الإسكندرية “المسلة” ….. يغادر اليوم الدكتور مصطفى الفقي؛ مدير مكتبة الإسكندرية، متوجهًا إلى اليونان، على رأس وفد من مكتبة الإسكندرية، للاحتفال مع اليونان بمناسبة مرور 24 قرنًا على إنشاء الإسكندرية، في مؤتمر دولي يقام في العاصمة اليونانية أثينا، بمشاركة 35 من كبار علماء العالم المتخصصين في الإسكندرية خلال الحقبة الهلنستية. ويقدم الدكتور مصطفى الفقي في هذا الاحتفال هدية إلى اليونان؛ كتاب “عمارة المساجد في اليونان” تأليف الدكتور أحمد أمين الأستاذ بكلية الآثار بجامعة الفيوم.
على جانب آخر، يقوم الدكتور مصطفى الفقي ببحث التعاون المشترك مع عدد من المؤسسات اليونانية، وكذلك تقديم مجموعة من مطبوعات المكتبة هدية إلى المكتبة الوطنية اليونانية. وتهدف هذه الزيارة أيضًا إلى تفعيل وبناء علاقات ثقافية ممثلة في عدد من المشاريع لتوطيد وتوثيق العلاقات المصرية اليونانية في المجالين الثقافي والعلمي.
برنامج متكامل
وأكد الدكتور الفقي أن مكتبة الإسكندرية بصدد إنشاء برنامج متكامل لدراسات الإسكندرية منذ العصور الفرعونية حتى العصر الحديث، وسوف تنشر خلال عام 2018 عدد من الإصدارات التي تعيد النظر في تاريخ وتراث مدينة الإسكندرية، منها على سبيل المثال، كتاب وصف الإسكندرية الذي يعود للقرن السابع عشر الميلادي ويضم أكبر وأقدم مجموعة لوحات رسمت للإسكندرية على يد فنان بلجيكي. وقد كان هذا الألبوم ضمن مقتنيات مكتبة الإسكندرية وكان جزءًا من مقتنيات الملك فاروق، وتنشر هذه اللوحات لأول مرة في العالم. كما ستصدر المكتبة كتاب من ثلاثة مجلدات عن تاريخ مصر في الحقبة اليونانية الرومانية المترجم من اللغة الألمانية، وكتاب آخر يؤرخ للإسكندرية بالصور خلال النصف الأول من القرن العشرين.
وذكر الدكتور الفقي أنه يولي اهتمامًا كبيرًا بدراسة المنجز الحضاري في شرق حدود المتوسط، خاصة التأثير الفرعوني في هذه الحضارات والذي تمثل في ظهور الآلهة والزهور المصرية بعمق في الحضارة اليونانية الرومانية.
وذكر أن الفلسفة عند قدماء المصريين والعراق كان لهما الدور الأكبر في تبلور الفلسفة اليونانية التي تأثرت بها أوروبا، وأن صوت العقل والحكمة قد خرج من مصر في العصور القديمة. وأكد أنه سيشجع الباحثين الشباب المصريين للمشاركة في برامج ومؤتمرات الدراسات الهيلنستية على الصعيد الدولي لكي تبرز إسهامات مصر على الصعيد الأكاديمي في هذا المجال.