القاهرة “المسلة” المحرر الاثرى ….. فى إطار زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الاثنين إلى نيقوسيا بقبرص لحضور القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى أن هناك قواسم حضارية ثقافية سياحية مشتركة بين مصر وقبرص واليونان هناك فرصة كبيرة لاستثمارها فى عقد اتفاقات وبروتوكولات سياحية لتنشيط السياحة بين الأقطار الثلاثة وعمل رحلة سياحية مشتركة بينهم.
ويشير الدكتور عبد الرحيم ريحان والذى درس الآثار البيزنطية لمدة عامين بجامعة أثينا للروابط التاريخية والأثرية والحضارية بين مصر واليونان تتمثل فى موانئ اليونان وإيطاليا وفرنسا التى كانت طريقًا بحريًا لنقل المقدّسين المسيحيين من أوروبا لميناء الإسكندرية للرحلة المقدسة إلى القدس عبر سيناء كما يعتبر دير سانت كاترين المسجل كأثر من آثار مصر فى العصر البيزنطى الخاص بطائفة الروم الأرثوذكس عام 1993 والمسجل ضمن قائمة التراث العالمى (يونسكو) عام 2002 من أهم الروابط الحضارية بين البلدين .
ويضيف الدكتور ريحان أن هناك العديد من الأديرة والكنائس البيزنطية المكتشفة بسيناء تمثل روابط حضارية وسياحية بين البلدين ومنها دير الوادى بطور سيناء والذى بناه الإمبراطور جستنيان وهو الدير الوحيد بسيناء الذى يحتفظ بعناصره المعمارية من القرن السادس الميلادى والمسجل كأثر عام 2009 والذى يضم 96 حجرة على طابقين كانت مخصصة لاستضافة المقدّسين المسيحيين القادمين من أوروبا وكذلك مدينة بيزنطية متكاملة من القرن الرابع إلى القرن السادس الميلادى كانت أول كاتدرائية بسيناء قبل إنشاء دير سانت كاترين .
ويتابع بأن اليونان ومصر تتشابه فى وجود جبل له قيمة روحانية ففى مصر جبل موسى وفى اليونان جبل آثوس الذى تنتشر به الأديرة البيزنطية كما أن هناك مقرًا لدير سانت كاترين بمدينة هيراكليون عاصمة جزيرة كريت ومقرًا إداريًا للدير بأثينا والعديد من الأديرة البيزنطية علاوة على الآثار الإسلامية المتمثلة فى أوقاف محمد على باليونان ومنزل محمدعلى نفسه فى قولا شمال اليونان والذى يمكن استثمارها سياحيًا وكذلك يمكن عمل رحلة سياحية تجارية بين الإسكندرية وجزيرة كريت لأنها من أقرب الشواطئ الأوروبية لمصر.
وبخصوص قبرص يؤكد الدكتور ريحان أنها تمتلك كنوزًا معمارية من الآثار الإسلامية ودفن بها العديد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبها مسجد الصحابية الجليلة “أم حرام” زوجة سيدنا عبادة بن الصامت رضي الله عنهما وتوجد مواقع عديدة بقبرص بها شواهد أثرية تحتاج لحفائر علمية ومواقع أثرية تحتاج لأعمال ترميم وتطوير ولمصر خبرة طويلة فى هذا المجال ولقد قام الباحث المصرى الدكتور بدر عبد العزيز بدر أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة بور سعيد بدراسة شاملة لكل الآثار الإسلامية المتنوعة بقبرص والتى تشمل منشآت دينية من مساجد وتكايا ومنشآت تجارية من خانات وبادستانات وأسواق ومنشآت تعليمية من مدارس ومكتبات ومنشآت مائية من حمامات وقناطر مياه وجسور وعيون مائية ومنشآت حربية من تحصينات للمدن وقلاع ومنشآت سكنية.
ويتابع د. ريحان بأن كل مدينة بقبرص تحمل بصمات أثرًا من الآثار الإسلامية ومنها ليماسول وتضم بيوت عثمانية ومسجد الأرناؤط والمسجد الكبير وتشتهر لارناكا بقلعتها التى تعود إلى القرن السابع عشر الميلادى والمجموعة المعمارية الخاصة بالسيدة أم حرام والتى تضم الجامع والقبة الضريحية والتكية وبالمدينة قناطر المياه التى ترجع إلى القرن الثامن عشر الميلادى وتتميز بافوس بقلعتها الذى شيدها أحمد باشا حافظ سنة 1001هـ/ 1592م.
ويقع جامع “لالا مصطفى باشا” بمدينة فاماجوستا ومن أهم ما يميز مدينة كيرينيا القلعة الحصينة التى تعرف باسم “قلعة كيرينيا” التي أقامها الرومان ثم أعاد بنائها فيما بعد البيزنطيين ثم أسرة لوزنيان الفرنسية والبنادقة الإيطاليون ودخلها صادق باشا قائد الأسطول العثمانى عام 978هـ/ 1570م وله قبر بالمدينة وبها جامع جعفر باشا .