الاستثمار السياحى
الحمراء “المسلة” ….. نظمت ولاية الحمراء ممثلة في ” شركة الحمراء للتنمية السياحية والعقارية ” امس ندوة حول ” فرص الشركات الأهلية في الاستثمار السياحي والعقاري ” ناقشت الفرص السياحية والعقارية المرتبطة بالاستثمار السياحي في الولاية من خلال أوراق عمل وعروض قدمها متحدثون من جهات فاعلة في القطاع السياحي بالسلطنة.
رعى الندوة محمد بن سالم التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية بتواجد عدد من ممثلي الشركات المتخصصة .
واستهل الدكتور سيف بن راشد الشقصي رئيس مجلس الإدارة التأسيسية للشركة أعمال الندوة بكلمة أشار خلالها الى أن الندوة هي شكل من أشكال الحوار المجتمعي والتبادل المعرفي في مجتمع متعلم لا يمكن الاستغناء عن أفكاره وتطلعاته وهي تأتي أيضًا إيمانًا من الشركة بأهمية المجتمع في وضع استراتيجيتها كشريك أساسي في تأسيسها واستثمار ما تتمتع به عُمان بصفة عامة وولاية الحمراء بصفة خاصة من مقومات سياحية وثقافية جعلت منها وجهة فريدة ومقصدًا للزوار المحليين والعالميين بحسب العمانية.
وقال إن الندوة تناقش على مدى يوم واحد الفرص السياحية والعقارية المرتبطة بالاستثمار السياحي في الولاية بتواجد خبرات وتجارب مهمة وهي تؤكد على أهمية تشكيل كيانات استثمارية في المجال العقاري .. كما انها تبحث آليات الادارة الرشيدة لهذه الكيانات بما يوفر الحماية للثروات وتحقيقًا للقيمة المضافة للاقتصاد الوطني.
تحدثت الورقة الأولى عن الشركات الأهلية وأهميتها في دعم الاقتصاد الوطني قدمها محمد بن سليمان الكندي عضو مجلس الشورى بولاية نخل وضح خلالها أن الصيغة القانونية الصحيحة لشركات الأهلية هي مساهمة مغلقة على فئة من الأهالي في منطقة جغرافية معينة وتقوم فكرتها على ما يبديه المجتمع من رغبة للاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة مبينًا أنه ورغم تنوع الشركات الأهلية عند تأسيسها واختلاف مساراتها حسب الظروف المرتبطة أو الهدف من إنشائها إلا أن هناك تشابه كبير في الأهداف بين معظم الشركات الأهلية وليس أقلها بناء مجتمع ذي وعي اقتصادي يمكن أن يعتمد على نفسه .
واعتبر الكندي أن ثقافة التكتل لتشكيل الكيانات الاستثمارية تمثل مستوى عالِ من التفكير الحضاري ويعبر عن وعي وإدراك لدوره الحقيقي في دعم مسيرة التنمية الشاملة في البلاد لا سيما أن هذه المبادرات المجتمعية تسهم في توسيع قاعدة ملكية القطاع الخاص وتفعيله في ذات الوقت ليساهم هو الآخر في تعزيز الإيرادات القومية ويكون قادرًا على توفير فرص العمل للشباب واستيعاب مخرجات التعليم العالي مؤكدًا على أهمية أن تكون هذه المبادرات الاستثمارية مصحوبة بحس عالِ من الدراية والوعي في آلية استثمار الأموال وكيفية إدارة المشاريع بما يضمن لها إدارة سليمة .
وفي ورقة أخرى للخبير القانوني أحمد بن علي المخيني حول ماهية الحوكمة ودوافعها وفوائدها أكد المخيني على أهمية وجود معايير حوكمة قوية توفر فرص أفضل لزيادة رأس المال والنمو الاقتصادي للمؤسسات إذ تعد حوكمة الشركات نظامًا يضبط عمل جميع الأطراف المعنية في الشركة من مساهمين وإدارة تنفيذية ومجلس إدارة .. كما أكد أن الحوكمة الجيدة توفر بيئة عمل تضمن المساواة والمساءلة والعدالة والشفافية بين الأطراف ذات العلاقة مما يمكن الشركات من تطوير أعمالها.
ووضح الخبير القانوني أن حوكمة الشركات تعد أكثر أهمية من خطة العمل الأساسية إلى جانب أهمية تصميم وتنفيذ هياكل حوكمة الشركات القانونية والادارية من قبل المدراء لمعالجة التحديات التي تواجهها الشركات مثل التدقيق وإدارة المخاطر وإعداد تقارير الأداء .. كما تحدث المخيني عن أشكال الحوكمة ومستوى الممارسات الدولية لها.
أما الورقة الثالثة فاستعرضت تجربة في الاستثمار العقاري ووقفت على الفرص والتحديات قدمها راشد بن سليم المصلطي مدير عام الشركة الوطنية للمجمعات السكنية بين المصلطي أكد فيها أن الاستثمار في العقار هو واحد من أكثر القطاعات نموًا على مستوى الأفراد والمؤسسات كنتيجة حتمية لزيادة النمو الاقتصادي لذلك يعتبر أحد القطاعات الموثوقة على المستوى البعيد رغم التكلفة التأسيسية المرتفعة له مبينًا أن معظم القطاعات التجارية تحتاج إلى هذا النمو العقاري كحاجة بناء المساكن ومناطق العمال أو توفير الفنادق والشقق للقطاع السياحي أو حتى توفير المنازل على شكل مجمعات سكنية كأحد الحلول السريعة نتيجة ازدياد الطلب وقلة توفر الأراضي.
وقال المصلطي أنه ورغم أن القطاع العقاري واعد ومغرِ إلا أنه محفوف بتحديات ومخاطر ليس أقلها توفر السيولة المالية أو قلة الطلب عليه لذلك فإن الدراسة المتأنية والبحث الدقيق التسويق الذكي عوامل أساسية لاستثمار عقاري ناجح.
من جانبه تحدث المهندس عبدالواحد بن عبدالعزيز الفارسي من الشركة العمانية للتنمية السياحية (عمران) عن فرص الاستثمار لتعزيز السياحة في السلطنة مشيرًا إلى أن عمران تقود عجلة التطوير والاستثمار والنمو للقطاع السياحي والعقاري الواعد في السلطنة وتضطلع بوضع مخططات استراتيجية لكبرى المشاريع العقارية والحضرية والسياحية والتراثية لترسيخ بصمتها الرائدة في صناعة وجهھات وتجارب تعزز من النمو الاجتماعي والاقتصادي للبلاد .
وقال الفارسي إن هناك نماذج رائعة لتطوير المواقع الطبيعية وتوظيفها تجاريًا في ولاية الحمراء كالمسار الجبلي الذي يقطع وادي غول وبناء أبراج متعددة الأنشطة كعامل جذب وسبب لتمديد وقت الزائرين .
وأشاد عبدالواحد بمبادرة وزارة السياحة التي أعلنت عنها في مارس 2015 حول النُزل التراثية إضافة الى المنتج الخاص بالغرف الإيوائية الذي يتميز بطابعه التراثي الثقافي التقليدي للبيوت الأثرية القديمة.
أما الورقة الخامسة فاستعرضت تجربة الاستثمار السياحي في ولاية الحمراء قدمها العقيد متقاعد عبدالوهاب البلوشي من شركة ” الزهراء للسياحة ” التي تأسست عام 1971 م وتمتلك خبرة واسعة في مجال سياحة المجموعات وتنظيم المؤتمرات وسياحة المغامرات والرحلات البحرية إضافة إلى مرشدين سياحيين بلغات متعددة وأسطول من السيارات السياحية.
وحول نشاط الشركة في الولاية وضح البلوشي أن حصتها كبيرة من الأنشطة السياحية في ولاية الحمراء من خلال تفويج السياح إلى مسفاة العبريين وحارة حمراء العبريين التراثية المحفوفة بواحة النخيل .. كما أن للشركة إسهام في تطوير سياحة المنتجعات من خلال إدارة منتجع The View الموجود في حيل الشص بالولاية مؤكدًا أن هناك فرص استثمار سياحية لا حصر لها بولاية الحمراء وبعضها يمكن ابتكارها كقيمة إضافية لأنشطة موجودة حيث تعتبر الطبيعة والتراث أهم عنصرين تتميز بهما الولاية.
صيانة
أما الورقة الأخيرة فتطرقت الى مشروع لدراسة حماية وصيانة حارة الحمراء قدمتها المهندسة مريم البلوشية من شركة / أف آند أم الشرق الأوسط / قالت فيها إن موقع ولاية الحمراء يعتبر محوريًا عندما يتعلق الأمر بالرحلات السياحية في محافظة الداخلية وإضافة مهمة إلى قائمة أهم الوجهات ويشجع زيارتها المزيد من السياح عند توفر الخدمات والتسهيلات لقضاء المزيد من الأوقات في الولاية.
وأشارت الى أن ولاية الحمراء تضم حوالي 70 قرية موزعة على مساحة 200 كيلومترًا مربعًا تقريبًا وتشتهر بمبانيها القديمة وهندستها المعمارية الرائعة من طابقين إلى ثلاثة طوابق مبينة أن تخطيط حارة الحمراء يعكس طبيعة المنطقة الصخرية والتحصينات العسكرية بالإضافة إلى أنها تمتلك سوقًا قديم و6 بوابات ومنازل كبيرة كـ “بيت الصفاة” و “بيت الفوق” و”بيت الجبل” .
ويأتي اهتمام ولاية الحمراء بتنظيم هذه الندوة في ظل الرغبة الأكيدة التي يبديها المجتمع لاستثمار المقومات التي تتمتع بها الولاية من طبيعة بكر وتضاريس جغرافية جاذبة لممارسة السياحة بأنواعها المختلفة اضافة الى الموروث الحضاري والثقافي الذي تمتلكه الولاية من هندسة معمارية تنفرد به الحارات العمانية أهلت الانسان العماني ليكون قادرًا على التكيف مع الطبيعة الجبلية.
حضر الندوة عدد من أعيان ومشائخ ورشداء وأهالي ولاية الحمراء .