من خلال المنح المقدمة من الحكومة الأميركية، يتم تشجيع الطلاب من أبناء الأميركيين الأصليين ( الهنود الحمر) على الالتحاق بدورات تدريبية تؤهلهم للحصول على وظائف بأجور مجزية في المستقبل، في مجالات عديدة من الطاقة الشمسية إلى اللحام والممارسات الزراعية المبتكرة.
كايل كوتسواتيوا، البالغ من العمر 28 عاما، هو مساعد باحث في معهد الفنون الهندي الأميركي في سانتا فيه، بنيو مكسيكو، وهو واحد من هؤلاء الطلاب الذين استفادوا من هذه البرامج.
وهذا المعهد واحد من 34 من الكليات والجامعات القبلية (tribal colleges) – الجامعات القبلية إحدى مؤسسات التعليم العالي التي أنشئت لخدمة الأقليات بمقتضى قانون التعليم العالي للعام 1965- الموجودة في ربوع الولايات المتحدة التي تتلقى تمويلا فدراليا من وزارة الزراعة الأميركية لدعم التدريب المهني وبرامج الشهادات.
ويدمج المعهد تقاليد الهنود الأميركيين في كل منهج دراسي. إذ يقول كوتسواتيوا “لقد تفاجأت وسعدت حين وجدت أن الحساسية الثقافية قد احتلت جانبا هاما خلال التخطيط للمشروع”.
ويلتحق بالكليات والجامعات التابعة لقبائل الهنود الأميركيين ( الهنود الحمر) نحو 20 ألف طالب وطالبة. وتحتل هذه المؤسسات التعليمية مكانة فريدة في التعليم العالي حيث تركز على تاريخ الأميركيين الأصليين ومعارفهم وتقاليدهم.
فعلى سبيل المثال، في كلية شيف دول نايف (Chief Dull Knife College)، في ليم دير (Lame Deer)، بولاية مونتانا، هناك مقرر دراسي لتدريس “علم النباتات التقليدية”، يتعلم فيه الطلاب الاستخدامات التاريخية والمعاصرة للنباتات المحلية من قبل أبناء شعب شايان الشمالي.
وتقدم الكلية أيضا مقررات دراسية في التدريب المهني في مجال اللحام تمولها وزارة الزراعة من شأنها أن تساعد الخريجين في العثور على وظائف في المنطقة براتب يصل إلى ثلاثة أضعاف متوسط الراتب الذي يتقاضاه الموظف في محمية قبائل شعب شايان الشمالي.
وتتمتع الكليات القبلية بالوضع نفسه الذي تتمتع به الجامعات التي تأسست على أراض ممنوحة كهبة في الولايات المتحدة، مما يعني أنها تستطيع الحصول على الموارد الفدرالية المتاحة لتمويل بعض البرامج.