة العربية الأوروبية للبيئة أن اختيار مصر لانعقاد الملتقى الاقتصادى العربى الأول للسياحة البيئية والمحميات المقرر انعقاده فى 6 فبراير 2018 تحت عنوان(سياحة تتناغم مع الطبيعة) يعود إلى ثقل مصر ومكانتها فى الوطن العربى ووجود أكثر من 30 محمية طبيعية بها منها محميتين تعدا من أهم المحميات فى العالم وهما محمية وادى الحيتان ومحمية الغابة المتحجرة .
وأضاف المهندس إبراهيم عبد الغفار جمجوم أن الملتقى يسعى لتعزيز ثقافة البيئة بزيادة الوعى الثقافى لدى المجتمع لإنقاذ البيئة وحمايتها من المؤثرات الخارجية وهناك حاجة لتطوير عقلية بيئية محافظة وإحساس أكبر بالمسؤلية تجاة الطبيعة وأن عدد المحميات الطبيعية فى العالم اليوم تجاوز 44 ألف منطقة محمية مصنفة إلى ستة مستويات تبعًا لدرجة الحماية المطلوبة والمستوى الأول من التصنيف وحده يمنع دخول تلك المناطق على الزائرين منعًا تامًا مما يعنى أن السياحة ممكنة بحدود مختلفة فى التصنيفات الأخرى وأن ما توفره السياحة البيئية من عائدات يعاد توظيفها فى المحافظة على هذه المناطق.
وأشار المهندس إبراهيم عبد الغفار جمجوم إلى أن هناك مفهوم خاطئ عن استغلال المحميات الطبيعية إقتصاديًا وأن فكرة المنتزه الوطنى نشأت منذ أواخر القرن التاسع عشر بأماكن مختلفة مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وهو شكل من أشكال المناطق المحمية توفر فى الوقت نفسه خدمات سياحية تختلف فيها درجات الحماية بين نطاق جغرافى وآخر بحيث تتضمن مناطق حماية صارمة ومناطق قابلة للاستخدام المحدود ومناطق مرنة تسمح للزائرين بالقيام بنشاطات متنوعة ملائمة للمحيط البيئى مثل المشى والتسلق واستخدام الزوارق الشراعية والغطس وركوب الخيل وصيد الأسماك.
وأوضح أن هناك بعض المبادئ العامة المرتبطة بهذه السياحة تتمثل فى الحفاظ على الهوية البيئية للمناطق السياحية وعدم الإضرار بها من قطع للأشجار وصيد الحيوانات الغير مقنن مما يؤدى لانقراضها بالإضافة إلى تلويث البيئة بمخلفات السائحين والمنتجعات السياحية وغيرها من الأضرار البيئية وأن صناعة السياحة الترفيهية أدت إلى نمو سياحى وتزايد عدد المنتجعات التى أدت بدورها إلى الإضرار البيئى من هنا جاءت السياحة البيئية لتلبى حاجة المستهلك إلى أماكن سياحية طبيعية لم تتلفها سياحة الجماهير.
ونوه المهندس إبراهيم عبد الغفار جمجوم إلى المردود الاقتصادى للسياحة البيئية فى بلدان العالم ومنها كندا الذى تحقق 1.7 بليون دولار من الضرائب الخاصة بهذه السياحة وأن مراقبة الطيور فى الولايات المتحدة شملت 54 مليون شخص عام 1994 كما حوّلت كوستاريكا 25 % من مساحة أراضيها إلى مناطق محمية على شكل منتزهات وملاجئ للحياة البرية وهى تستقبل نحو 800 ألف سائح أجنبى سنويًا وفى فرنسا استقبلت غابة فونتنبلو خلال عام أكثر من 13 مليون زائر وتنشط السياحة البيئية بمساهامات الحكومات الوطنية الإقليمية والسيّاح والمستثمرون والسكان المحليون والجامعات ومراكز الأبحاث والمنظمات الثقافية والشركات الممولة للمشاريع.
وأن السياحة البيئية تساهم بشكل فعّال فى الحفاظ على الطبيعة والثقافة والتراث وتشارك الجماعات المحلية فى تخطيطها وتطويرها وتساهم فى رفاهيتها وهذا بدوره يؤدى إلى تنمية المجتمع المحلى كما أنها تبرز التراث الطبيعى والثقافى للمنطقة المعنية .