القاهرة “المسلة” المحرر الاثرى ….. أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى أن زيارة وزير السياحة يحيى راشد للبابا فرانسيس بابا الفاتيكان غدًا لإعتماد مسار العائلة المقدسة فى مصر كرحلة تقديس إلى مصر يمثل إحياءً لرحلة التقديس المسيحى عبر مصر منذ القرن الرابع الميلادى ودعاية مجانية لزيارة كل الكاثوليك فى العالم لزيارة مصر.
وأضاف د. ريحان بأنه يجب إستثمار هذا الإنجاز التاريخى للربط بين رحلة التقديس القديمة من أوروبا إلى الإسكندرية ومنها إلى سيناء حيث دير سانت كاترين ومنه إلى القدس بطول 575كم بسيناء وحدها ومسار العائلة المقدسة من سيناء حتى دير المحرق بأسيوط فى رحلة واحدة وقد كان إنطلاق العائلة المقدسة من القدس عبر شمال سيناء من رفح إلى الفرما ومنها عبر فرع النيل البيلوزى إلى دلتا مصر وصحرائها وقد بدأت رحلات التقديس إلى مصر منذ زيارة القديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادى للمواقع المقدسة بسيناء بوادى فيران وجبل موسى ثم إتجهت إلى القدس .
ويرصد د. ريحان معالم المحطات التى مرت بها العائلة المقدسة بسيناء والآثار المكتشفة بها بداية من رافيا (رفح) التى تبعد 50كم عن العريش وقد كشف بها كما جاء فى كتاب تاريخ سيناء لنعوم شقير عام 1916 عن تحف فنية من الفترة المسيحية منها ثمثال فارس بيده رمح وتمثال من الرخام يحتمل أنه لمريم العذراء وحمام رومانى وأعمدة ذات تيجان كورنثية وبعدها مدينة بيتلون (الشيخ زويد) تبعد 25كم شرق العريش وقد قام عالم الآثار الفرنسى كليدا بإجراء حفائر بها عام 1913وعثر على فسيفساء ترجع للعصر الرومانى معروضة الآن بمتحف الإسماعيلية.
ويتابع د. ريحان مسار الرحلة إلى رينوكورورا(العريش) وقد ذكر أبى المكارم الذى كتب عن تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن الثانى عشر الميلادى وجود كنيستين بها بقيت آثارهما حتى القرن الثانى عشر الميلادى والمحطة الرابعة هى أوستراسينى (الفلوسيات) وتقع فى الطرف الشرقى من بحيرة البردويل وكانت منطقة عامرة فى الفترة البيزنطية وكان لها أسقف وأصبحت المدينة مركزًا لكرسى دينى هام وكشف بها الآثارى الفرنسى كليدا عام 1914 عن كنيستين على الطراز البازيليكى إحداهما مستطيلة طولها62م من الشرق للغرب وعرضها 22م وقد استخدم فى بنائها الحجر الكلسى الرسوبى الناتج من الترسيبات البحرية التى تنتشر بالساحل الشمالى بشمال سيناء.
ويشير د. ريحان إلى المحطة الخامسة وهى كاسيوس (القلس) التى تقع على شاطئ البحر المتوسط فوق المنحنى الذى تقع على جنوبه بحيرة البردويل على مسافة 38كم غرب الفلوسيات ويشير كتّاب الفترة الرومانية والبيزنطية إلى وجود حصن بمدينة كاسيوس عاش به المتوحدين الأوائل والمحطة السادسة جرها (المحمدية) وتقع على شاطئ البحر عند الطرف الغربى لبحيرة البردويل وبها بقايا حصن كبير وقد ورد ذكر ميناء جرها فى العصر البيزنطى وقام كليدا بأعمال حفائر بها عام 1910 وكان يعتقد خطأ أنها موقع مدينة كاسيوم.
وعن أهم محطات الطريق وهى بيلوزيوم (الفرما) ينوه د. ريحان إلى أنها تبعد 35كم شرق مدينة القنطرة شرق على شاطئ البحر المتوسط وتبعد الآثار المكتشفة بالفرما 5كم عن الطريق الرئيسى طريق القنطرة – العريش ،وقد تنسك فيها القديس إبيماخس الشهيد فى القرن الثالث الميلادى ونشأ بها الراهب إيسودوروس الفرمى، وكان رئيسًا لدير فى سهل الطينة جنوب المدينة وتضم الفرما مجمعًا للكنائس بتل مخزن فى الجزء الشرقى منها ،وقد وصفه كليدا عام 1909 وأول حفائر به قامت بها منطقة شمال سيناء للآثار الإسلامية والقبطية عام 1988 كشفت عن كنيسة بازيليكا ومعمدانية فى الجزء الشمالى الشرقى، وكسر من الفخار البيزنطى المحلى وعملات برونزية تاريخها ما بين النصف الثانى من القرن الرابع للنصف الأول من القرن السادس الميلادى..
كما كشفت نفس البعثة عن كنيسة بالجزء الشمالى من المدينة عام 1985 تتكون من مبنيين مرتبطين ببعضهما الأول على شكل الروتندا (شكل دائرى) أرضيتها مبلطة بالرخام الأبيض بجوارها بقايا تيجان الأعمدة الكورنثية ،والمبنى الثانى يتكون من كتلة ضخمة من البناء بالطوب الأحمر مساحتها 15م طولًا،12.30م عرضًا وكذلك معمودية بالجهة الشمالية الغربية خارج المبنى الغربى عبارة عن بناء من الطوب الأحمر على شكل صليب متساوى الأضلاع داخل دائرة قطرها 4.70م وكسيت جدرانها بالرخام وتضم الفرما أيضًا كنيسة كبرى على الطراز الصليبى تعد من أهم ملامحها الأثرية فى الفترة البيزنطية.