أكد أنّ اهتمام المملكة بالتراث والسياحة {عناية بالتاريخ الإنساني العالمي}
الرياض ….. أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أنّ السعودية مقبلة على طفرة كبيرة من خلال عدد من المشاريع والبرامج التي ستسهم في تدفقات سياحية كبيرة وغير مسبوقة، من أبرزها فتح التأشيرات السياحية العام المقبل (2018).
وأضاف الأمير سلطان بن سلمان، أنّ المشاريع والبرامج تشمل أيضاً إطلاق مبادرة «السعودية وجهة المسلمين» التي ينطوي تحت مظلتها عدد من المسارات التي تتيح للزائر الذي يأتي إلى العمرة أو الترانزيت أن يتنقل في مواقع التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية وطرق الهجرة وطرق التجارة القديمة وغيرها من المواقع التاريخية، إضافة إلى المشاريع الكبيرة ضمن مبادرة خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة التي تمولها الدولة حالياً بخمسة مليارات ريال تضم مشاريع بينها 32 متحفا رئيسا في مناطق المملكة ومشاريع توسعة في المتاحف القائمة ومشاريع ترميم في المئات من مواقع التراث العمراني إضافة إلى مئات الفعاليات الثقافية والتراثية حسبما ذكرت الشرق الاوسط.
جاء ذلك في كلمة الأمير سلطان بن سلمان خلال افتتاح «المؤتمر الدولي الثاني للسياحة والثقافة» في مسقط أمس، الذي تنظمه وزارة السياحة العمانية بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية، ومنظمة «يونيسكو».
ولفت رئيس «هيئة السياحة»، إلى أنّ عناية السعودية بالسياحة والتراث الحضاري باعتبارهما قطاعين متزامنين هو عناية بالتاريخ والتراث الإنساني العالمي كونها مهبط الوحي ومهد الإسلام وموطن الحرمين الشريفين وملتقى الحضارات، وموقع تقاطع عالمي حضاري عبر التاريخ.
وذكر أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، تشهد طفرة كبيرة في الأعوام الأخيرة بالمشاريع السياحية والتراثية تعكس اهتمام الدولة بقطاع السياحة والتراث كمولد رئيسي لفرص العمل، وعامل مهم في تعزيز الهوية والوطنية وارتباط المواطن بأرضه وتاريخه وحضارته. قائلاً: «بدأنا في المملكة العربية السعودية هذه الخطة وهذا التزامن بين السياحة والتراث والثقافة منذ إقرار استراتيجية تنمية السياحة الوطنية في العام 2005. واستمررنا في تعزيز موقفنا من التراث الحضاري في بلادنا، وتعزيز إمكانياتنا وقدراتنا، ونما ذلك عبر السنين حتى بدأنا في الضخ الأكبر في المشاريع، حيث تشهد المملكة طفرة كبيرة في الأعوام الأخيرة في المشاريع السياحية والتراثية، ما يعكس نظرة واهتمام الدولة للسياحة الوطنية كأحد ثلاثة قطاعات رئيسية لاقتصاد المستقبل المولدة لفرص العمل، التي تفتح المجال للمواطن لأن يعيش وطنه، والزائر أن يعيش هذا الوطن الكبير الغني بالإمكانات البشرية والتراثية والطبيعية وكل الإمكانات التي تجعل من السياحة قطاعا رئيسيا على جميع المستويات وصناعة وطنية كبيرة، والأهم أن يكون لها دور رئيس في تنمية اعتزاز المواطن بوطنه وبتاريخه وبحضارة بلاده وأن يشارك فيها العالم».
وتطرق إلى أنّ السعودية تؤمن بدور السياحة ليس فقط على أنّها صناعة اقتصادية، ولكن أيضا صناعة إنسانية، مضيفاً أنّ الثقافة تمثل المستقبل المقبل للسياحة.
وشدّد الأمير سلطان بن سلمان، على أنّ السياحة كقطاع وصناعة اقتصادية تقوم بدور رئيسي في توثيق علاقة المواطن بوطنه وأرضه وتعزيز التعارف الإنساني الذي هو أساس للسلام بين الأمم وأساس التوافق بين الناس. قائلاً: «لم يعد كافياً اليوم أن تقوم الدول – بلا شك مع أهمية ذلك – ببناء الجيوش وبناء الأمن من دون أن يكون هناك انتماء للإنسان والمكان، ولم يعد هناك من يستطيع اليوم أن يتجاهل التزامن المهم بين التنمية والأمن، وكذلك السياحة كقطاع وصناعة اقتصادية، هي صناعة توثق التنمية والأمن للمواطنين، ولكنّها أيضاً باعتقادي في مستوى أهم، توثق علاقة المواطن بوطنه وأرضه وأن يفتح قلبه لبلاده ولزوارها ويحدث التعارف الإنساني الذي هو أساس السلام بين الأمم وأساس التوافق بين الناس».