القاهرة “المسلة” المحرر الاثرى ….. أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى، أن روسيا لديها أجهزة رادار أرضى تعتبر الوحيدة فى العالم فى استخدام أحدث التقنيات فى الكشف عن الآثار تساهم بشكل كبير فى أعمال الحفائر الأثرية ،وتوفر الكثير من النفقات ..
وقد شاهد بنفسه عرضًا لهذا الجهاز فى مكتب الدكتور حسين الشافعى رئيس المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم ورئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير أنباء روسيا ،وصاحب المؤلفات العديدة فى هذا المجال ،ومنها كتاب ” الاستشعار من البعد ورادارات اختراق التربة ” إصدار دار الهلال 2016.
جاء ذلك فى ضوء ما نشر بأحد المواقع الإلكترونية تحت عنوان ” شركة روسية تعرض تنفيذ مشروع مسح رادارى بمحيط أبو الهول لكشف أسرار الفراعنة ” مبدية أنها تمتلك مجموعة من رادارات اختراق التربة روسية الصنع تمكنها بدقة متناهية من اكتشاف ما فى باطن الأرض من موجودات لأعماق تصل حتى 400م من خلال استخدام مجموعة من الهوائيات بأطوال من 30سم إلى 15م.
وأوضح الدكتور ريحان أن البعثة الأثرية الروسية التى يشرف عليها معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية ومديرتها إلينورا إيفيموفنا كورميشيفا أستاذ العلوم التاريخية لها خبرة سابقة بالعمل فى هضبة الجيزة ..
حيث قامت بأعمال تنقيب بالمنطقة الواقعة عند السفح الشرقى لهضبة الجيزة وبالقرب من هرم خوفو خلال شهرى نوفمبر وديسمبر عام 2006 باستخدام الرادار الأرضى (لوزا) .
وتم إجراء مسح للسفح الشرقى من هضبة الجيزة ،وقد كشف عند السفح جنوب مقبرة خفرع عنخ موضع ساطع أعطى انعكاس إشارات الصورة سببًا لتوقع اكتشاف مكان المقبرة التى تتكون من غرفتين على عمق من 5 إلى 6م وحجمها 4م طول 2.5م عرض ،وفى خلال ثلاثة أيام فقط من التنقيب أسفل المظلة الحجرية ظهرت الأبواب الوهمية للمقابر المنشودة .
وأضاف د. ريحان أن البعثة الروسية كشفت عن مقابر جديدة غير مكتشفة فى هذا المكان الذى عمل به علماء من جميع أنحاء العالم على مدار مائة عام كما عثرت البعثة الروسية على أربع مقابر مرة واحدة من بينها إثنتان لم تكونا معروفتين من قبل وإثنتان كانتا فى عداد المفقودتين كما قرأت البعثة نقوش حجرية أكدت أن المقبرة رقم 15 كانت مخصصة لدفن خوفو – حتب المشرف على جميع الأعمال الملكية وكبير كهنة فى فترة الأسرة الخامسة 2400 قبل الميلاد بينما دفن مستشار البلاط السرى شنتى (الأسرة الخامسة) فى المقبرة رقم 12 .
ونوه د. ريحان بأنه يمكن لأجهزة الرادار الروسى أن تستخدم بمنطقة عيون موسى التى تبعد 35كم عن السويس للكشف عن بقية العيون الإتنى عشرة التى تفجرت لنبى الله موسى وشعبه فى منطقة صخرية غطتها الرمال حاليًا فأخفت معالمها، وقد وصف الرحالة الذين زاروا سيناء فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادى هذه العيون، ومنهم ريتشارد بوكوك ورأى أربعة عيون واضحة ومياهها صالحة للشرب ووصف أشجار النخيل بالمنطقة.
وكان هناك ميناء على خليج السويس قرب عيون موسى استغله العثمانيون وتجار البندقية (فينيسيا) عام 1538م أيام السلطان العثمانى سليمان الثانى وقاموا بإنشاء قناة لنقل المياه من عيون موسى إلى مراكبهم بالميناء ، كما كان الميناء محجرًا صحيًا للحجاج القادمين عبر خليج السويس من ميناء السويس، ونظرًا لاعتدال مناخها فقد كان لكبار الشخصيات بالسويس منازل للتصييف بمنطقة عيون موسى.
ويؤكد د. ريحان أن اكتشاف هذه العيون سيكون أعظم اكتشاف بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922 لأنها تخص كل الأديان، وستكون شاهد أثرى هام على مسيرة رحلة خروج بنى إسرائيل إلى الجبل المقدس بالوادى المقدس طوى (الواقع بمنطقة سانت كاترين حاليًا) ،والتى باركت محطاتها المسيحية حيث بنيت الأديرة والكنائس فى محطاتها بجنوب سيناء ..
مثل كاتدرئية وادى فيران ودير طور سيناء الذى بنى فى القرن السادس الميلادى وتحول اسمه لدير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى وكاتدرائية وادى فيران ودير الوادى بطور سيناء وتبرك بها المسلمون فبنوا جامعًا داخل دير سانت كاترين فى عهد الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله عام 500هـ 1106م ،وسيسهم هذا الكشف فى تنشيط السياحة الدينية الذى يتوافق مع إحياء رحلة التقديس القديمة عبر سيناء إلى القدس ومباركة بابا الفاتيكان لمسار العائلة المقدسة .