الباص العجيب وتطويع أنشطة سياحية في دبي
تؤمن شركة الباص العجيب للسياحة (وندر باص تورز) تجربة فريدة لاستكشاف أبرز المعالم في دبي لركاب الحافلة التي تسير بالسائحين بسلاسة بين البر والبحر.
تعد الخدمات السياحية التي تقدم أنشطة وترفيه سياحي من أهم المقومات السياحية التي تضمن زيارة ممتعة للسياح في أي بلد، والتقت مجلة أريبيان بزنس بشركة إماراتية نجحت في تقديم خدمات مميزة تجعل زوار دبي يقضون أوقاتا مثيرة بين البر والبحر، حيث تمكنت الشركة من تطويع فكرة الحافلة البرمائية لتناسب بيئة دبي والإبحار في خور دبي لتتغلب على صعاب جمة لتثبت جدوى الاستثمار المحلي الذي يبادر به من لديهم دراية بالسوق الخليجي.
وفيما يلي حوار المجلة مع علي السلمان، رئيس مجلس الإدارة والشريك المؤسس في شركة الباص العجيب للسياحة:
من أين جاءت فكرة الباص العجيب، وكيف تسير الرحلة؟
"خلال زيارة شريكي لأستراليا لفت اهتمامه انتقال حافلة من الشارع إلى النهر لتبحر فيه، فأعجبته الفكرة وقمنا بالتحضير للمشروع بدراسة جدواه الاقتصادية لتشغيله في دبي. وكانت الأمور مختلفة تماماً في البيئة البحرية المحلية وكانت هناك مصاعب وتحديات كبيرة، فمثلا يتأثر تشغيل الحافلة في حالة المد والجزر في البحر، ولذلك لدينا توقيت محدد يخضع للمراجعة حسب حالة البحر ونعد جدولا شهريا بناء على ذلك".
هذا وتستغرق الجولة السياحية ساعة كاملة نصفها على البر والنصف الآخر في خور دبي في حافلة برمائية مكيّفة وحديثة. تبدأ الرحلة في مركز برجمان للتسوق، حيث تتيح للركاب هذه الحافلات الزاهية مشاهدة مناظر رائعة خلال الجولة على امتداد المدينة.
هل تستهدفون شريحة معينة من السياح؟
نستهدف الخليجيين في المنطقة، وكافة السياح من الدول المجاورة، خاصة الذين يأتوا خلال الإجازات الصيفية أو الإجازات المدرسية أو العيد الوطني. ويعد هذا أمرا طبيعياً حيث يتردد اليوم الكثير من الخليجيين إلى دبي مع توفر رحلات منتظمة من خطوط الطيران في كل المدن السعودية على سبيل المثال، حيث كان السعوديون سابقا يأتون عن طريق الرياض والدمام وجدة. أما اليوم في كل مدينة ففي المملكة العربية السعودية يوجد مطار، وأصبحت الفرصة الزيارة إلى دبي ميسرة أكثر من ذي قبل.
ما نسبة إقبال السياح على خدمات شركتكم؟
غالبية العملاء هم من الخليج، والسبب أنهم يرون خدماتنا كشيء عجيب، من الباص وحجمه وكيفية نزوله إلى الماء وتحوله إلى مركب مائي بعد أن يكون مركباً في البر.
وتمر رحلاتنا في منطقة الشندغة لأن هذه هي دبي التاريخية أو دبي القديمة. في البر يتحرك الباص من برجمان ومن ثم شارع الكويت ومن ثم الشندغة التاريخية، ولدينا منزال هناك وينزل الباص منه إلى الماء ويتحرك إلى العبرات، ويدور ويعود مرة أخرى إلى البر.
وبالطبع لدينا دليل سياحي في كل باص يتكلم عن المعالم التي يمر عليها الباص، وهو يتكلم بالعربية ومن ثم بالإنجليزية. وبالتالي فإن هذه الجولة السياحية سواء في البر أو في الماء تعطي فكرة عن خور دبي وعن تاريخ دبي.
من هم أكثر السياح من الخليجيين الذين يستفيدون من خدماتكم؟
يأتي السعوديون في صدارة المستفيدين من خدماتنا، تليها الجنسيات الخليجية الأخرى بنسب متفاوتة، كما أن هناك نسبة لا بأس بها من المقيمين والإماراتيين، وخاصة في الإجازات المدرسية والأعياد، أما نسبة السياح الأجانب فهي 20 % تقريباً.
وكذلك نرى أن السائح الأوروبي يقبل على الخدمة من منطلق التسلية والترفيه. وأكثر فئة تستفيد من خدماتنا من السياح الأجانب هم من الهنود، تليها باكستان وبعدها نيجيريا.
متى كان انطلاق أول رحلة؟ وهل هناك نية في التوسع؟
أول رحلة كانت في العام 2003، وبالنسبة للتوسع قمنا بطلبية لحافلة جديدة وستصل بعد شهر يونيو من هذا العام، ولدينا حتى الآن ثلاثة حافلات.
ويعد أقوى موسم لدينا من الشهر ديسمبر إلى شهر مارس، بسبب الطقس الجيد. عدا عن ذلك فإن الصيف كذلك موسم قوي بالنسبة لنا، لأن معظم الخليجيين يكون لديهم إجازة صيفية ويأتون إلى دبي.
ونحن ننوي في السنوات القادمة أن نتوسع إلى أبوظبي ونفكر أيضا في المشاريع الجديدة في دبي، مثلا مشروع توصيل الخور بالبحر والقناة المائية الجديدة، وهذه قد تكون منفذا جديدا بالنسبة لنا. وبدورنا نحن نستفيد كذلك من مناسبات معينة مثل رأس السنة حيث نعمل مساءً حتى وقت المغرب.
كشركة إماراتية، هل وجدتم تسهيلات من الحكومة من حيث الدعم؟
نحن بدأنا من خلال الدعم من حكومة دبي، من مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب. وحين بدأت المؤسسة كنا نحن جاهزين لهذا المشروع حيث كانت الفكرة جاهزة ودراسة الجدوى كذلك. وكنا نحن من أوائل من قدم على مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب على أساس أن نحصل على تسهيلات، والحمدلله حصلنا على هذا الأمر.
وقد دعمونا من حيث التمويل وكذلك دعمونا من حيث التسهيلات الإدارية، وبفضل هذه المؤسسة نحن قدرنا أن نبني شركة.
من جهة أخرى فإننا الشركة الوحيدة التي تقدم مغامرات ورحلات برمائية في كل منطقة الشرق الأوسط. وحاولنا أن ننشر هذه الفكرة وتتوسع إلى خارج الإمارات في الشرق الأوسط. وجاؤنا الناس من عدة دول مختلفة في المنطقة، ولكن المشاكل الفنية والإدارية حلت مكان استمرارية المشروع. وأعرف شخصا في دولة مجاورة اشترى باصا مستعملا وانتظر مدة عامين حتى حصل على الموافقة، ومن ثم كلمني بأنه حصل على الموافقة ولكنه واجه بعض المشاكل الفنية. وهذا الأمر صحيح بحيث أننا حين بدأنا لم نجد أي شركة تأمننا، والسبب أنهم لا يملكون هذا النوع من التأمين. فالتأمين أقسام وهذه الأقسام لا تغطي صنفاً يجمع بين الباص البري والبحري في ذات الوقت. وبالتالي فإن الصعوبات التي يواجهها الناس في هذا المجال تقتصر على كافة مشاكل عمليات التشغيل الفنية والإدارية.
ما أكبر التحديات التي واجهتكم في مرحلة التأسيس والانطلاق؟
لم يكن تشغيل الحافلة أمرا عمليا وكاد مشروعنا يفشل في بداية العمل، فقد بدأت تعْلق بعض المخلفات مثل الأكياس البلاستيكية في المروحة، كما كان هناك اهتزاز مزعج للركابولدى زيارة الشركة المصنعة لحل هذه المشاكل، وجدت لديهم عربة شخصية أشبه بالحافلة وكانت للاستخدام الشخصي لأحد هواة الصيد، ووجدنا أن فيها محركين الأول للسير على الطريق أي في البر ومحرك آخر منفصل لدفع المروحة للإبحار في الماء، لكن ثمن هذه كان أكثر من مليون ونصف المليون دولار.
قمنا بعدها بالحصول على تمويل بمساعدة مؤسسة محمد بن راشد لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة بتجهيز حافلة بأربعة محركات الأول للبر ومحركين للبحر، كي نستخدم محرك آخر في حال تعطل أحدهما، والثالث للمكيف. وهكذا تفادينا المشاكل التي كنا نواجهها سابقاً.
نرى اليوم أن الشركات الصغيرة أو المتوسطة مثل شركتكم مثلا مفيدة بشكل كبير للاقتصاد، لأن نسبة تنشيط الاقتصاد من هذه الشركات كبيرة فهي التي تحرك الاقتصاد من حيث التوظيف وتنشيط الحركة السياحية، إلخ.. والكثير من الدول العربية بحاجة إلى تقديم شيء ترفيهي كقيمة مضافة لاستقطاب المزيد من السياح. ما نظرتك في هذا الخصوص للدول الأخرى؟
الشيء الوحيد هو أنه إن أراد شخص ما أن يقوم بمثل هذا المشروع فهو عليه أن يعمل دراسة جدوى. وما أقصده أننا لا نعتمد في السياحة على المواطنين أو المقيمين، بل نعتمد على السياح الذين يأتون من الخارج، والدول الأخرى لا يوجد بها الكم الهائل من السياح الموجود في دولة الإمارات العربية المتحدة. ومن هذا المنطلق نفكر في شركة الباص العجيب للسياحة بالتوسع إلى أبوظبي لأنها ستشهد بعد فترة مشاريع سياحية جديدة.
ونحن نعمل في هذا المجال منذ أكثر من 12 عاماً، وأصبح لدينا خبرة كافية في العمل في هذا النوع من المشاريع. ونرى أن هذا المشروع صعب التطبيق في بعض من الدول المجاورة، لأنه يحتاج إلى مياه هادئة، مثل مياه خور دبي. وفي بعض هذه الدول الأخرى توجد مشكلة حيث تكثر الأمواج بسبب المحيط، وهناك أحد الأشخاص الذين أرادوا أن يعملوا نفس الفكرة في دولة قريبة، ولكنها لم تتبوأ النجاح بسبب أمواج المحيط.
وبالتالي فإن هذا النوع من المشاريع يناسب مناطق مثل الخور ومناطق المياه الهادئة مثل دبي، حيث يكون ارتفاع الموج فيها من نصف متر إلى متر تقريباً، لا أكثر. وأبوظبي كذلك تمتلك مناطق مناسبة من حيث أن فيها الكثير من الجزر والمياه فيها كلها هادئة، أما أن يكون ارتفاع الموج أكثر من متر فقد يشكّل هذا خطرا بعض الشيء.
arabianbusiness