بقلم : سامي الريامي
الإمارات حسمت أمرها، وهي تسير نحو المستقبل بخطوات ثابتة ومدروسة، لا تخشى تقلبات النفط، فقد وضعت استراتيجياتها لحياة ما بعد النفط، ورسمت للأجيال المقبلة طريق الإنتاج والإبداع والابتكار، ليعيشوا حياة كريمة هانئة، الاعتماد يكون فيها على العقول والكوادر الوطنية المبدعة والمنتجة.
وبما أن السياحة هي أحد مقومات الاقتصاد، وواحد من أهم عناصر الدخل للدولة حالياً، وهي عماد رئيس لمرحلة ما بعد النفط، فلابد من بدء العمل لوضع أساس لصناعة السياحة في الإمارات، لا يكون مقتصراً فقط على توفير البنية التحتية اللازمة من منشآت ومبانٍ ومنتجعات ومراكز تجارية، بل يشتمل على كل تفاصيل وعناصر السياحة، لتحويل كل عنصر إلى صناعة قائمة بذاتها، تُسهم في الناتج الإجمالي، وتزيد الدخل، وترفع مداخيل المواطنين، وتضمن فتح مجالات عمل وفرص جديدة ومفيدة للشباب والأجيال المقبلة.
يتوافد إلى الدولة ملايين السياح، وهدفنا استقطاب عشرين مليون سائح قريباً، ومع ذلك جميع الهدايا والتحف والمجسمات، وحتى الملابس التراثية التي تمثل تراثنا وهويتنا ومجتمعنا الصحراوي والبدوي، وتعكس تطورنا الحالي، ويحرص معظم السياح على اقتنائها، نستوردها من الهند والصين، وتقوم عليها هناك صناعة رائدة، وتجارة بمليارات الدراهم سنوياً، وعدد كبير من التجار الآسيويين ضاعفوا أرباحهم، وحققوا مكاسب مالية عالية، وصنعوا ثروة لا بأس بها، جراء بيع موروثنا الشعبي وتراثنا للسياح الأجانب وغير الأجانب!
هي ليست صناعات معقدة، ولا تقوم على تقنيات صعبة، إنها صناعات حرفية بسيطة جداً، تميّز بها أجدادنا، وكانوا يصنعونها بإتقان، رغم قلة الإمكانات، فلِمَ لا تقوم اليوم صناعات حرفية بأيدي مواطنين، أو حتى عائلات إماراتية، تتخصص في هذه الصناعة، فمردودها المالي عالٍ جداً، ومردودها المعنوي كقيمة تراثية في أيدي عائلات إماراتية له بُعد جميل ومهم.
غريبٌ جداً أن يقتني السياح من أسواقنا وفنادقنا، تمثال جمل، أو أن يشتروا «مدخناً» أو «مندوساً» صغيراً، أو حتى «عقالاً وغترة»، أو أي شيء آخر مما يقتنيه السواح، مكتوب عليه صُنع في الصين، أو صُنع في الهند، في وقت استطاع فيه شباب الإمارات، وحتى نساؤها في مدينة العين، تصنيع أجزاء من طائرات ركاب وطائرات عسكرية وأسلحة متطورة!
تميزنا وبشدة في جعل الإمارات نقطة جاذبة على خارطة السياحة العالمية، وأصبحت الدولة وجهة سياحية غاية في الروعة والأهمية، ونافسنا دولاً قديمة تضم آثاراً وإرثاً تاريخياً عظيماً، لذلك لابد من التميّز في كل مقومات السياحة كصناعة، ولابد من إعداد كوادر إماراتية، تُدير هذه الصناعات المختلفة المرتبطة بالسياحة، والتُحف والهدايا، فهي مجال واحد من هذه المجالات، وهناك غيره الكثير، لذا علينا الاستعداد لإدارة هذه الثروة المستقبلية بشكل كامل، حتى نجني ثمارها بشكل كامل!
نقى عن الامارات اليوم