رؤية استراتيجية لتطوير السياحة تضع التنوع ضمن أولوياتها
الشارقة ….. أكد خالد جاسم المدفع، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، على تكاتف جهود كل المؤسسات والدوائر الحكومية وشركات القطاع الخاص المعنية بتطوير وتحسين تجربة السائح القادم إلى إمارة الشارقة.
وقال في تصريحات لـ«الاتحاد»: تكمن العلاقة التكاملية لتحقيق رؤية 2021 التي وضعتها الهيئة للارتقاء وتطوير الجانب السياحي للشارقة باعتبارها أحد الروافد المهمة للاستثمار ودعم الناتج المحلي للإماره الواعدة بمنشآتها السياحية، منوها إلى أهمية الشركاء الأساسيين، حيث العلاقة المتكاملة نحو تطوير القطاع السياحي ورفده بالمزيد من الإنجازات والنجاحات.
وأضاف: «هناك عدة جهات نعمل معها عن قرب في جميع خططنا التطويرية، منها الجهات العاملة في مجال الفنادق والضيافة وشركات السفر والطيران والجهات الثقافية والإعلامية وقطاع المواصلات، فنحن نحتاج إلى تضافر الجهود المشتركة بيننا وبين الشركاء من القطاعين الخاص والحكومي لنحقق أهدافنا ونرتقي بالقطاع السياحي».
وأوضح رئيس الهيئة، أن رؤية سياحة الشارقة 2021 تستهدف زيادة التدفقات السياحية للإمارة والوصول إلى 10 ملايين سائح وزائر، وتأتي الخطة الاستراتيجية في أعقاب دراسة معمقة عن السوق السياحي للشارقة، وتقدم عروضاً وفرصاً في القطاع على 4 محاور أساسية، يضمن المحور الأول تعزيز مكانة الشارقة كوجهة مثالية للسياحة العائلية من خلال طرح باقات وعروض متميزة مصممة خصيصاً للعائلات، والمحور الثاني اتباع مقاربة مبتكرة في تطوير القطاع السياحي بهدف تحسين تجربة السائح من خلال تقديم حلول مبتكرة، وفي ما يخص المحور الثالث تطوير وتنمية القدرات والمقومات السياحية لتصل للمستويات العالمية لتحسين كفاءة القطاع السياحي من خلال الشراكة والتعاون، وأخيراً الاستمرار في تطوير مكانة الشارقة كمحور ثقافي عالمي والذي يتوافق تماماً مع أهداف الشارقة في تقديم السياحة العائلية.
ويسهم القطاع السياحي بالشارقة بأكثر من 7 مليارات درهم من إجمالي الناتج المحلي السنوي للإمارة، والبالغ 83 مليار درهم، والذي يشكل ما نسبته 8.5%، وتعتمد الرؤية على طرح عروض وبرامج سياحية مبتكرة تسهم جميعها في تنمية القطاع، حيث تكاتفت جهود جميع المؤسسات المعنية هذا العام وتحت مظلة غرفة تجارة وصناعة الشارقة في طرح فكرة مهرجان صيف الشارقة الذي أدى الدور المطلوب منه في تعزيز الجانب التجاري وتنشيط مبيعات التجزئة خلال فصل الصيف.
وأشار المدفع، إلى أن كل هذه المبادرات ستساهم بنجاح في تنفيذ المشاريع المعنية بالسياحة والاستفادة منها في تعزيز دخل الإمارة إلى جانب مكانتها كعاصمة للثقافة والتراث، وأن تحجز لنفسها مكانة متميزة على خريطة السياحة العالمية، لذا تعمل الهيئة على تطوير القدرات السياحية التي تمتلكها وطرح المبادرات التنموية وإطلاق المشروعات الاستراتيجية ضمن هذه الرؤية بشكل مستمر لضمان استمرارية التميز والتفرد عن باقي الوجهات السياحية في المنطقة.
وحول طرق الجذب السياحي التي ستنتهجها الهيئة، أشار خالد المدفع إلى أن الهيئة ستقوم بدور محوري في تنسيق الأنشطة السياحية مع الشركاء في القطاع لتوسيع مناطق الجذب الحالية، حيث ستبني على النجاحات التي حققتها المهرجانات والفعاليات المميزة التي نظمتها واستضافتها الشارقة من أبرزها مهرجان أضواء الشارقة الذي تنظمه الهيئة في فبراير من كل عام، ويعد الأول والأكبر من نوعه في المنطقة ويستقطب عشرات آلاف الزوّار، ومهرجان الشارقة المائي الذي يتضمن بطولة العالم لسباقات الزوارق السريعة الفورمولا1، وجائزة الشارقة الكبرى الذي تنظمه الهيئة في ديسمبر من كل عام، وسنقوم بتطوير هذه الفعاليات العالمية وتحسينها بما يخدم متطلبات التجديد والابتكار، كما سنتوسع في سياحة الحوافز والمعارض والمؤتمرات وتنظيم الجولات الترويجية في أبرز عواصم ومدن العالم وتعزيز العلاقات مع كبرى الوجهات العالمية، ونعمل كذلك من سنوات على استهداف وجهات جديدة وعقد اتفاقيات تبادل سياحي معها، وكذلك سنعمل على تعزيز أداء السياحة البحرية الذي يشهد نمواً متواصلاً منذ سنوات، أيضاً ستعمل الهيئة على تطوير قائمة مواقع الجذب السياحي، سواء من خلال ما تمتلكه الشارقة حالياً من معالم سياحية وبنية تحتية متطورة، أو من خلال المشاريع السياحية القادمة التي تعمل عليها الإمارة مثل منطقة مليحة التراثية السياحية، كما ستحرص الهيئة من خلال خططها التطويرية على تقديم تجربة استثنائية بكل تفاصيلها للسائح منذ لحظة وصوله لأرض الشارقة.
وأوضح المدفع، أن عدد الغرف الفندقية المرخصة المتوقعة حتى عام 2020 ستصل إلى 6849 غرفة.
وتجتذب الشارقة الوادعة علي شواطئ الخليج العربي عدداً من السياح والمقيمين الذين لمسوا فيها السكينة والهدوء وتنوع مجالات الترفيه والتسوق العائلي. وأكد دين بايره، المستشار التعليمي مدير مدرسة فكتوريا الدولية، أن الشارقة واحدة من أجمل المدن في المنطقة، حيث تمتاز بتنوع السياحة خصوصاً العائلية، كما تحتوي علي مبانٍ ذات طرز غارقة في القدم، ويخال للمرء عندما يجول في شوارع هذه المدينة الهادئة وكأنه في الشام القديمة أو في الجنوب الإسباني حيث غرناطة وإشبيلية وطليطلة، تلك المدن الخالدة والعامرة بالتحف الإسلامية العريقة والتي أصبحت مزاراً للسياح من كل بقاع العالم، مشيراً إلى أن بحيرتها تشعرك ببحيرات سويسرا أو هامبورج، ويشكل المكان لوحة فنية غاية في الجمال والرقي.
من جانبها، قالت نسرين سلام (زائرة)، إن الشارقة تناسب كل الأذواق كما هي الإمارات دائماً، وتقدم التنوع السياحي والترفيه للزائر والمقيم، حيث سجلت كإرث حضاري في التاريخ الإنساني، وهنا تكمن المباني المميزة التي تحويها الشارقة وتضعها نصب عينيها في كل بناء تعتزم تشييده. وأضافت أن السياحة البحرية والبرية توفر تنوعاً كبيراً يجذب العديد من الزوار، الأمر الذي يجعلها مميزة.
بدوره، قال جيم ستيرنز (زائر): «جُلت في بقاع العالم قاطبة، أما الإمارات والشارقة فلها وقع خاص تأسرني بكل تفاصيلها، حيث أحببت المقام فيها، فهذه المدينة الرابضة على ضفاف الخليج العربي تأخذني إلى حيث أحب، فمن الشارقة القديمة إلى الدوائر الحكومية والنصب التذكارية إلى مدينتها الجامعية وأسواقها عالم جميل لا ينتهي من الروعة الأخاذة».
من ناحيتها ترى كيري غراهام (زائرة) أن الإمارة تحفل بالتنوع والتجانس، الأمر الذي يضفي شعوراً بالتقارب والترابط بين ساكنيها، إذ تتميز كل إمارة بطابع فريد خاص بها، فتقول: إن المقيم أو حتى الزائر إلى إمارة الشارقة لا بد له أن يزور وسط المدينة، حيث الجمال يلفها من كل صوب، فالمساحات الخضراء أضفت علي المكان هدوءاً جميلاً، كما أن الأسواق القديمة المنتشرة في الشارقة تعيد إلى الأذهان حقباً جميلة عاشتها هذه الدولة، وبذلك تقدم للزائر فكرة متكاملة عن حياة ساكني هذا البلد قديماً وحديثاً، عموماً الإمارات تحفة فنية قلما يوجد شبيه لها.