القاهرة – المحرر الاثرى – فى إطار سياسة الدولة لتنمية سيناء والحرص على ترميم وتطوير مواقعها الأثرية وتنشيط السياحة بها ،أعلن الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار عن افتتاح مكتبة دير سانت كاترين منتصف ديسمبر المقبل.
ويشير الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى إلى أن المكتبة هى وحدة معمارية داخل الدير، لها أهمية كبيرة لدى الرهبان من الناحية الروحية والعلمية حيث يقضون معظم أوقاتهم فى قراءة الكتب الدينية ،وتقع المكتبة فى الدور الثالث من بناء قديم جنوب كنيسة التجلى، مكونة من ثلاث غرف فى صف واحد وكانت الحجرة الوسطى من قبل مجلسًا للرهبان.
تطور الخط العربى
ويوضح الدكتور ريحان أن المكتبة تحوى ستة آلاف مخطوط بالإضافة لألف كتاب حديث منها 2319 مخطوط يونانى 284 مخطوط لاتينى، 600 مخطوط عربى، 86 مخطوط جورجيانى بالإضافة إلى المخطوطات السوريانية – القبطية – الأثيوبية – السلافية- الأمهرية – الأرمينية – الإنجليزية – الفرنسية – البولندية ،وهى مخطوطات دينية وتاريخية وجغرافية وفلسفية وأقدمها يعود للقرن الرابع الميلادى ،وبعض هذه المخطوطات كتبت فى سيناء وبعضها من فلسطين وسوريا ،واليونان وإيطاليا ، وبعضها يحمل أسماء الناسخين دون الإشارة لمكان مثل سليمان الشماس، وجورج ونيكولاس فى القرن الثانى عشر ،والثالث عشر الميلادى ، وبالمكتبة ألف وثيقة تحمل تطور الخط العربى الديوانى بين القرن الثانى عشر ،والتاسع عشر الميلادى.
التوراة اليونانية
وينوه الدكتور ريحان إلى أن أقدم مخطوط بالمكتبة هى التوراة اليونانية المعروفة باسم كودكس سيناتيكوس وهى نسخة خطية غير تامة من التوراة اليونانية كتبها أسبيوس أسقف قيصرية عام 331م تنفيذًا لأمر الإمبراطور قسطنطين ، ثم أهداها جستنيان للدير عام 560م وكذلك الإنجيل السريانى المعروف باسم (بالمبسست) وهى نسخة خطية غير تامة من الإنجيل باللغة السريانية مكتوبة على رق غزال، قيل هى أقدم نسخة معروفة للإنجيل باللغة السريانية ،وهى مترجمة عن أصل يونانى فى القرن الثانى الميلادى ،
كتاب العهد
وكذلك كتاب العهد الذى كتب للدير فى عهد نبى الله محمد عليه الصلاة والسلام ،وكان الأصل محفوظًا فى الدير إلى أن أخذه السلطان سليم الأول حين دخوله مصر عام 1517م ،حيث أخذ الأصل وأعطاهم نسخة معتمدة منه مع ترجمتها بالتركية ،وفى المكتبة الآن عدة نسخ منها بعضها على رق غزال، وبعضها على ورق متين وبعضها فى دفتر خاص، وهو العهد الذى يؤمّن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الكتاب على أموالهم وأنفسهم وممتلكاتهم.
600مخطوط عربى
ويتابع الدكتور ريحان بأن المخطوطات العربية بالدير يبلغ عددها 600مخطوط تتناول دراسات تمتاز بقيمتها فى النواحى العلمية والتاريخية والفلسفية والفكرية والثقافية، وأهم ما يلفت النظر فى معظم المخطوطات العربية ذات الطابع المسيحى هو وجود التأثيرات العربية الإسلامية ،حيث نجد أن كثير من المخطوطات العربية المسيحية تستهل بالبسملة وتختتم بالحمد لله وتؤرخ بالتقويم الهجرى،
والأمثلة على ذلك كثيرة إذ تبدأ أسفار الكتاب المقدس عند المسيحيين فى كثير من المخطوطات كالآتى (بسم الله الرحمن الرحيم نبتدى بعون الله ونكتب أول سفر) ،كما أطلق على كثير من الرسل والقديسين المسيحيين اسم (المصطفى) بدلاً من كلمة البشير أو الإنجيلى، كما إزدانت كثير من تلك المخطوطات وأغلفتها بنقوش ورسوم وزخارف على هيئة طيور وأزهار وتوريقات نباتية ،وإطارات على النسق العربى.