القاهرة “المسلة” ….. انتهت وزارة الآثار من تنفيذ مشروع تطوير موقع ومجتمع منف الذي بدأ في شهر سبتمبر 2015 بالتعاون بين الوزارة وجمعية أبحاث مصر القديمة وجامعة يورك الإنجليزية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والذي يهدف إلى النهوض بالتراث الثقافي في منف عاصمة مصر القديمة وتشجيع السياحة.
وقالت الدكتورة سارة بيري الأستاذة بجامعة يورك الإنجليزية، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم السبت إن المشروع تضمن تحديد مسارات لزيارة 8 من المواقع الأثرية بمنف شملت متحف ميت رهينة المفتوح ومعبد سخمت ومعبد حتحور ومعبد رمسيس الثاني ومقصورة سيتى الأول ومقابر كبار الكهنة وبيت أبيس “معبد التحنيط” والبوابة الغربية لمعبد بتاح.
توثيق
وأضافت سارة بيري أنه تم أيضا خلال المشروع تنظيف وتوثيق المواقع الأثرية الـ 8 من خلال عمل رفع معماري لها ورسم الكتل الحجرية والقطع الأثرية الموجودة بها وتحسين المرافق بتلك المواقع من خلال توفير مقاعد لاستراحة الزوار ووضع سلال للمهملات للحفاظ على نظافة المواقع فضلا عن توفير لوحات إرشادية باللغتين العربية والإنجليزية تحتوى على معلومات وأشكال توضيحية لسهولة توصيل المعلومة للزائر.
وأشارت الى أنه تم إنشاء منطقة تعليمية خاصة بأطفال المدارس في حديقة المتحف المفتوح لخلق مساحة مشتركة بين الأطفال والموقع أثناء زيارتهم وكذلك الاستعانة بـ 120 عاملا من أهالي المنطقة لتنظيف المواقع لتنمية شعور الانتماء لديهم من جانب وإفادتهم ماديا من جانب آخر.
ترويج
ومن جانبه، أوضح الدكتور مارك لينير رئيس جمعية أبحاث مصر أن مشروع تطوير موقع منف تضمن الترويج لمدينة منف ومواقعها الأثرية من خلال الترويج للمنطقة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي والفيديوهات الرقمية وإطلاق موقع إلكتروني خاص بها على شبكة الإنترنت يحتوي على مادة علمية تناسب المتخصصين من الأثريين وكذلك المرشدين السياحيين ومادة علمية لغير المتخصصين مع الاستعانة بخرائط توضيحية وصور وأشكال للمواقع الـ 8 وإمداد الزائر بكافة المعلومات التي سوف يحتاجها أثناء الزيارة، وكذلك طبع مطويات إرشادية باللغتين العربية والإنجليزية ودليل للزوار وكتالوج لمتحف ميت رهينة المفتوح يتضمن كل القطع الأثرية المعروضة به مع تاريخ اكتشاف كل قطعة وشرح واف لها.
وبدوره، أشار الأثري محمد أحمد صالح مفتش آثار بمنطقة آثار الهرم وأحد الأعضاء المشاركين في تنفيذ المشروع من قبل وزارة الآثار، إلى أنه تم تدريب 77 مفتشا للآثار من المناطق المختلفة بالوزارة على إدارة المواقع التراثية من خلال إنشاء 4 مدارس ميدانية لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الأثريين للمشاركة في التدريب، موضحا أن المتدربين قاموا بتصميم لوحات إرشادية وكتابة محتوى صفحة الموقع الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي وعمل فيديوهات ترويجية للموقع.
وأضاف صالح، أنه تم أيضا رفع كفاءة مفتشي آثار المنطقة من خلال إشراكهم في التدريب بالمدارس الميدانية وتنظيم جولات ميدانية لهم داخل المواقع الـ 8 وشرحها شرحا أثريا تفصيليا فضلا عن التواصل مع المرشدين السياحيين من خلال تنظيم زيارات ميدانية لهم لتعريفهم بالمواقع المفتتحة حديثا باعتبارهم سفراء الحضارة المصرية للعالم الخارجي، وذلك بالتنسيق مع النقابة العامة للمرشدين السياحيين.
وأوضح أنه تم إعداد ملف كامل يحتوي على كافة المعلومات الأثرية وخرائط توضيحية للمواقع الـ 8 وتوزيعها على المرشدين السياحيين.
وتعد مدينة منف أقدم المناطق الأثرية حيث كانت عاصمة الدولة المصرية القديمة واعتبرها المؤرخون والأثريون أقدم عاصمة لدولة مركزية في التاريخ قبل نحو 50 قرنا .. استمرت أهميتها الدينية والتاريخية طوال العصور القديمة وفيها اكتشف تمثال رمسيس الثاني الذي ظل معلما بميدان رمسيس وسط العاصمة منذ منتصف الخمسينيات حتى عام 2006 قبل أن يتم نقله للمتحف المصري الكبير بالجيزة.