تراجع السياحة العربية البينية إلى 30% بسبب غياب الاستقرار السياسي لبعض الدول
تحتفل السياحة العربية بعيدها الثاني على امتداد الوطن العربى 24 فبراير الحالي، ويأتى الاحتفال بناء على اقتراح تقدمت به المنظمة العربية للسياحة للمجلس الوزاري العربي للسياحة الذي قرر فى دورته 18 بعاصمة السياحة العربية الشارقة ان يكون الاحتفال به سنويا، تزامنا مع ميلاد ابن بطوطة أعظم الرحالين العرب وأكثرهم شهرة، الذي أمضى ما يزيد على 28 عامًا من حياته في أسفارٍ متصلة، حيث بدأ رحلاته من مدينة طنجة وطاف أنحاء المغرب الأقصى متجها إلى الشرق عبر الجزائر أو المغرب الأوسط ثم إلى تونس وليبيا، وانتهى به المطاف في مصر، ومن الإسكندرية اتجه جنوبًا إلى القاهرة ثم إلى الصعيد حتى وصل إلى ميناء عيذاب على ساحل البحر الأحمر ثم عاد إلى القاهرة وتابع رحلته إلى مكة المكرمة عن طريق بلاد الشام وبعد أداء فريضة الحج اتجه إلى العراق وإيران وبلاد الأناضول، ثم عاد إلى الحجاز وحج للمرة الثانية، وبقي في مكة عامين، مستجمعا فى رحلاته عادات الشعوب العربية حتى اصبحت اسفاره كتابا مفتوحا لمن اراد ان يطلع على الطبائع العربية.
من جانبه كشف د. بندر بن فهد آل فهيد رئيس المنظمة العربية للسياحة عن أسباب اختيار شعار الاحتفال "تنمية السياحة العربية البينية" لما تذخر به المنطقة من كنوز تراثية وعادات وتقاليد تمتاز بها عن كافة بقاع العالم، مؤكدا حتمية التكامل السياحي العربي وضرورة تطوير البرامج السياحية العربية المشتركة لتكون المنطقة العربية مقصداً سياحياً مشترك.
وقال إن هذا الاحتفال الذي سيتم تكراره، انتصارا للجهود التى بذلت فى كل قطر عربي لرفعة الصناعة والارتقاء بها كما انه يعيد الرحالة العربي ابن بطوطه للواجهة من جديد ويعرّف الاجيال تأثيره البالغ فى صناعة السياحة العربية مثمنا الجهود التي قدمت من كافة وزارات وهيئات السياحة على امتداد الوطن العربي، مؤكداً بأن السياحة صناعة كبرى ومورد اقتصادي مهم مشيراً الى انه جاب العالم خلال العام 2015م أكثر من مليار ومئة مليون سائح ولم تستقطب المنطقة العربية سوى 52 مليون سائح وان السياحة البينية العربية قبل الظروف الراهنة قد وصلت الى 45% ثم تراجعت نتيجة لها إلى 30% تقريباً مما كبدها خسائر وصلت حتى تاريخه أكثر من 40 مليار دولار، مشيراً بأن الدول العربية تسعى إلى تطوير وتنمية السياحة العربية البينية التى أصبحت الملاذ الأكثر أمنا والأثري مردودا لافتا إلى آخر دراسة قامت بها المنظمة قد أوضحت بأن السائح العربي أكثر إنفاقا حيث يبلغ متوسط إنفاقه على رحلة 5 أيام ما لا يقل عن 4500 دولار متجاوزا ما ينفقه السائح الاجنبي الذي غالبا ما يكون ضمن مجموعات حيث يبلغ انفاقه لرحلة بنفس المدة بحدود مبلغ لا يتعدى 300 دولار ومن هنا يظهر الفارق ومدى اهمية تنمية السياحة البينية العربية وتطويرها.
الرياض