بقلم: جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
يبدو أن البرنامج السياحي لمسار العائلة المقدسة في مصر قد بدأ يأخذ اتجاها جدياً نحو التنفيذ والتفعيل. يأتي ذلك كمحصلة لزيارة البابا فرنسيس لمصر ومباحثاته مع الرئيس عبدالفتاح السيسي وما اتسمت به من ود وحميمية. في أعقاب هذه الزيارة جرت زيارة يحيي راشد وزير السياحة للفاتيكان ولقاؤه بالمسئولين عن المؤسسة المنوط بها تنظيم رحلات حج المسيحيين.
من المتوقع وعلي أساس توافر الايجابية والجدية تجاه هذا الملف الديني السياحي وفي ظل التوافق بين الطرفين المصري والفاتيكاني ان يكون لهذا البرنامج عائد طيب لصالح السياحة.. هذا البرنامج إذا كُتب له النجاح سوف يتيح فرصة كبيرة أمام استراتيجية تنويع وتوسيع دائرة الترويج والتسويق السياحي. بعض الخبراء يتوقعون في ظل موجة من التفاؤل نجاح هذا الاتفاق لجذب أعداد غفيرة من المسيحيين المتدينين.
> > >
مرة أخري فإن العدالة تقتضي ألا نغمط أصحاب الفضل حقوقهم عندما وجهوا الأنظار إلي هذا الملف ذي البعد الديني التاريخي التراثي المصري. هذا التوجه وللحقيقة كان محل اهتمام من المرحوم الدكتور ممدوح البلتاجي وزير السياحة الأسبق في فترة تسعينيات القرن الماضي. إن رؤيته الصائبة وتشجيعه للعمل الخلاق كان وراء تعاظم النمو السياحي. تجاوبا مع هذا التوجه أقدم رجل الأعمال السياحي الفندقي منير غبور علي تنظيم قافلة لزيارة المواقع التي تضمنها مسار العائلة المقدسة.
قام بتسجيل كل هذه المواقع وبنفس السيناريو التاريخي بالكتب المقدسة سينمائياً حيث كان لي حظ حضور حفل عرض هذا الفيلم. هذا الدور الذي قام به منير غبور كان وراء دعوته ليكون عضواً في الوفد الذي رأسه يحيي راشد عند زيارته للفاتيكان. لا جدال أن ما حققته هذه الجهود وعلي ضوء التقدم في التسويق والترويج لملف مسار العائلة المقدسة في مصر.. تستحق الاشادة والتحية.
> > >
من المؤكد أن نجاح استثمار مسار العائلة المقدسة سوف يصب لصالح تنمية السياحة الدينية في مصر. التطورات الجديدة في الجهود المبذولة تؤكد أننا يمكن أن نكون علي الطريق لتحقيق هذا الهدف. أحد الشواهد الإيجابية علي ذلك يتمثل في الزيارة المهمة التي قام بها المسئولون في مؤسسة الحج للفاتيكان إلي مصر.
شمل برنامج هذه الزيارة تفقد المنشآت المسيحية القديمة في مصر. بالطبع كان في مقدمة ما قاموا بزيارته.. مواقع مسار العائلة المقدسة الذي يمر في العديد من محافظات مصر جنوباً وشمالاً. إن ما يستحق الإشادة أيضا في المتابعة لهذا الحدث.. حرص يحيي راشد علي مرافقة الوفد في زياراته وتحركاته. هذه الزيارة تم تتويجها باصطحاب الوزير للوفد للقاء الإمام الأكبر فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر الشريف وكذلك الانبا تواضروس بابا المسيحيين الارثوذكس.
في هذا الشأن أقول وأكرر ان تطوير هذه المواقع وإعدادها لاستقبال الزوار هو بمثابة اختبار للأجهزة المسئولة في مصر. يأتي في مقدمة هذه الأجهزة وبشكل مباشر المحليات التي يجب ان تنظر إلي إنجاح هذا البرنامج بأنه عامل غاية في الأهمية لتحقيق التنمية في محافظاتهم.
أخيرا أقول: هل تنجح جهود الترويج سياحيا لبرنامج مسار العائلة المقدسة؟ أرجو وأتمني ذلك.
