المسلة السياحية
بقلم : د.عماد بن محمود منشي – أستاذ إدارة الفعاليات والإدارة السياحية بكلية السياحة بجامعة الملك سعود
تأسست الهيئة العليا للسياحة مطلع العام 2000م، ونجحت في تهيئة الشارع السعودي لإستيعاب مفهوم صناعة السياحة، وإجتذاب الإستثمارات المحلية والأجنبية فضلاً عن 250 مبادرة إستراتجية لتطوير الصناعة.
ولكن الأعوام الثلاث الماضية – منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لمقاليد الحكم – تسارعت وتيرة المراسم الملكية، والقرارات الحكومية، والمبادرات الإستراتيجية، والمشاريع الضخمة، والتي ظهرت ملامحها منذ إعلان رؤية السعودية 2030، من خلال الإعلان عن رفع الطاقة الإستيعابية للحرمين الشريفين لتستقبل سنوياً 30 مليون معتمر وزائر فضلاً عن زيادة أعداد الحجاج، وتأسيس أكبر متحف إسلامي في مدينة الرياض، وتطوير قطاع الترفيه.
لتليها إعلانات المشاريع الضخمة: مدينة المستقبل نيوم بمنطقة تبوك والتي تضم قطاعاً خاصاً بالترفيه ومشروع البحر الأحمر بذات المنطقة، ومدينة القدية – أكبر مدينة ترفيهية بالعالم بمنطقة الرياض، وتحويل سوق عكاظ من فعالية سنوية لمدينة دائمة للتراث بمنطقة مكة، ثم توالت إعلانات تأسيس أربع هيئات جديدة: هيئة خاصة بمدينة نيوم، وهيئة للترفيه، وهيئة ملكية لتطوير العلا، وهيئة لتطوير بوابة الدرعية، ثم الإعلان عن تأسيس شركة للترفيه، وشركة للإستثمار والتنمية السياحية، والسماح بدور السينما السعودية.
ثم الإعلان عن مشاريع نوعية مثل مشروع فيصلية جدة، وجدة داون تاون، ورؤى الحرم المكي ورؤى المدينة. إلا أن أحد أهم القرارات التي تؤثر بشكل مباشر في رفع الطلب بمعدلات قياسية على جميع المشاريع السابقة، هو إعلان إنطلاقة التأشيرة السياحية مطلع العام القادم.
كل هذه التطورات المتسارعة قابلتها إنجازات وقرارات ضمن صناعة النقل – الوجه الآخر لصناعة السياحة، مثل السماح للمرأة بقيادة السيارة، وتشغيل قطار الحرمين، وقطار الشمال، والإعلان عن جسر الملك سلمان بين السعودية ومصر، والجسر البري بين الرياض ومكة، وجسر الملك حمد بين السعودية والبحرين، فضلاً عن إعلان تخصيص جميع مطارات الممملكة هذا العام.
كما أعلنت أربعة جامعات سعودية إطلاقها كليات وأقسام لدعم قطاع التعليم السياحي بالمملكة: جامعة الملك فيصل، وجامعة تبوك، وجامعة طيبة، وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن.
خلاصة الحديث أن الخمسة عشر عاماً الأولى في الألفية أسست صناعة السياحة السعودية، فيما جاءت الأعوام الثلاثة الأولى من عهد سلمان الحزم والعزم لتؤسس للإنطلاقة الحقيقية للسياحة السعودية، فمع حلول عام 2025م يتوقع أن تكون المملكة العربية السعودية الخيار الأول للمواطن سياحياً،” وهو ما ذكره صاحب السمو الملكي الأمير/ سلطان بن سلمان – رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قبل عشر سنوات، وكرره مؤخراً في الإجتماع السنوي للهيئة، فهنيئاً للوطن وللسياحة السعودية بخادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين – مهندس رؤية السعودية – صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان آل سعود.